جهود كبيرة تبذلها الدولة لتطوير القاهرة التاريخية التى تستحق بالفعل كل هذا الاهتمام. وفى الأيام الأخيرة افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى تطوير مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها والمنطقة المحيطة به، وشاهدنا جميعاً مدى الروعة والجمال والإبهار الذى يليق بالمقام والمكان. وتواصل الدولة عملية التطوير من خلال مخطط متميز لتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية، الذى يؤكد أن الدولة حريصة على أن تتم هذه العملية وفق منظورٍ متكاملٍ يراعى كل الأبعاد التاريخية والتراثية والديموغرافية والسياحية. ويشارك فى الإعداد له والإشراف عليه كل الجهات المعنية بداية من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وأعضاء الفريق المختص بإعداد هذه الرؤية العلمية الحديثة من أساتذة الهندسة والتخطيط العمرانى والنقل وهندسة المرور وتصميمات الطرق والعمارة التراثية وجمعية الفكر العمرانى. وتستعرض هذه المجموعة رؤية الخبراء حول مقترح تطوير القاهرة الإسلامية والمخطط التفصيلى للمنظور المقترح للتطوير؛ لأن هذه المنطقة تحظى بأهمية بالغة، ضمن خطة الدولة لتطوير المناطق التاريخية والأثرية، وهناك حرص شديد على أن تتم عملية التطوير وفق منظورٍ متكاملٍ يراعى كل الأبعاد التاريخية للاستفادة القصوى من مقومات التفرد التراثى والتاريخى الذى تتميز به هذه المنطقة. وتتضمن وضع مخطط تطويرى لدعم حركة السياحة، إلى جانب إيجاد شبكة محاور خضراء تعمل على إحياء المناطق التراثية وربط المزارات والمسارات السياحية والمقابر التاريخية، بالإضافة إلى الارتقاء العمرانى بالمناطق السكنية المتداخلة مع تحسين اتصالها بمحاور الحركة الخارجية مثل الأوتوستراد. والتعامل مع مشكلة المياه الأرضية بتخفيضها بالطرق الهندسية المعروفة مع إمكانية استغلالها كمناطق خضراء وأنشطة تتكامل مع حدائق الفسطاط، مع الاستفادة من محاور الحركة المقامة حديثاً فى تخفيف حركة المرور العابر وحل المشاكل المرورية بالمنطقة التاريخية ودعم اتصال الطرق الداخلية بالمحاور الرئيسية بطريق دائرى يعمل على تدعيم حركة السياحة والزائرين.
كل التحية والتقدير للأيادى المصرية المخلصة فى مختلف التخصصات لإنجاز هذا المشروع المهم على طريق الجمهورية الجديدة ومصر الحديثة.