كثيرا ما نقول مايقعش إلا الشاطر هذا لأن الشاطر دؤوب مستمر الحركة مبدع بعكس البليد و الذي لا يمكن أن يقع لأنه منبطح أصلا ،، هذا المثل الشعبي اعتدنا ان نقوله في مواقف معينة علي أشخاص مشهود لهم بقوة الشخصية و الذكاء و التميز عندما يقعون ضحية لعملية نصب أو تحايل أو خيبة أمل في أشخاص لم يكونوا عند حسن ظنهم ،،
لقد وقع الشاطر الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل المخابرات ضحية لأشخاص أحاط نفسه بهم و وثق بهم استطاعوا أن يعزلوه عن الشعب المصري منذ اللحظة الأولي لتوليه حكم مصر و كذبوا عليه و خدعوه ! و هذه ليست سبة أو نقص أو عدم ذكاء من الرئيس بقدر ما هي خيانة و غدر من هؤلاء الرجال الذين قدموا له معلومات و استشارات كانت السبب في أخذ بعض القرارات القاسية علي شعب مطحون لم يجد من يحنو عليه علي حسب تعبير الرئيس نفسه و بالتالي أستمر الوضع علي ما هو عليه من المعاناة بل ازداد الأثرياء ثراءا و ازداد الفقراء فقرأ ،، و لما لا و قد نقلوا له صورة الشعب النمرود الكسول الطماع المتمرد ! و أداروا الدولة بشكل بوليسي و أصبحت كل المناصب كرتونية بداية من الوزراء مرورا بأعضاء مجلس النواب و الشيوخ وصولا للمحافظين و رجال الدين و الأعلام و كثر التخوين و التهويل و التهوين و كثر البصاصين و اللجان الإلكترونية و كثرت بالونات الإختبار و الأحداث المفبركة لالهاء الناس عن المشاكل الحقيقية و عدم مطالبتهم بحقوقهم في الصحة و التعليم و العمل و العيش الكريم و أنفقت الأموال علي مؤتمرات الشباب و أشياء اخري و قدموا له الافاقين علي انهم نماذج مشرفة و تربحوا من مراكزهم بشتى الوسائل فكان من الطبيعي أن تنقص شعبية الرئيس الذي يعتبر رأس النظام و المسئول عن آداء حكومته و أجهزته و معاونيه و مستشاريه الذين اهتموا ببناء مجد لأنفسهم و بناء الحجر علي حساب بناء البشر ،،
البشر الذين مازالوا يدفعون ضريبة غالية ثمنا للتخلص من حكم جماعة الإخوان حتي وصلوا إلي مرحلة الإنفجار ! لأن غالبية الشعب أصبح ظهره للحائط و لا مفر من المواجهة يوما ما ! قد تأخر هذا اليوم ليس جبنا أو خنوعا أو حبا للعبودية كما يصورها بعض المحرضين و ليس امتثالا لأوامر و رغبات أصحاب القبضة الحديدية من رجال الأمن المتكبرون المتجبرون ! إنما هى الحكمة و الحرص و الخوف علي مصر أن تدخل مرحلة الفوضى و يقفز كل صاحب أجندة علي الأحداث و خاصة جماعة الإخوان الذين إذا تمكنوا سيكون انتقامهم من الشعب في غاية القسوة ،، إذ أنهم يملكون المال و السلاح و العقيدة المحرضة علي العنف و الدم ! و هم الفئة الأكثر تنظيما و علي إستعداد دائم للقفز و الاندساس رغبة في التمكين بالرغم كل ما حدث لهم من أزمات علي مدي العشر سنوات الماضية ! و من الجهة الاخري تم اضعاف متعمد للحياة السياسية و الحزبية بأيدي الدولة البوليسية التي اتبعت نظام الحزب الواحد و الصوت الواحد لتعطي لنفسها حق المواجهة مع الطرف الآخر الإخواني دون منازع حتى ينسب لهذه الدولة و هذا النظام ان له الفضل في إنقاذ مصر من الإخوان ! و كانه يحاول إيجاد سبب لاستمراره و الحجة بعبع اسمه جماعة الإخوان و الحرب علي الإرهاب ،، نفس البعبع يستخدمه ضد معارضيه باتهامهم للإنضمام للجماعة المحظورة ! و لا نعرف اذا ظلت محظورة أم سنشهد مصالحة بين النظام و بين القيادات الإخوانية في وقت ما ! الخلاصة إن من ينتقد هذا النظام يصبح إخواني خائن أو جحود لا يري الإنجازات ! قصة مضحكة مبكية و التاريخ لا يرحم
و للتاريخ أقول إن كره الناس لفترة حكم الإخوان ليس له علاقة برضا أو عدم رضا المصريين عن أداء الرئيس السيسي و حكومته و قد يكون هناك فئة من الناس كارهين الإخوان و غير راضين عن النظام الحالي بنفس القدر و علي ما أظن ان عددهم ليس بالقليل ،، و لابد أن نعترف بهذا لأن الرئيس السيسي هو إنسان و ليس رسول من عند الله ،، إنسان يخطئ و يصيب ،، إنسان لا يمكن أن يجتمع علي حبه مئة مليون ! بالذات بعد ما تم تغيير الدستور في عهده ! ليجلس أكبر فترة علي كرسي الحكم في مفاجأة غير متوقعة للمؤيدين قبل المعارضين ! لأن من وسوسوا له بذلك أرادوا الإستمرار لأنفسهم و ليس للرئيس للتربح و للتمسك بالسلطة و القوة لأكبر وقت ممكن ! و كما تعرفون فإن السلطة غالبا عندما تطول تصبح مفسدة خصوصا مع صلاحيات هي أقرب إلى الألوهية و العياذ بالله ! إنهم مثل كهنة المعبد حول الرئيس لم نري منهم إلا اللعنات و لا تحل بركاتهم إلا علي الافاقين و المنافقين ! و كأننا لم نقم بثورتين علي الظلم والفساد والاستبداد و التوريث ،،
و للأسف وقع الشاطر الذي خرج الشعب عن بكرة أبيه و طالبه بالترشح للرئاسة ليحصل علي شعبية ما كان يحصل عليها أحد بهذه السهولة و أخذ شرعيته لأنه أنقذ المصريين من حكم جماعة الإخوان و وعد المصريين بحياة كريمة ! و لكن و بسبب معاونيه الذي اختارهم و لم يكونوا خير عونا له و خانوا الثقة ازدادت و توالت الأخطاء بدءا من قضايا ترسيم الحدود البحرية و التخلي عن الجزيرتين تيران و صنافير في البحر الأحمر و حقول الغاز في البحر المتوسط مرورا بالديون التي أثقلت كاهل المواطن الذي لا يجد قوت يومه و أخيرا أزمة نهر النيل و فشل التفاوص مع إثيوبيا ليجد المصري نفسه قلقا طوال الوقت علي حاضره و مستقبله ،، فهل سيقوم الشاطر و يقف ليصحح الأوضاع و يطهر البلاد و يستعيد شعبيته و يستعيد الظهير الشعبي الذي هو أهم من رضا القوي العظمي كلها مجتمعة ،، هل سنري يوما ليس كباقي الأيام نستعيد فيه المجد ؟ يوما يحمل رسالة متجددة بالأمل والثقة و نتجاوز الفترة الصعبة و نعيد صياغة أي وضع لا نرضى عنه أو نقبله ويقف المصريين و العالم احتراما وتقديرا و تبجيلا للشاطر الذي انحاز للغالبية المطحونة ؟ أم سيجدد الشاطر الثقة و يمنحها لمن ظلموا و طغوا و اعلوا مصالحهم الشخصية علي مصلحة الوطن لتقع مصر كلها لا قدر الله و لا تقوم لها قائمة !
أخيرا أقول هذه وجهة نظري قد تتفق معي أو تختلف لكن لابد من وجود مساحة من الحرية للتعبير عن الرأي و الرأي الآخر باحترام دون تجاوز لأن لا أحد فوق الحساب ! فإن اتفقت معي كن شجاعا و عبر عن رأيك و أن اختلفت معي فالنقاش بالأدب دون مزايدة أو تطاول لأن في الاختلاف رحمة فكلنا نحب هذه البلد لكن كلا علي طريقته ،،
حنان شلبي