فى روسيا القيصرية كان راسبوتين لصا منغمس فى حياة الفسق وشرب الخمور ،لكنه لم يجد سبيلا لتحقيق شهواته إلا بعد أن أقنع الكاهن –مستغلا قوته النفسية الخارقة- بأن يعطيه ثيابه الكهنوتية ،وشهادة مزورة تثبت أنه راهب فى الكنيسة، فصار تاجرا للدين يجمع الأمول باسم الدين، ويضاجع النساء بدعوى التقرب إلى الرب، و يقنع ضحاياه من النساء بمنطق: "إذا اردتى التوبة فلابد من ممارسة الخطيئة معه أولا"
وفى كل جماعة دينية هناك "راسبوتين" ، وكذلك الأمر في جماعة الإخوان، التي عرفت قديما فضيحة جنسية التصقت تاريخيا بأسم عبد الحكيم عابدين زوج شقيقة المرشد الأول، واليوم تعيش الجماعة تفاصيل فضيحة جديدة، فهناك فى الشتات الإختيارى فى إسطنبول تشير أصابع الاتهام إلى فضيحة شذوذ جنسى لقيادى إخوانى يدعى"ابراهيم اسماعيل اسماعيل" كان سكرتيرا لمحافظ الاسكندرية فى زمن حكم مرسى، وواحد من المسئولين عن العنف المسلح بعد عزله.
فيديو غامض يكشف فضيحة الشذوذ
خرجت القصة للعلن الساعات الماضية عبر مجموعة من شباب الإخوان تمكنوا من رصد تفاصيل علاقات القيادى الشاذة فى فيديو تم بثه على صفحة بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قبل حذفه، وإخفاء الصفحة التى نشرته فى ظروف غامضة، بينما ذكرت مصادر أن المسئول عن هذه الصفحة هو المخرج الإخوانى الهارب عز الدين دويدار أحد أبرز المناوئين لجبهة محمود عزت.
اللافت أن الفيديو المحذوف عرض تفاصيل محادثة جنسية بين إبراهيم إسماعيل وشباب آخرين، تمتلئ بألفاظ يعف عن ذكرها اللسان وتشرح تفاصيل العلاقة المثلية بينه وبين ضحاياه.
"اليوم السابع" حصل على مجموعة من الوثائق، والمعلومات التى تكشف حقيقة "راسبوتين الإخوان الجديد"، قد وتبين أن بداية الفضيحة تعود إلى تدوينة نشرها بلال حسام عضو اللجنة الاعلامية للاخوان فى اسطنبول فى 26 سبتمبر الماضى المح فيها لأول مرة إلى إستغلال شباب الإخوان الهارب من مصر جنسيا.
وقال بلال:"مكنتش حابب أنشر حاجة زى دى ابدا ،ومش عارف صراحة هذكرها ازأى لكن لابد من التحذير".
وأضاف:"شبابنا الجميل اللى بيسافروا من مصر هروبا من بطشة قبضة الأمن، خصوصا اللى بيروحوا تركيا ، بالطبع الشباب بتبقى نفسيتهم مضطربة وتأثرهم بترك أهلهم بيكون واضح مع كمية الاحتياج العاطفى اللى بيحتاجوها فى الفترة دى "
وأضاف:"أنا بالطبع مش هقدر أخش لكل أخ أعرفه هيسافر أو سافر وأحذره فليبلغ الشاهد الغائب ..فرب مبلغ أوعى من سامع"
وتابع :"حافظوا على أنفسكم كويس جدا ،قد تتعرضوا لمحاولات ابتزاز جنسى –كما حدث ومثبت- ممن يصفونه بحامل هم الدعوة ، بموقعه السلطوى داخل الإخوان ويسمونه تارة بمربى الشباب وتارة أخرى بداعم الشباب..دعكم من هذه البهلوانات المقدسة ..أحذروا كل الحذر حفظكم الله"
وأضاف :"لا أعلم تشخيص هذه الحقارة والوضاعة صراحة ،لكنه الأقرب إلى فعل قوم لوط –عافنا الله واياكم- ولا حول ولا قوة الا بالله"
واستطرد محذرا:"متسمحوش لحد ابدا أنه يمن عليكم فى يوم من الأيام ، ويستخدمكم لأغراض شهوانية جنسية شخصية أو سياسية بحتة..هدايا وعروض ومميزات ،احتواء..استقبال"
واختتم قائلا:"وما علمته هو استدراج من شخص ما لبعض الشباب بهدف الاهتمام بأمرهم وأخبارهم واحوالهم ودعمهم ماديا ونفسيا ،إلى ان تمتد العلاقة إلى علاقة جنسية ولا حول ولا قوة الا بالله ،وأشهد الله إنى رأيت ما يثبت ذلك"
والافت أن هذه التدوينة إختفت من على صفحة المسئول الاعلامى الإخوانى فى ظروف غامضة فيما اعتبره البعض تسوية هدفها التغطية على الفضيحة.
من هو إبراهيم إسماعيل أو راسبوتين الإخوان الجديد؟
المعلومات المتاحة عن ذلك القيادى الشاب قليلة ،لكنها هامة ،اسمه بالكامل إبراهيم إسماعيل إسماعيل ،من الاسكندرية ،إنضم للاخوان منذ عام 2003 ،لم يكن له دور يذكر قبل 25 يناير ،بعدها تمكن من استثمار العلاقات التى شكلها منذ إنضمامه للجماعة وأقترب من مجموعة من القيادات ،حتى صار أحد النافذين فى مبنى محافظة الاسكندرية أثناء حكم مرسى ،برفقة حسن البرنس ،وصبحى صالح وغيرهم.
بعد عزل محمد مرسى عن السلطة ،كان إبرهيم أحد العناصر المسئولة عن ملف العنف المسلح ،حتى تمكنت اجهزة الأمن من إلقاء القبض عليه فى ديسمبر 2013 ،كان بحوزته عدد من التسجيلات المنسوبة للقيادى الإخوانى صبحى صالح -المتهم بالتورط فى أعمال عنف- تحت عنوان "نعم إنها حرب عقيدة"، حيث تضمنت عبارات تحريضية على الجيش والشرطة وعدد من مؤسسات الدولة.
من السجن إلى اسطنبول
خرج إبراهيم من السجن فهرب إلى تركيا ،مثله مثل آخرين من القيادات الإخوانية الذين خرجوا من سجون مصر ليقودوا تحركات الجماعة فى الخارج،وفى فراغ تمدد وترقى ،وصعد بسرعة الصاروخ ،حتى تم تعيينه عضوا بمجلس شورى الجماعة ،ومسئولا تربويا عن الشباب الهاربين من مصر،كما تم تعيينه فى الجامعة العالمية للتجديد التى يتولى الداعية الإخوانى جمال عبد الستار منصب العميد فيها ،حيث كان سكرتيرا شخصيا له.
بحكم منصبه فى الجماعة أصبح إبراهيم مسئولا عن الشباب الهارب من مصر إلى تركيا ،كان هو من يتولى إستقبالهم فى المطار وتوفير الاعاشة لهم ،كان يغدق عليهم الهدايا بمبرر وبدون مبرر، وتكشف مثلا أنه تم حصر ما يقارب 21 هاتفًا محمولاً تم إرسالها كهدايا لبعض الشباب ،ولم يكن يعلم أحد السبب، لكن الحقيقة تكشفت شيئا فشيئا.
بالصدفة تسربت إحدى المحادثات الجنسية بينه ،وبين أحد شباب الإخوان ،عبر دردشة الفيسبوك ،كانت المحادثة فاضحة، ومقززة فى آن وأحد ، ألفاظ جنسية ،وشرح لتفاصيل العلاقة المثلية، بشكل يصعب تصوره.
إتسعت الدائرة وصار الإخوان يتحدثون همسا عن الفضيحة فى إسطنبول، توالت اعترافات الشباب ، منهم من قال أنه أقنعهم بممارسة الشذوذ الجنسى تحت لافتة الحب فى الله ، والأخوة الصادقة بينهم ، كانت للفضيحة أكبر من السكوت عليها .
الفصل هو الحل
بعد ما ثبت لم يعد امام الإخوان سبيل سوى التحقيق فى الفضيحة ،وبالفعل تم تشكيل لجنة ضمت فى عضويتها اثنين من القيادات البارزة هما مدحت الحداد والنائب السابق صابر أبو الفتوح ، استمعا للضحايا ، وخضع ابراهيم اسماعيل للتحقيق.
فى الماضى تمكن حسن البنا من التستر على عبد الحكيم عابدين بعد أن أثبتت لجنة إخوانية تورطه فى ممارسات غير أخلاقية مع زوجات الإخوان،لكن لجنة أبو ألفتوح والحداد لم تتمكن من التستر علي "إبراهيم" لأن الفضيحة كانت كبيرة ، والأدلة أقوى من تجاهلها، وربما لأنه فى النهاية ليس قريبا لأحد من القيادات ،فصدر قرار بفصله من الجماعة، وفصله من وظيفته عمله فى الجامعة العالمية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع