الرئيس السيسي: العلاقات المصرية الألمانية مثال للتنسيق والتشاور السياسى

الرئيس السيسي: العلاقات المصرية الألمانية مثال للتنسيق والتشاور السياسى
الرئيس السيسي: العلاقات المصرية الألمانية  مثال  للتنسيق والتشاور السياسى

 

 

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاب هام الي المشاركين في القمة الغير رسمية للاستثمار في افريقيا وثق فيه عدة نقاط هامة ونشره المتحدث الرسمي للرئاسة

تنشر صوت بلادي اهم النقاط به

" قضية جذب الاستثمارات من قاطرة لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في قارتنا الأفريقية، فهي تشكل جزءاً لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظراً لأثرها الإيجابي والعابر لقطاعات الدولة لما يصاحبها من زيادة فى فرص التشغيل، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، فضلاً عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد ككل، وبما يعزز من مساهمة القارة فى سلاسل القيمة المضافة للعملية الإنتاجية على المستوى الدولي.

وفي الوقت نفسه، فعلينا إدراك أن هذا التأثير الإيجابي لا ينحصر في المحيط الأفريقي فحسب، بل تمتد آثاره عبر البحر المتوسط لجوارنا الأوروبى، في ظل تنامى الطبيعة المترابطة والمتشابكة التي باتت تتسم بها العلاقات الدولية على نحو غير مسبوق، وهو ما يفسر حرصنا جميعاً على التحاور وتبادل الآراء بشكل متواصل في مختلف الأطر الدولية، مثل اجتماعنا اليوم، وبما يرسخ من مفهوم أن نهوض دولنا الأفريقية يحقق المنفعة المتبادلة بيننا.    

وإذا كنا نتوافق على منطق التأثير المتبادل، فيجب أن نعى حجم ونطاق التحديات المحيطة بنا، ففي الوقت الذى تتزايد فيه حدة التوترات التجارية العالمية، وتتصاعد التوجهات الحمائية، وتتنامى المخاوف من مواصلة تباطؤ الاقتصاد العالمي، فإن دولنا النامية بالتأكيد، وخاصة الأفريقية منها، ستكون الأكثر تضرراً من استمرار هذه التطورات السلبية، لاسيما عند الأخذ في الاعتبار التحديات القائمة في الأساس مثل محاربة الفقر والأمراض المتوطنة والتصدى لظاهرة تغير المناخ وأعباء الدين والهجرة وغيرها، الأمر الذى يستلزم قيام المجتمع الدولى بتوفير كافة صور الدعم الممكن لدول القارة لمجابهة تلك التحديات.

التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية يجعل منها مثالاً يحتذى به للتنسيق والتشاور السياسى، ولبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة على المصالح والمنفعة المتبادلة. فمن ناحية، توفر مصر فرصاً استثمارية هائلة جراء ما تحقق من نتائج مشهود بها على صعيد الإصلاح الاقتصادي، إضافة لما توفره كبوابة للنفاذ إلى قارات ومناطق أخرى، ومن ناحية أخرى، يعد الجانب الألمانى بما لديه من خبرات وقدرات مالية وتكنولوجية متميزة شريكاً استرتيجياً موثوقاُ على أصعدة متعددة.     

وتأسيساً على ما تقدم، فهناك العديد من التجارب الناجحة التي تحققت ويمكن الاسترشاد بها لتكون حافزاً لقيام المزيد من الشركات بتوجيه استثماراتها للدول الأفريقية، وبحيث تضيف للتاريخ الطويل من الترابط القائم بين القارتين الأوروبية والأفريقية، والتى تشكل الاستثمارات الألمانية فى مختلف القطاعات الاقتصادية الأفريقية ركناً أساسياً منه، وهو ما نأمل أن تُفضي مخرجات اجتماعنا إلى تطويره والارتقاء به من خلال إجراءات عملية توفر التمويل، وتعرض فرص الاستثمار، وتحفز الشركات بشكل عملي. ولعل المبادرة الألمانية بإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار في أفريقيا تعد بمثابة تطور هام نحو تحقيق هذه الغايات المشتركة.

 إليها تفصيلاً، وإنما يكمن المغزى فى الاسترشاد بعوامل وظروف نجاحها وجعلها حافزاً لمزيد من التعاون، بما يمثل تطبيقاً عملياً لمنطق المنفعة المتبادلة.