توجد عاده قبيحة دائما ما نجدها في الأفراح والأعياد ولا أبالغ أن قلت لدى الكثير عادة يومية ألا وهي تعاطي المخدرات، ولكن اركز أكثر على ما يحدث في الأفراح والمناسبات من تعاطي المخدرات أمام الجميع دون أدنى وعي أو إحساس بالمسؤولية أو من باب أن بوليتم فاستتروا، فنجد الجميع وخاصة فئة الشباب تتعاطى المخدرات والمواد الكحولية وغيرهم من الأطفال يشاهدون تلك الأفعال فبعقليتهم الصغيره منهم من يريد أن يفعل كما يفعلون من هم أكبر منهم سناً ويخوضوا تلك التجربة فأصبح المتعاطي كبير السن قدوة لمن هو أصغر منه مع غياب دور الأسرة في الاهتمام بابنائهم وتقصيرهم في دور التربيه. اتسائل كثيراً ماذا يستفاد المتعاطي من تلك المواد؟ على الرغم من أنها مهلكة للصحة ومضيعه للمال ولا توجد لها أي فائده، وعندما تسأل أحدهم يرد بأنها تجعله في حاله سرور وانبساط وتخرجه من العالم الخارجى إلى عالم الأوهام الذي يجد نفسه في حاله استرخاء وهدوء بعيدا عن المشاكل ويعيش في جو من الفرح والسعادة مع أقرانه المتعاطين، ولكن سرعان ما تنتهي جلسات التعاطي وينتهي مفعول المخدر ويجد المتعاطي نفسه في نفس الحال الذي كان عليه قبل أن يتعاطى تلك المواد، إذا فما هي الفائده من تناولها وهل وجد حلا لتلك المشاكل التي تعاطى فيها المخدرات من أجل حلها، أو أتت بفائدة جسمانيه له، لا أعتقد، فكل ما تفعله تلك المواد أن تفصله عن العالم الحقيقي المعاش إلى عالم الوهم والأحلام لفتره قليله من الوقت ثم يعود إلى ما كان عليه. من السبب في وصول هذا الشباب إلى تلك المرحلة الفاصلة في حياته وتحويله من شخص متزن عقليا وفي حالة إدراك ووعي كامل بما يدور حوله إلى شخص مكتئب منفصل ومنعزل عن الحياة، فوجدت أن غياب دور الأسرة عن الإهتمام بابنائهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وغياب الوازع الديني لديهم مع ضغوطات الحياه وعدم التصرف بطريقة صحيحة في تلك المواقف تجعله ينحدر بتفكيره إلى الاستعانة بتلك المواد المخدرة لتغيير الحاله المزاجيه التي يمر بها. فعلى الشباب أن ينتبهوا جيدا لمستقبلهم ويسلكوا الطريق الصحيح، وأن يحافظوا على أنفسهم وصحتهم وسمعتهم، كما على الأسرة العامل الأكبر من هذة التربيه من إهتمام والحفاظ على حق أبنائهم في عيش حياة كريمة وصحية، وتعليمهم أمور دينهم والإلتزام، كما على المدرسه دور لا يضاهي دور الأسرة فالاثنين على نفس المستوى من الأهمية فالمدرسة تهتم بالدور الثقافي والتعليمي وتفتيح العقل وتغيير طريقة التفكير لعيش حياة أفضل. وعلى الدولة أن تهتم بدورها في محاربة تجار المخدرات ومنع هذه التجاره وتوقيع اقصى عقوبه لمن تثبت إدانته في تلك التجارة وعلى حقوق الإنسان المشي على نفس الخطى مع الدوله لتحقيق السلام النفسي ومنع تلك الجرائم في حق البشريه. في النهايه أن الله لم يترك لنا شيئا في القرآن الكريم والسنة النبوية أو في أي عقيدة الا وتحدث عن أمور الدنيا وكيفية العيش وتوضيح كل ما يحتاج إليه الإنسان في الأمور الحياتية، قال الله عز وجل ( بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ)، اي ان الإنسان ادرى بأمور حياته وكيف يديرها وكيف يحافظ على نفسه هو فقط من بيده زمام الأمور أن شاء سلك الطريق الصحيح ونجا وإن شاء سلك طريق الشيطان ووقع في الهاوية.