سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 نوفمبر 1968.. أم كلثوم تكشف أسرار أغنيتها «هذه ليلتى».. وتتذكر زيارتها الأولى للقاهرة وأيام طفولتها فى قريتها خلال شهر رمضان والعيد

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 نوفمبر 1968.. أم كلثوم تكشف أسرار أغنيتها «هذه ليلتى».. وتتذكر زيارتها الأولى للقاهرة وأيام طفولتها فى قريتها خلال شهر رمضان والعيد
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 نوفمبر 1968.. أم كلثوم تكشف أسرار أغنيتها «هذه ليلتى».. وتتذكر زيارتها الأولى للقاهرة وأيام طفولتها فى قريتها خلال شهر رمضان والعيد

كانت سيدة الغناء العربى أم كلثوم على موعد مع حفلها الشهرى الخميس الأول من شهر ديسمبر 1968، والجميع يترقب أغنيتها الجديدة، وقبل موعد الحفل بثمانى ليال وتحديدا فى 26 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1968، نشرت «الأهرام» حوارا فى صفحتها الأخيرة أجراه الكاتب الصحفى كمال الملاخ، فيه القليل عن أغنيتها الجديدة وهى «هذه ليلتى» كلمات الشاعر اللبنانى جورج جرداق، وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب، وتضمن الحوار بعض ذكريات طفولتها، وطقوسها قبل الصعود إلى خشبة المسرح للغناء.

 

ذكرت فى الحوار أن اسم أغنيتها الجديدة «ليلتى»، وأصبحت فيما بعد «هذه ليلتى» التى تعد واحدة من روائعها الغنائية.. وكشفت ظروف اختيارها، قائلة إنها تعرفت عليها من الموسيقار محمد عبدالوهاب، وأضافت: «قدمها لى فى الربيع اللى فات، كان راجع من لبنان ومعه كلمات «ليلتى» للشاعر جورج جرداق».

 

تكشف عن تعاملها مع القصيدة حين قرأتها، بما يؤكد على تذوقها الرفيع للشعر، وضبطه يما كى يصلح غنائيا.. تقول: «لما ورانى محمد عبدالوهاب كلام الأغنية، كان كل بيت بقافية، وأنا حسيت أنه بشىء من التغيير والتركيز يبقى نسيجها أحلى، اتفقنا وحضر «جرداق» الذى اقتنع وبدأ يصوغ معانيها لكل بيتين ثلاثة معا قافية واحدة: «هذه ليلتى.. وحلم حياتى/ بين ماض من الزمان وآت/ الهوى أنت كله والأمانى/ فاملأ الكأس بالغرام وهات/ بعد حين يبدل الحب دارا/ والعصافير تهجر الأوكارا/ وديار كانت قديما ديارا/ سترانا كما نراها قفارا/ سوف تلهو بنا الحياة وتسخر/ فتعالى.. أحبك الآن أكثر».

 

تؤكد: «جورج جرداق قام بمجهود عظيم وهو فنان أصيل، وصاحبتها مع أيامى، لحنا ومعنى وكلاما وجوا فى أوروبا وشمال أفريقيا ومصر».. سألها الملاخ عن الأغنية الأخرى التى ستقدمها مع «ليلتى»، رفضت قائلة: «لا ده سر.. لكن اللى أقدر أقوله، إننى ها أغنى وصلة تانية بس، من هنا ورايح سأكتفى بوصلتين فقط.. فى كل حفل أقدمه للجمهور فى مصر والخارج».

 

انتقل الملاخ إلى أشياء أخرى بدأها بسؤالها عما تفعله قبل أن تقابل جمهورها.. أجابت: «من البيت أو المكان الذى أقيم فيه إلى المسرح، أتمتم بآيات من القرآن الكريم وأهمس بأحاديث نبوية شريفة، أقول: «قال رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى»، ثم أهمس إلى نفسى فى السيارة بآيات وسور صغيرة: قل أعوذ، والضحى والليل، ألم نشرح لك صدرك، وأقرأ الفاتحة لوالدى، وأتلو آية الكرسى، ثم ترتجف شفتاى والستار يفتح، وأقول: بسم الله..الله أكبر.. اللهم وفقنى».

 

تصادف الحوار مع الاحتفالات بألفية القاهرة وصيام شهر رمضان، فجعل الملاخ من المناسبتين مجالا لأسئلتها، ولكن بإعادتها إلى سنوات طويلة مضت.. سألها: «إزاى شفتى القاهرة أول مرة وأنت جاية من القرية؟.. ردت بتلقائيتها الصادقة وفخرها بأصلها وبيئتها الأولى، قائلة: «كأنى داخلة فرح.. أنا جاية من القرية والنورعندنا لمبة نمرة 5، لما دخلت القاهرة حسيت إنى فى فرح.. يا ترى هل أنا فى علم ولا فى حلم.. كهرباء، تروميات، أتومبيلات، ناس كتير قوى، معرفتش من معالمها إلا باب اللوق، جابوا لى من بوفيه المحطة «كرملة» حلوة، ما كنش فيه فى بلدنا «طماى الزهايرة» لا شيكولاتة ولا حاجة..كان فيه بس الملبن.. كانوا بيسموه: الملبن الحلو.. الملبن المسكر».

 

تضيف: «كانت زيارتى الأولى، ترانزيستور قصيرة، ماكنتش عاوزة أنزل من القطار، لم أقتنع وأنزل إلا لما أكدوا لى إنى هاركب القطار تانى بكرة، وكان بيتهئ لى إن الشجر هو اللى بيجرى مش القطر، لما جيت القاهرة تانى مرة، أخذت عنها فكرة بايخة.. كان معايا قرشين اتسرقوا - 15 جنيها - تحويشة العمر، كنت عاوزة أتسوق وأجيب بهم حاجات».

 

قالت عن ذكريات طفولتها مع شهر رمضان: «ياسلام..الريف تجد فيه رمضان الحقيقى فى كل مظاهره وجماله وروحانيته..كل حاجة فيه، الصلاة والعبادة والأكل، كنا نلم بعض واحنا عيال نغنى فى رمضان، واحنا ماسكين صفائح ندق عليها، ماكنش فى بلدنا مدفع رمضان، لكن كان فيه مسحراتى، ماكنش فيه فوانيس ملونة».. تتذكر أول تواشيح رددتها مع والدها فى الشهر الكريم، قائلة: «سبحان من أرسله رحمة.. لكل من يسمع أو يبصر».

 

وتتذكر فرحتها بالعيد: «الجلابية والجزمة الجديدة كانوا دايما بيجبوها، مقاسها يا يطلع ضيق قوى يا واسع قوى، ضيقة ناشفة أو واسعة رجل الواحد بتدب فيها.. أنا وحظى.. طبعا كنت أضعها تحت المخدة وبلبس الشراب الجديد، وأنام ليلة العيد والجزمة الجديدة معايا، ومع الفجر نصحى منتظرين العيدية.. يدونا أكل، لكن كنا منتظرين فلوس علشان المراجيح».. يسألها الملاخ عن ذكرياتها مع أول فستان.. تجيب: «مش فستان.. ده كان جلابية بكورنيش وسفرة حلوة، قماشة شيت ملون أخضر وأحمر.. ألوان الموضة بتاعت الأيام دى». 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع