القلل والعلاوى والزير.. منتجات من الفخار يحرص البعض على اقتنائها حتى اليوم بصعيد مصر حتى يروى عطشه فى عز الصيف بمياهها الباردة بعدما تم تكريرها وفلترتها من الشوائب، فى قرية الطويرات بالطريق الصحراوى الغربى ناحية قرية المحروسة التابعة لمدينة قنا ينتشر صناع الفخار القنائى والذى يحتاج إلى طينة معينة يتم جلبها من وسط الجبال المتاخمة للصحراء، وتختلف منتجات الشتاء عن الصيف فى عملية التصنيع.
ومع دخول فصل الصيف تجد القلل القناوى والعلاوى والزير النصيب الأكبر فى عملية البيع والتصنيع فى مفخرة الشرفات كانت ولا تزال لسقاية البيوت القديمة كما تعد مظهرا للزينة ويفضل الكثيرين الماء البارد فى منتجات الفخار التى يؤكدون أن لديها القدرة على تنقية المياه ويكون الطعام فيها له طعم ومذاق خاص، ومحافظة قنا من المحافظات التى تحافظ على شراء الطواجن و القلة والزير نظراً لقيمتها فى تنظيف وتكرير المياه.
والفخار من المنتجات التى تتميز بوجود مادة "الهرم "والتى يتم استخلاصها من صخور الجبال وتتميز أنها تحافظ على درجة حرارة الماء والطعام والأهالى يفضلونها خاصة فى الماء فكبار السن يفضلون مياه الزير و القلة عن مياه الثلاجة.
وأبرز منتجات الفخار "القسط" وهو عبارة عن إناء من الفخار، تضع فيه المرأة الصعيدية الفول والماء والملح، ثم تدخله الفرن البلدى بعد انتهاء الخبز، فيخرج الفول "المدمس" لذيذا، لأنه نضج على الرماد الساخن، ويوجد عادة عند الصعايدة أن تأتى السيدات والجيران للسيدة التى تقوم بالخبيز لوضع "قُسط الفول" المدمس فى قعر الفرن أو موقدها، وكان يلقب بالفول الملذوذ.
العلاوة والزير والقلة من أبرز منتجات الصيف، ونظراً للتطور قام بعد صناع الفخار بعمل "كولومان" وتلك المنتجات وتُملأ بالماء وتغطى بقطعة خشب، ولها مكان فى مخصص فى كل البيوت الصعيدية وتتميز بأنها تساهم فى جعل الماء نقيا لأنها توضع فى مكان به ظل فيكون ماؤها باردًا، والزير هو أيضاً صناعة فى الأصل فرعونية ويتميز بأنه أكبر من العلاوة فى الحجم، ويوضع على حامل من الجديد ويتم تعبئته من الليل حتى يصبح بارداً للشرب فى النهار، وهناك من سيدات تقوم بتعبئته مع الفجر.
أما "الزبدية والطواجن" من المنتجات الأكثر انتشاراً فى بيوت الصعيد، نظراً لأهميتها وتتميز بقدرتها على حفظ درجة حرارة الطعام لمدة طويلة، وصناعة الأكل فى الأوانى الفخارية يعطى الأكل مذاقا خاصا وتنتشر فى الأسواق الشعبية، نظراً لأن الصعايدة يحافظون على تناول الأكل فيها فى فصل الشتاء، ويتم صناعتها بأحجام متعددة فى موسم الأضحى يكون الإقبال على "البرام" وتستخدم فى أكلة الفطير المعمول بالعسل ويسمى فى الصعيد بـ"الصخينة" مع بعض قطع اللحمة.
"الكولمن الفخار" منتج جديد استبدله الأهالى بالزير ويتم استخدامه فى إعداد المشروبات المختلفة بجانب احتفاظه بالماء باردًا، والعاملون فى الفخار يقومون بتصنيعها لإضافة منتجات تجد رواجاً خاصة مع اختفاء الإقبال على شراء "العلاوة".
ويقول محمود سيد أحد الصانعين: "أن السبب الرئيسى فى استمرارية إقبال الأهالى على الصناعات الفخارية رغم التقدم التكنولوجى نظراً لأن الفخار يتميز بالفوائد المتعددة، وقدرته على تنقية وفلترة الأملاح والشوائب والكلور وجميع الأضرار الموجودة بها".
هذا الخبر منقول من اليوم السابع