د. حنان فهيم تكتب : الموضة ( ١١٨ )

د. حنان فهيم تكتب : الموضة ( ١١٨ )
د. حنان فهيم تكتب : الموضة ( ١١٨ )
 
الموضة مصطلح الأزياء وأدوات التجميل وأيضا ديكور المنزل وكل ما يبدو جميل ويساعد على التغيير والتجديد، فقد تعاقبت الكثير من التغيير للملابس الى الأفضل والاسهل والابسط في الزمن السابق عن ذي قبل ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت الموضة تتسم بالغرابة والغير مألوف والغير متوقع ومع ذلك اعتادت الناس عليها واصبح هناك حرية من يحب الموضة الغريبة فهو مقبول ومن يحب ان يحتفظ بالموضة السابقة هو حر لكن الغريب ان الناس قبلت الموضة الغريبة وتقبلتها واعتادت ان تراها وأصبحت موجوده في كل مكان ولكن الاغرب ان تصبح ظاهرة الطلاق أيضا موضة وشيء عادى وطبيعي ولا يجد الأبناء عيب او احراج ان يقول ان بابا وماما منفصلين او كل واحد يسكن في مكان اخر والبعض يقول بابا وماما مطلقين، والأغرب هناك تشجيع من المنفصلين للأخرين بالضبط مثل شخص يتعاطى المخدرات بحجة ينسى هموم الدنيا ويشجع الأصدقاء على ذلك عشان كلنا نكون في الهواء سوى ومفيش حد احسن من حد.
لماذا هذه الظاهرة أصبحت في زيادة مخيفة ومرعبة والى اين تذهب بنا هذه الظاهرة؟ فقد تعددت الأسباب والموت واحد فالبعض يقول انها الحالة الاقتصادية سبب الكثير من الصراع والمشاكل في الاسرة وضيق اليد وانشغال رب الاسرة بالعمل وقت كبير ودخل قليل او عمل الزوجة للمساعدة في مصاريف البيت ولذلك وقتها خارج البيت اكثر والقليل المتبقي من الوقت لا يساعد على التواصل والحوار بين الطرفين ويشعروا بالغربة التي تصل بهم الى الطلاق وهذا يجعلني اسأل سؤال اخر هل الاسر في الزمن الماضي كانت تعيش في رغد هل كان لديها الكثير من المال؟ هل كانوا مولودين بمعلقة ذهب والدنيا وردى؟ لا طبعا كانوا عيشين ظروف اصعب من الان بمراحل كثيرة وكإنو دائما التفكير نكفى جهاز البنت أذاي ومصاريف التعليم من فين والعيد قرب محتاجين كذا وكذا فالناحية المالية وأزمة السكن والغلاء كلها تحديات تقابل كل الأجيال على مر العصور ، اذا كيف كانوا في استقرار وجملة الطلاق كانت فين فالأجيال السابقة رغم قله التقدم والتكنولوجيا كان لديهم قيم ثابته ومفاهيم مهما ففكرة ان تكون هناك مطلقة في الأسرة شيء غير مقبول وكان هناك مرجعية للأسرة وهناك اباء وامهات يقدروا قيمة الزواج والترابط والزوجين قلبهم على بعض فلديهم مفهوم صحيح للزوج وان كل واحد منهم مسئول عن اسعاد الاخر وليس اسعاد نفسة، ان العطاء اهم من الاخذ فكان لديهم جيل يسبقهم قدوه لهم يسعوا لعمل نفس النموذج ونحن الان نفعل نفس النموذج الموجود حاليا فكل بيت فيه الاب والام منفصلين يحدث نفس الشيء مع الأبناء وهم على خبره ودراية بما حدث طول حياته في بيت منفصل. 
الأجيال السابقة كانت تتشارك الاسرة في الراي على الموافقة على شريك الحياة وهل هو مناسب ام لا وكان الأبناء يثقون في كلام الاسرة الأكبر وكان هناك احترام للكبير ام الان الزوجين يختاروا بعض من خلال مشاعرهم والشطارة لديهم في اجبار الاسرة الكبيرة على رائيهم بحجة انهم جيل متطور ويفهم افضل، وأيضا الاسرة الأكبر المقدرة للترابط الاسرى عندما يأتي احد الزوجين غاضب لا تتدخل وتعطى النصيحة من بعيد وترجع من الذاكرة عن كم الصعوبات التي مرت بهم وبالحب والصبر قدروا يكونوا سعداء واسره متحابة حتى الان وهذا جزء مهم تفتقده الزيجات الحديثة فلم تعد هذه الحكمة موجوده بل دخل العند والكبرياء والتحدي عندما يشتكى احد الطرفين تجد الاسرة الكبيرة تتدخل للانفصال اسهل من عمار البيت.
ومن الأسباب القوية التي ساعدت على التفكك الاسرى الان هي وسائل التواصل الاجتماعي رغم المميزات من سرعة توصيل المعلومات واكتساب الخبرة والتعلم السريع في أمور مهما وسهولة التواصل مع الاسر التي هاجرت، انما سوء الاستخدام ساعد على هدم حياة الكثيرين، اصبح الاهتمام بالصورة اهم من ان نعيش اللحظة فالكل يبحث عن صورة جذابه تبهر الناس بدون البحث عن حياة حقيقية تساعد على ثبات الاسرة فذهب المجتمع يتمتع بالذكريات في الصور بدون مشاعر ودفء وفرحة من القلب فالكل مزيف وهذا له اثر سلبى على من لا يستطيع ان يعيش الحقيقة وان يعيش الصورة أيضا، فأصبحت الحياة مزيفه كلها غش ومن يرى الصور يفكر كيف يستغل ذلك وان يتدخل في حياة الناس بالسلب وأصبحت سبب مشاكل للكثيرين، فليس ذلك فقط فهناك من لديه الفراغ الكافي لاصطياد الضحايا الغير مشبعين بالحب والاهتمام رجل او سيدة، فتبدء الحوار للتعارف ثم التسلية ويليها أشياء تسبب الكثير من الخسائر الغير متوقعة وكل واحد يعتقد انه وجد الحب الحقيقي ويضحى بالأسرة وكل شيء ظن منه انه وجد من يفهمه ويسعده ويجد في الاخر انه وهم وسراب يؤدى الى الهلاك، فمهم ان نتعلم ان نأخذ الاستفادة من التكنولوجيا ونترك السلبيات. 
وأيضا من أسباب التفكك الاسرى ضياع الهدف والاصرار على تحقيقه فالزواج عند البعض لقب ودبلة وممكن شقة فهذه ليست اهداف لزواج مستقر فالزواج هدية من الله لتكوين اسرة سعيدة تمجد اسم ربنا واشتراك الزوجين مع ربنا في الانجاب وان تكون عائلة الله تتمتع بالحياة معه وتنشئ أبناء يعرفوا ربنا وجيل يسلم جيل، هذا مختلف تماما عما يحدث فزيادة عدد البنات عن الأولاد، واصرار الاسرة على زواج البنت عشان تطمن عليه اوجد صيغة من القلق وسوء اختيار واصبح التدقيق في الاختيار شيء غير موجود لقله الفرص وهذا بدورة سبب مؤثر من أسباب الانفصال واصبح لقب متزوجة تحول الى لقب منفصلة هل هذا يرضى احد، الحياة ليست زواج فقط فقد خلق الله الانسان لدور ورسالة سامية عليه ان يقوم بهذا الدور وهو متزوجا او لا، فلدينا الكثير من النماذج المشرفة في كلا الاتجاهين، فعلا الاسرة الاهتمام بغرس القيم والمبادئ السامية في الأبناء وان يعيش يعطى ويخدم وان يكون مثال وقدوة للأخرين ويقوم برسالته في الحياة التي بدورها يصل بها الى السماء باستخدام الوزنات التي أعطاها الله له ويحاسب عليها، فهذا هو الأهم وهو في طريقة وتحقيق الهدف الاسمى يحدد مواصفات شريك الحياة المناسب لهذه الخطة وليس العكس ولا يتنازل عن المواصفات التي في ذهنه والله مطلع وكاشف كل أفكار الانسان فعندما يهتم الانسان بوصايا الله يهتم الله بكل شئون الانسان ويساعده في تحقيق افضل شيء مثلما فعل مع يوسف الصديق في اهتمامه بتنفيذ وصايا ربنا على حساب حريته ومستقبله ولكن الله ساعده في تحقيق ما لا يختر على باله وعاش زمن التعويضات في مركز وحياة وإنجاز عظيم لا يستطيع انسان ان يفعله لنفسه.
فتحديد الهدف قبل الزواج والإصرار على تكوين اسرة متحابة ويحترم كلا منه الاخر وان يكون ربنا محور تفكرنا ووصايا ربنا اماما في كل وقت نقدر نعيش صح ونراعى ربنا في كل شيء وفى كل تصرف وفى كل كلمة وفعل نقوم به، فالتمسك بربنا يعطى الشبع الحقيقي للإنسان ونرجع للصورة الأولى التي خلقنا عليها وينتهى العنف والعند والكبرياء من كل بيت فهذه كانت السبب في سقوط الملائكة وهيا أيضا السبب في الانفصال بين الزوجين وانشاء أطفال محرومة من الحب والاهتمام، أطفال تعانى الكثير وتصبح مصدر للعنف والجرائم نتيجة ما حدث لهم من عدم اهتمام من الاسرة، ولا يخفى عن كل من يفكر في الانفصال فله الكثير من الاضرار والكثير من المصاريف فبعد ان يتشارك الزوجين في الصرف على بيت واحد اصبح بيتان غير متحابان وكل واحد يسعى لهدم الاخر فمن المستفيد من كل هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   
أتمنى ان تتمسك الاسرة بالصح وان تسعى الاسرة الكبيرة بتنشئة أبناء على قدر المسؤولية ويفهموا أهمية هذه الخطوة وان كل من يفكر في الارتباط يأخذ قرار انهم عائلة متماسكة ربنا موجود في حياتهم وان يكون عهد لأخر يوم في حياتهم لا يستطيع أحد ان يفصل بينهم والمجهود المبذول للحفاظ على هذه الحياة اقل بكثير من المجهود والمال المصروف على الانفصال.
اتمنى للجميع حياة سعيدة مع مهارات التنمية البشرية التي من خلالها تقدر تغير حياتك عندما تكتسبها ولدروسنا من التنمية البشرية بقية .........