لسنوات طويلة ظل ولا يزال "الجنس" واحدًا من أبرز التابوهات فى الدراما والسينما المصرية والعربية، ولم يكسر هذا التابوه إلا بعض صناع السينما والدراما ممن لديهم الجراءة على المواجهة والنضال من أجل فنهم ومن أجل تقديم فن لا ينقطع عن المجتمع بل يكون مرآة له ولقضاياه، ولعل أبرز نموذجين ناقشا القضايا الجنسية وتأثيرها على المجتمع والأسرة هما فيلم "النوم في العسل"، والذي قدمه المخرج شريف عرفة في التسعينات مع الزعيم عادل إمام، وفيلم "النعامة والطاووس" في أوائل الألفية للمخرج محمد صلاح أبو سيف نجل الراحل صلاح أبو سيف، ذلك المخرج الذي ناضل لسنوات قاربت الـ 30 عاما من أجل الحصول على موافقات الرقابة لهذا الفيلم.
قدم العمل للرقابة تحت عنوان "مدرسة الجنس" ورفضت بعد أكثر من محاولة إلى أن رحل صلاح أبو سيف قبل أن يقدمه ليخرجه نجله محمد بعد موافقة الراحل مدكور ثابت، الذي كان يحمل فكرا جريئا ومختلفا، فكرا تنويريا لواحدة من الإشكاليات التي تواجه الكثيرين، ليقدم نجل أبو سيف حلم والده داخل عمل مكتمل الأركان يناقش قضية حساسة وبجراءة شديدة ويقدم المعلومة ويرفع الحرج بخلطة جيدة وبأداء تمثيلي قوي جعل من الفيلم محتوى قادر على العيش لسنوات طويلة ويمس الناس بشكل أو بآخر كلا حسب درجة قربة من ذات القضية التي يناقشها الفيلم.
النوم في العسل
على الجانب الآخر من العالم يتابع محبي المسلسلات واقعا مغايرا تماما، وهو عمل درامي بعنوان sex education للكاتبة لوري نان، بطولة أسا بترفيلد و جيليان أندرسون و إيما ماكي و كونور سوينديلز و كيدار ويليامز ستيرلنج وباتريشيا أليسون.
المسلسل قد يظن البعض أنه عمل يداعب مشاعر المراهقين أو يلعب على أوتار حالة التيه الذي واجه المراهقين في بداية مراحل البلوغ أو ربما يأخذ من الجنس وسيلة للانتشار وتحقيق مكاسب، لكن حقيقة الأمر أن المسلسل ورغم أن أحداثه تدور في إطار درامي كوميدي، إلا أنه واحد من الأعمال الهامة التي تساعد الآباء والأمهات في التعرف أكثر على أبنائهم في مرحلة المراهقة وتساعدهم على كيفية دعمهم في تلك الفترة الحساسة.
العمل تتقاطع خيوطه الدرامية مع العديد من القضايا المتعلقة بالجنس لدى المراهقين في العالم كله وبكل تأكيد تتقاطع مع قضايا المراهقين في مصر والوطن العربي، فهي مرحلة عمرية تتشابه أطرافها بين الشباب حول العالم الاختلاف الوحيد ربما في طريقة التعاطي مع مشاكلهم والحديث عنها أو كبتها وتجاهل حتى الإشارة إليها.
المسلسل قدم منه جزئان ومن المتوقع أن يكمل المسلسل نجاحه في تقديم أجزاء جديدة ، وهو العمل الذي تدور أحداثه حول شاب مراهق يعيش مع والدته المطلقة والتي تعمل مستشارة علاقات زوجية وجنسية، وبالتالي هي القماشة الواسعة التي تعطي من خلالها مخرجة المسلسل المساحة لمناقشة العديد من المشكلات التي تواجه المراهقين ليس فقط فيما يتعلق بالجنس، ولكن أيضا في علاقة الأم بابنها والأب بابنه وغيرها من المشكلات، فرغم أن المسلسل من اسمه يوحي بأن محتواه يلهث وراء الجنس، لكن العمل به رسالة تربوية بالغة الأهمية لذا يجب على الآباء مشاهدته قبل المراهقين لأن كل مراهق حول العالم سيجد لنفسه شبيها، وربما يجد للمشاكل التي يواجها حلول ووجهات نظر مختلفة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع