من الدفاتر التى يستلمها المأذون الشرعى دفتر يسمى دفتر التصادق وهو دفتر مهم جدا لا تقل أهميته عن دفتر الزواج والطلاق, والكثير من الناس يجهل أهمية هذا الدفتر أو أهمية وثيقة تصادق على زواج، ويمثل زواج التصادق حوالى 17 إلى 20% من عقود الزواج فهو واقع موجود وله دفتر مستقل.
وزواج التصادق يُعرف بأنه توثيق لزواج عرفى تم بين زوجين بتاريخ حدوثه بينهما، مهما طالت مدته، لتكتسب الزوجة حقوقها الشرعية، فهو توثيق لزواج عرفى قائم، يتحول بموجبه إلى زاوج رسمى ويوثق ويُسجل على الكمبيوتر، مع وضع تاريخ الزواج الأصلي، وتحظى وثيقة التصادق على الزواج على جدل كبير بين المجلس القومى للمرأة الذى يطالب بإلغاء وثيقة التصادق على الزواج عند المأذون الشرعى بمقولة أنها هى الباب الخلفى لتوثيق الزواج العرفي.
هل زواج التصادق باب خلفي لإضفاء الرسمية على عقود الزواج العرفي؟
في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على إشكالية في منتهى الأهمية تتمثل فى الإجابة على السؤال هل زواج التصادق باب خلفي لإضفاء الرسمية على عقود الزواج العرفي؟ وذلك في الوقت الذي يلجأ فيه الكثير والكثير لزواج التصادق وخاصة فى صعيد مصر والأرياف، لعدة أسباب منها صغر سن الفتاة، ويتم توثيقه عن طريق المأذون، الذي يسجل العقد في دفتر مستقل، مقابل أموال طائلة، ما اضطر عدد من الحقوقيين للمطالبة بمحاكمة كل مأذون تسول له نفسه، إتمام هذا الزواج – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض محسن جمال.
اتجاهين قانونيين حول زواج التصادق
فى البداية - هناك اتجاهين حول زواج التصادق الأول يطالب بإلغاء وثيقة التصادق علي الزواج عند المأذون الشرعي بمقولة أنها هي الباب الخلفي لتوثيق الزواج العرفي، بينما يرى بعض الباحثون في شئون الأسرة المصرية إن وثيقة التصادق علي الزواج هي وثيقة لها أهمية كبيرة حتى وإن كان هو توثيق للزواج العرفي فهي مخصصة لإصلاح خطأ الفتاة المصرية في الزواج بمن غرر بها عرفيا وخاصة إذا حملت أو كان ثمرة الزواج العرفي هو طفل من حقه أن ينسب لأبية حتى ولو في زواج مشبوهة – وفقا لـ"جمال" .
فلا يجوز بأي حال من الأحوال غلق منفذ يفرج كرب كثير من النساء وتصحيح وضعها القانونية من وثيقة قانونية تحفظ حقها الشرعية والقانونية من نسب وميراث وحق النفقة والمسكن وكافة حقوق المرأة الشرعية المترتبة علي الزواج الشرعي القانوني.
ما هى وثيقة التصادق على الزواج ومتى يتم اللجوء إليها؟
كما ذكرنا من قبل من الدفاتر التي يستلمها المأذون الشرعي دفتر يسمى دفتر التصادق وهو دفتر مهم جدا لا تقل أهميته عن دفتر الزواج والطلاق, والكثير من الناس يجهل أهمية هذا الدفتر أو أهمية وثيقة تصادق علي زواج، تم إنشاء وثيقة تصادق علي زواج لاستخدامها في حالات معينة وهي :
1- في حالة زواج الزوجين عرفيا بوثيقة زواج عرفية ويرغبان بتوثيق الزواج رسميا, مع إثبات تاريخ الزواج عرفيا في وثيقة رسمية .
2- وفي حالة فقد الزوجين وثيقة الزواج ولا يستطيعوا الوصل إلى المحكمة الصادر منها وثيقة زواجهما فيضطر الزوجين إلى عمل تصادق علي زواج .
3- في حالة تلف أو حرق أو أضياع دفتر الزواج من المحكمة, كما حدث في كثير من المحاكم المصرية أبان ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث من إحراق كثير من المحاكم وحرق حفظ دفاتر الزواج والطلاق التي قام المأذونين بإبرامها.
4- كذلك إذا قام مصريين بإبرام عقد زواج لهما خارج مصر بوثيقة زواج صادرة من دولة أجنبية ورغبة منهم في اختصار الوقت والإجراءات فإنهم يقوموا بإبرام وثيقة تصادق علي زواج .
5- يتم عمل التصادق ويستخدم لتوثيق عقود الزواج لمن تزوجوا وكان أحد الزوجين دون سن الزواج 18 سنة فيقوم المأذون الشرعي بعمل وثيقة تصادق في حالة رغبة الزوجين تقنين وضعهما قانونا.
تشبه وثيقة تصادق علي زواج وثيقة الزواج إلا أن وثيقة الزواج تختلف عن وثيقة التصادق في أمرين مهمين:
أولا : العقد يسمي وثيقة تصادق علي زواج أما في الزواج فيسمى وثيقة عقد زواج .
ثانيا: أن وثيقة التصادق علي زواج بها تاريخين, التاريخ الأول خاص بتاريخ تحرير الوثيقة علي يد مأذون شرعي, ونفس تاريخ التحرير موجود في وثيقة الزواج، التاريخ الثاني هو الأهم حيث أنه تاريخ قيام الزوجية والذي يقر فيه الزوجين بأنهم تزوجا بتاريخ كذا، وهو تاريخ سابق علي تاريخ التحرير, وتأتي أهمية هذا التاريخ أنه التاريخ الذي يتم إدراجه في مصلحة الأحوال المدنية ويتم تسجيل وثيقة الزواج المميكنة به، وكذلك يتمكن الزوجان من إدخال الأولاد في إطار علاقة زواج رسمية .
وقد نظمت لائحة المأذونين الشرعيين في موادها عمل التصادق في المادة 18 يختص المأذون دون غيره بتوثيق عقود الزواج واشهادات الطلاق والرجعة والتصادق على ذلك بالنسبة للمسلمين من المصريين .
إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء حول زواج التصادق
يشار إلى أن أخر إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء جاء فى عام 2018 حول مسألة زواج التصادق حيث كشف عن أرقام مفزعة وهى أن من بين إجمالى 887.3 ألف حالة زواج تقريباً خلال عام 2018، أقبلت 139.760 ألف امرأة على تسجيل وتوثيق عقود زواجهن "العرفى" لإضفاء صفة "الشرعية" عليه وهو ما يعرف بـ"زواج التصادق"، والذى يتلخص تعريفه فى: "تسجيل زواج عرفى بين زوجين بتاريخ حدوثه بينهما مهما طالت مدته لتكتسب الزوجة حقوقها الشرعية"، وذلك بحسب جهاز الإحصاء.
المفاجأة فى الأرقام التى كشفها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، حول زواج التصادق، ليست فى تمثيل هذا النوع من عقود الزواج لنحو 15.7% من إجمالي تعاقدات الزواج خلال 2018 فقط، وإنما فى تفاصيل تلك العقود، حيث أظهرت البيانات الإحصائية أن أكثر عقود لزواج التصادق فى العام الماضى كانت لـ"آنسات"، حيث أقبلت 116.426 ألف فتاة لم يسبق لها الزواج على توثيق "زواجها العرفى" والتصديق عليه، بنسبة 83.3% من إجمالى عقود زواج التصادق خلال عام 2018.
نموذج عقد زواج التصادق
هذا الخبر منقول من اليوم السابع