كفراشة تحملها نسمة ربيعية يحملني حنين للحظة سعادة أطير إليها في عوالم لم يدركها بشر. أَفرد جناحي فيحملني عاليا لنشوة سكرٍ بلا خمرٍ. أبحث عن وطن أسكنه و يسكنني ،هل تسكن يوما روحي لتستقر؟ فأنا سريعة التململ أنتقل من زهرة برية لزهرة أبهى و أجمل يسحرني عبيرها و تفتتن بإيقاع الحياة التي أعيشها، أزهار تزرع قبلة على جناحي أحملها و أطير حاملة معي الحب و تاركةً وعداً باللقاء ، في الغد لنا لقاء، حين تشرق شمس الربيع بعد الشتاء البارد، لنا لقاء، حين يختمر عصير الكرمة في آنية الفخار، لنا لقاء، حيث يغفو طائر السنونو على غصن الياسمين هناك نلتقي.
بدفء الحنين نلتقي، بفرح النبيذ نلتقي، و بسلام و صفاء الياسمين نلتقي ...
كل زهرة برية تحلم أن تمتد نحوي بعنقها و تتراقص بمحاكاة لتراقصي، تحلم كل مساء أن أعود وأسكنها. كل مدينة سكنتها سكنتني، هذا وطني و هذي عوالمي ليس فيها إلا الفرح و الحب و السلام، أصلي لها كل ليلة قبل ان أنام: يا صانع الكون و مبدع الخلق و الجمال، يا رب الحب و السلام، يا زارع الفرح و ممطر الخير و منبع كل نور، كُفَّ أيادي أطفالٍ تلهو بعبثية فتقطف أزهاري و ترميها للريح و تطارد فراشات لتأسرها أو تنتزع أجنحتها فتقتلها.
هل يكبر هؤلاء الأطفال و يتعلموا كيف تزرع الورود و تسقى بالحب كل يوم، هل يعقلون و يتعلموا كيف تجذب الفراشات بالعبير و النور؟
عالمي ليس عالم من خيال، فكل من يقرا كلماتي يزهر في قلبه الأمل، يشع في قلبه الحب و تنجلي أمام عينيه حقيقة الكون! فهل انت بقارئ؟
لم يعد وطني هناك أسير حدود من صنع العمالقة و طني حر يسافر مع شعاع النور ، العلم نور، الحب نور، ومن النور لا يولد إلا النور.
حيث يشرق النور وطني ،
فهلا نلتقي؟