فى فيلم ألمانى.. مارتن لوثر.. راهب متشكك قاد أوروبا لثورة الإصلاح الدينى.. الفيلم يقدم سيرة ذاتية لمؤسس البروتستانتية ويشتبك مع كنيسة باعت المغفرة بالمال فابتعد عنها الناس

فى فيلم ألمانى.. مارتن لوثر.. راهب متشكك قاد أوروبا لثورة الإصلاح الدينى.. الفيلم يقدم سيرة ذاتية لمؤسس البروتستانتية ويشتبك مع كنيسة باعت المغفرة بالمال فابتعد عنها الناس
فى فيلم ألمانى.. مارتن لوثر.. راهب متشكك قاد أوروبا لثورة الإصلاح الدينى.. الفيلم يقدم سيرة ذاتية لمؤسس البروتستانتية ويشتبك مع كنيسة باعت المغفرة بالمال فابتعد عنها الناس

كتبت: سارة علام

•• كاهن كنيسة ألمانية: لوثر لم يرغب في الانشقاق عن كنيسة روما

 

ضمن عروضه للأفلام السينمائية التي يقدمها كل اثنين، عرض المعهد الثقافي الألماني جوته أمس الفيلم الروائي الطويل "لوثر"، بحضور كاهن الكنيسة الألمانية بالقاهرة وعدد كبير من جمهور المعهد بالدقي.

 

يبدأ الفيلم بمشهد لمارتن لوثر الطالب الألماني الذى انتهى من دراسة القانون، وقرر الالتحاق بالدير كراهب ليعبد الله هناك وسط رفض والده الذى كان يعمل بمناجم الفحم فيقول له أنفقت كل ثروتي لأعلمك القانون، فيظهر كراهب متردد وخائف في صلاة القداس حتى إنه يرتعش فيقع "الخمر" (أحد الأسرار المقدسة) على الأرض، ويجلس في قلايته يتشكك في إيمانه ويقسو على نفسه، ويفتح حوارًا يوميًا مع الشيطان الذى يغويه، وبينما هو يفعل ذلك يسمعه أب اعترافه بالدير ويعلمه طريق المسيحية.

 

بعد سنوات من إقامة لوثر بالدير، يقرر أب اعترافه أن يرسله إلى روما ليزور الفاتيكان وهنا تبدأ مرحلة التحول في حياة لوثر الذى يعود فيصف الفاتيكان بالسيرك، فالناس تدفع المال لتشتري صكوك الغفران وزخائر القديسين التي تنقذ ذويهم الأموات من العذاب وتلقى بهم في فردوس النعيم وهو ما لا يستطيع لوثر أن يتفهمه.

 

بناءً على ما طرحه على أب اعترافه بالدير، يقرر أن يرسله ليحصل على الدكتوراه في اللاهوت في أوجسبورج وهي مدينة ألمانيا آخرى، حيث يصبح هناك واعظًا مشهورًا يبدأ في طرح أفكاره الإصلاحية على الناس ويرفض ما يرسله بابا روما من أساقفة يبيعون صكوك الغفران للناس، حتى أن دعوته تلقى قبولًا واسعًا ويجمع الأسقف المرسل من روما خمس ما يجمعه سنويًا مقابل صكوك الغفران.

 

تنتشر تعاليم لوثر بشكل كبير، ويتعاطف معها الأمير فريدريتش الذى يرى في لوثر عقلية فذة ستطور العلوم اللاهوتية، لكن هذا لا ينقذ لوثر من المثول أمام المحاكمة الكنسية التي تهدده بالحرمان الكنسي ومنعه من الوعظ، وأمام وعد يحصل عليه الأمير بعدم المساس بلوثر أو قتله ينجو الواعظ الشاب ويعود محمولًا على أعناق شعبه.

 

يقدم الفيلم أيضًا، صورة عن التقاليد فى بداية القرن السادس عشر ويلقى بالضوء فى الخلفية على الأحداث الكنسية والسياسية، ثم يتطرق إلى قضية زواج لوثر الذى يتزوج من الراهبة كاترينا فون بورا، وهي واحدة من اثني عشر راهبة كاثوليكية هربن من دير سترسن في أبريل 1523، وساعدهنّ لوثر في الهروب، كان عمر كاترينا 26 عامًا، بينما لوثر 41 عامًا. تزوج لوثر في 13 يونيو 1525

 

كان بعض القسس المناصرين للوثر متزوجًا بالفعل قبلاً، مثل كرلستدت أندرياس وجوناس يطس، ولكن زفاف لوثر كان ختم الموافقة على زواج رجل الدين، ورغم أن بعض كتاباته قد أدانت عهود العفة التي برأيه لا يمكن أن تنسب إلى الكتاب المقدس، لكن قراره بالزواج أدانه الكثيرون بمن فيهم مقربون منه، أمثال ملنشثون الذي وصف تصرفه بالمتهور.

 

يمضي الفيلم مع حياة لوثر الذى لم يكن يقصد تأسيس كنيسة أخرى أو الانشقاق عن كنيسة روما، ولكنه يفعل بدعم من الأمير وبضغوط من الشعب الذى يدفعه إلى ثورة الإصلاح البروتستانتية، التي تشكل اسمها من عبارة لوثر حين قال "بروتيست" أي احتج.

 

عقب عرض الفيلم  نقاش من قس بروتستانتي ألماني يدعى مولير ايشيدن قال أن القرن السادس عشر قد شهد ولاية كبيرة يرأسها الإمبراطور الروماني حيث كان يعتمد على ولاء الشعب، ثم بدأ لوثر عام 1517 توجهاته نحو الإصلاح الديني وكان الدافع شخصيً حيث كان يبحث علي الاله الرحيم وحين كان يهرب من جو قاسي جدًا أدرك أن اتجاه حياته.

 

وأضاف: لَم يكن لوثر يعلم أنه يستطيع أن يحقق ما يريده، ولكنه اكتشف أن كنيسته تبيع صكوك الغفران وهو ما لا يرضى الله، فلم يطمح في تأسيس كنيسة جديدة أو الانشقاق عن كنيسة روما ولكنه لم يستطع أن يجد سبيلًا للحوار مع بابا روما، فتأسست كنيسته الإنجيلية.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع