كشفت دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية مؤخرًا، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون سببًا فى القضاء على الوظائف، بل سيكون أداة مكملة للكثير منها، وأشارت الدراسة إلى أن التغيير سيكون على صعيد جودة الأعمال والوظائف.
وخلصت دراسة منظمة العمل الدولية إلى أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي ستعتمد إلى حد كبير على كيفية إدارة انتشاره، داعية إلى ضرورة صياغة سياسات تدعم عملية انتقالية منظمة ونزيهة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، زاد الحديث عن مزاحمة الذكاء الاصطناعي للبشر واستبدالهم في مجالات مختلفة، بصورة كبيرة فى الفترة الماضية مع زيادة استخدام أدواته، خصوصا الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بدأ في الظهور بشكل قوى منذ عام 2020.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بدعوات بعض الدول الأعضاء لتأسيس كيان دولي لمراقبة عمل تلك التقنية الجديدة، مؤكدا أن الهدف الرئيسي لهذا الكيان هو "دعم الدول لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة العامة، والتقليل من المخاطر الحالية والمحتملة، وتأسيس وإدارة آليات متفق عليها دوليا للرقابة".
وظائف الروبوتات
فى البداية.. ما هو الذكاء الاصطناعى؟
هذه التقنية التي أحدثت ضجة في أنحاء العالم، هي عبارة عن قدرة الآلة على أداء مهمة كانت تتطلب في السابق ذكاءً بشريًا، وهذا ما يفجر حولها الكثير من المخاوف، حيث إن لا أحد يعلم إلى أى مدى سيصل هذا الذكاء المكتسب؟
وفقا لما ذكره موقع "Zdnet"، تُظهر أنظمة الذكاء الاصطناعي اليوم بعض سمات الذكاء البشري، بما في ذلك التعلم، وحل المشكلات، ونطاق محدود من الإبداع والذكاء الاجتماعي.
ويستخدم الذكاء الاصطناعي خوارزميات الكمبيوتر لتكرار القدرة البشرية على التعلم والتنبؤ، حيث تحتاج برامج الذكاء الاصطناعي إلى قوة حاسوبية للعثور على الأنماط والتوصل إلى استنتاجات من كميات كبيرة من البيانات، وذلك مع بناء آلات يمكنها اتخاذ القرارات بنفسها.
موقف الذكاء الاصطناعى من سوق الأعمال بمصر
وكشف خالد شريف، مستشار وزير السياحة لشئون التحول الرقمى، أن الذكاء الاصطناعى بمثابة تقنية غير مقلقة والتي يمكن أن تتواجد في سوق الأعمال قريبًا في مصر، مؤكدا أن التكنولوجيا ليست بعيدة عننا والتعامل معها بدأ بالفعل ولكن مازلنا في مرحلة استخدامها فقط في الألعاب.
وأضاف الدكتور خالد شريف، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التقنية ستفتح باب لوظائف جديدة بدلا من فكرة استبدال البشر المخيفة، فمع النمو الصناعى والمجتمعى ستظهر العديد من المهن التي تحتاج لعاملين، وسيعمل الكثير من الخريجين على التطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعى.
وأوضح، أنه على مستوى التعليم بشكل خاص سيكون الأمر جيد، حيث ستساعد التكنولوجيا بأدوات جديدة للتحصيل والفهم، وسيكون المعلمين مؤهلين لاستخدام هذه الأدوات التي تساعدهم على تقديم خدمات تعليمية متطورة ومبسطة.
الذكاء الاصطناعى والتعليم
وظائف التعليم والمهن الطبية لا يمكن استبدالها بالروبوتات
في ذات السياق، كشفت تقديرات مأخوذة من تحليل مكتب الإحصاء (ONS)، أن أساتذة الجامعات ومعلمي المدارس الثانوية، كلاهما لديه فرصة ضئيلة بنسبة 20% لتأثير الذكاء الاصطناعي عليهم.
بينما تُقدر مخاطر الذكاء الاصطناعى على عمل الأطباء البشريين بحوالي 18% فقط، والممرضات بنسبة 24%، والمسعفين 27% وأطباء الأسنان 20%.
وفي الوقت نفسه، فإن المهندسين المعماريين وأخصائيي العلاج الطبيعي والمحامين ومصممي الويب هم من بين أولئك الذين يواجهون أقل مخاطر تؤثر على أدوارهم.
وظائف في خطر!
روبوت نادل
العمل من المنزل.. الأسهل في استبداله بالذكاء الاصطناعى
قد يكون العاملون عن بعد أكثر عرضة لاستبدالهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة، حيث قال نيكولاس بلوم، الخبير الاقتصادي بجامعة ستانفورد والخبير الرائد في العمل من المنزل، في جلسة افتراضية نظمتها شركة البرمجيات "سكوب"، إن الوظائف عن بعد والمنخفضة المستوى نسبيًا مثل العاملين بمراكز الاتصال وإدخال البيانات وكشوف المرتبات من الأسهل استبدالها بالذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لما ذكره موقع "business insider"، أضاف خلال الجلسة: "إذا كنت بعيدًا تمامًا، فيمكن تقليدك باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكنه الاقتراب من صورتك وبصوتك، ومع ذلك، قال بلوم إن التكنولوجيا الجديدة ليست على مستوى التعامل مع الجانب الشخصي من الوظيفة حتى الآن".
ووفقًا لبلوم، فإن العمال ذوي المهارات المنخفضة والوظائف التي يتم الاستعانة فيها بمصادر خارجية عادة يتعرضون لخطر حقيقي يتمثل فى استبدالهم بالذكاء الاصطناعي في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
ومع ذلك، قال إن التكنولوجيا الجديدة لا تزال تفتقر إلى التعاطف اللازم مع معظم الأعمال ومن غير المرجح أن تحل محل الوظائف التي تتطلب بعض العمل الشخصي، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد بالفعل في تعزيز إنتاجية العامل.
وظائف خدمة العملاء
خدمة العملاء وقطاع النقل في خطر
أثار الذكاء الاصطناعى مخاوف كبيرة بشأن الآلاف من الأدوار البشرية التي قد تختفي قريبًا بسبب التطورات الهائلة في أنظمة الأتمتة، وتشير أحدث الأبحاث إلى أن مراقبي الحركة الجوية وأمناء المكتبات وأولئك الذين لديهم مهنة في المبيعات ليس لديهم الكثير مما يدعو للقلق، ولكن إذا كنت تعمل منظف نوافذ أو في خدمة العملاء، فإن الأخبار ليست جيدة.
كما أن النوادل والنادلات، أكثر عرضة لخطر قيام روبوت بأدوارهم بنسبة 72%، وفقًا لشركة الوسائط الرقمية DailyAI، وموظفي الاستقبال بنسبة 61%، وسائقي القطارات أو الترام بنسبة 57%.
روبوت بائع ورد
فرص مصفف الشعر وبائع الزهور ضئيلة فى المستقبل
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن حوالي 1.5 مليون وظيفة في إنجلترا معرضة بشكل كبير لخطر تنفيذ بعض مهامهم بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، ومن بين هؤلاء بائعي الزهور وسائقي الحافلات والطهاة وصرافين التجزئة وخبراء التجميل.
فيما يتعرض مصففو الشعر والحلاقون بنسبة 57% لاستبدالهم بروبوتات، والكهربائيون بنسبة 50%، ومدربون القيادة بنسبة 51%.
الوظائف التكنولوجية والبرمجة ما بين الاستبدال والمساعدة
يمكن للتقنيات المتقدمة مثل ChatGPT أن تنتج كودا أسرع من البشر، مما يعنى أنه يمكن إكمال العمل بعدد أقل من الموظفين، كما قال مارك مورو، الزميل الأول فى معهد بروكينجز، الذى بحث فى تأثير الذكاء الاصطناعى على القوى العاملة الأمريكية.
وأضاف: تفكر شركات التكنولوجيا مثل OpenAI صانع ChatGPT بالفعل فى استبدال مهندسى البرمجيات بالذكاء الاصطناعى.
ومع ذلك، يعتقد أوديد نيتزر، الأستاذ بكلية كولومبيا للأعمال، أن الذكاء الاصطناعى سيساعد المبرمجين بدلا من استبدالهم، وقال "فيما يتعلق بالوظائف، اعتقد أنها فى الأساس يعمل الذكاء الاصطناعى كمعزز أكثر من الاستبدال الكامل للوظائف"، مضيفا: "تعد البرمجة مثالا جيدا على ذلك، فى الواقع يمكن لـChatGPT كتابة التعليمات البرمجية بشكل جيد من أجل مساعدة البشر فى أداء مهامهم الوظيفية".
روبوت ميكا أول رئيس تنفيذى CEO
وظائف الروبوتات قيد التنفيذ.. أبرزها CEO
تتمثل وظائف الروبوتات قيد التطوير فى عملهم كحراس أمن، وعمال نظافة في المستشفيات، وقد يقومون قريبا بمهمة الموظفين في دور الرعاية.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، ظهر أول رئيس تنفيذي روبوت في العالم "CEO"، حيث ألقى خطاب يقول فيه إن الذكاء الاصطناعي (AI) يمكن أن يدير Twitter و Meta بكفاءة أكبر بكثير من كل من إيلون ماسك ومارك زوكربيرج.
وأطلق على الروبوت اسم امرأة "ميكا"، التي تترأس شركة مشروبات كولومبية، وتقول السيدة الآلية، إن المزيد من الرؤساء التنفيذيين مثلها سيظهرون قريبًا في جميع أنحاء العالم مع اندماج الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية.
وتفتخر ميكا بأنها تغير قواعد اللعبة من أجل تحقيق الربح، حيث تساعد في العديد من المجالات بما في ذلك الاتصال والتخطيط الإستراتيجي، وكموظفة لم تطلب أبدًا زيادة في الراتب أو تأخذ إجازة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع