أكد الفريق جورجيو باتيستي رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقا، إيمانه بأن ما حدث من الجيش المصري في حرب 1973 كان معجزة بسبب القيادة الذكية للغاية على المستوى السياسي ممثلة في الرئيس أنور السادات، والقيادة العسكرية ممثلة في وزير الدفاع ورئيس الأركان.
وأضاف خلال حوار بسلسلة "أكتوبر في عيون العالم"، مع الإعلامي أحمد الدريني، على قناة دي أم سي، أن القيادة المصرية استطاعت دراسة الخطأ السابق الذي وقع في حرب 5 يونيو 1967 من أجل العثور على ما يمكن التغلب به على هذه المشكلة التي تدمر فيها الجيش بسبب الهزيمة.
وتابع: الجيش المصري كان قادرًا على دراسة العدو وهو الجيش الإسرائيلي ودراسة عبقرية أداءهم في 1967 وحاولوا الوصول إلى حل يجنبهم نفس النتيجة لما حدث في الحرب الأخيرة، وكان هناك مشكلة أو ثغرة في التعاون بين الأسلحة في الجيش المصري.
واستكمل: أعني التنسيق والتعاون بين قوات المشاة والمدرعات والمدفعية ومنظومة الدفاع الجوي والقوات الجوية، وهذه كانت إحدى المشاكل، وفي حرب 1967 افتقد الجيش المصري للتنسيق والتعاون بين العناصر لكي يتمكن من تعظيم المعركة، وكان عليهم البدء من الصفر".
كما قال الفريق جورجيو باتيستي رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقا، إن الضباط المصريين خرجوا من حرب 1967 فاقدين لبعض قدراتهم أو دوافعهم ليكونوا قادة أفضل، ولذلك الخطوة الأولى كانت ضرورة تغيير كل القادة على المستوى التكتيكي والتعبوي والاستراتيجية، وادخال ضباط يبدأوا بمبادئ جديدة وكرامة جديدة من أجل إظهار الجندي المصري.
وأضاف الفريق جورجيو باتيستي، خلال حوار بسلسلة "أكتوبر في عيون العالم"، أن الجندي المصري من نوعية جيدة جدا وحرب 1967 كانت مجرد لحظات سيئة، مشيرا إلى أنه شاهد بعض الضباط المصريين خلال عام 1973 في الصومال، وكان أدائهم جيد واحترافي للغاية مثل الجنود الإيطاليين والفرنسيين والأمريكيين، والجنود المصريين يرتبطون بالمحارب المصري القديم منذ آلاف السنين.
وأشار الفريق جورجيو باتيستي، إلى أن المهندسين المصريين استطاعوا استخدام الكباري المتنقلة باحترافية في حرب 1973، وأكثر من 50 ألف مقاتل ونحو 400 دبابة عبروا قناة السويس في أقل من يوم واحد.
وعاد الفريق جورجيو باتيستي رئيس غرفة العمليات العسكرية في الجيش الإيطالي سابقا، ليؤكد أن ما فعله الجيش المصري خلال حرب 6 أكتوبر 1973 يحتاج تدريب 10 سنوات على الأقل، موضحا أن الأمر يتطلب إعداد الضباط واختبارهم نظريا وتطبيق ذلك مع الجنود عدة مرات.
وأوضح الفريق جورجيو باتيستي، أن حرب السادس من أكتوبر استطاع فيها المصريون تحقيق مفاجأة سياسية واستراتيجية وتكتيكية ثم مبدأ الخداع وهو هام للغاية، مؤكدا أن الإسرائيليين كانوا واثقين من قدراتهم للغاية.
وأشار الفريق جورجيو باتيستي، إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت أمام نظيرتها المصرية في توفير التحذير المسبق لقوات الجيش قبل 48 ساعة، مؤكدا أن قدرات الجيش المصرية والمخابرات المصرية والرئيس السادات كانت منظومة رائعة وفق تصريحات القيادة العسكرية الإسرائيلية.
وقال إن الجيش الإسرائيلي لم يفهم ولم يستوعب نفسيا أن المصريين قادرون على العبور، بينما وفرت منظومة الدفاع الجوى المصرى الغطاء اللازم لتقدم حشد كبير من الدبابات، موضحًا أن هذه الحرب التقليدية بين مصر وإسرائيل وقعت خلال فترة الحرب الباردة وفي إطار الأجواء الشاملة، وكانت مواجهة بين العقيدة السوفيتية والأمريكية، وعلى الجانب الإسرائيلي كانت توجد العقيدة الغربية والأمريكية وكانوا معتادين على المناورات بالطائرات والدبابات، وتلك كانت المرة الأولى التي يختبر فيها الجانبان بعض الأسلحة الجديدة.
وكشف الفريق جورجيو باتيستي، عن أنه لأول مرة يدرك القادة الإسرائيليون مدى التأثير النفسي لحرب أكتوبر وأدركوا أن عددا كبيرا من الجنود عانوا من مشكلة نفسية، متابعا: "من هنا يجب التفكير بعقلية الجانب الإسرائيلي وخلال الحروب الثلاثة السابقة في 1948 و1956 و1967 كانوا الجانب المهاجم أما الحرب الرابعة في 1973 كانوا من تلقى الهجوم".
واستكمل: جنود الجيش الإسرائيلي عانوا من هجوم الجيش المصرى، ولذلك لم يكونو قادرين عقليا ونفسيا على القيام بالدفاع أو اتخاذ مواقف دفاعية، وكانوا تحت تأثير الصدمة خلال هجوم يوم السادس من أكتوبر.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع