ولد "جان" في دولة أوكرانيا في عائلة شبه فقيرة وظروف معيشية صعبة جدًا، وكان والده يخشى التحدث في الهاتف خوفًا من أن يكون مراقبًا من الحكومة الأوكرانية، التحق "كوم" بمدرسة فقيرة أيضًا لا يوجد بها حمام داخلي ولا نظام تدفئة وسط درجة حرارة 20 تحت الصفر.
وعند سن السادسة عشر هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية مع عائلته، وهُناك عملت والدته كمربية أطفال بينما هو عمل كعامل نظافة في محل بقالة صغير.
التحق "جان" بمدرسة هناك ولكنه لم يستطع التأقلم مع الطلبة هناك نظراً لأسلوب حياتهم المختلف، وبسبب ذلك كان وحيدًا دائمًا، وخلال هذا الوقت بدأ في أن يتعلم البرمجة ذاتيًا على الحاسب الخاص به وعن طريق الانترنت، وبعدها بفترة قصيرة اشترك في فريق للهاكر.
تطور به الحال حتى اشتغل في أمن المعلومات في بعض الشركات الكبرى أمثال ياهو، ثم تقدم على نفس الوظيفة في شركة فيسبوك وقتها رفضته الشركة.
بداية تطبيق واتساب:
فكر جان مع صاحبه "فيشمان" في فكرة البرنامج نتيجة للظروف التي عاشها قديمًا بسبب عدم وجود أمان وخصوصية في المكالمات التلفونية، اشترى "جان" هاتف أيفون واشترك في الأب ستور بعد انشاءه ب 9 أشهر فقط، وقتها ادرك ان سوق التطبيقات سوف يكون له مستقبل كبير.
في العالم 2009 تم إطلاق تطبيق "واتساب" وكان وقتها تطبيق يعتمد على ارسال الرسائل بطريقة مجانية اعتماداًعلى رقم الهاتف ولم يكن هذا موجود في وقتها الا في هواتف "بلاك بيري" وتم تأسيس شركة واتساب حتى وصل عدد مستخدميها الى 800 مليون مستخدم حول العالم، وتطورت حتى استطاعت شركة الفيسبوك أن تشتريها في صفقة قدرت بمبلغ 19 مليار دولار.
نعم، واتساب هي مثال حي يوضح أن الفقر لم ولن يكون عائقا أمام النجاح.
شكراً لوالدة (جان كوم) التى كان حلمها هو ان تجد مستقبل أفضل لابنها، وحينها قررت الهجرة للولايات المتحدة الامريكية، وهو بالتأكيد قراراً ليس سهلاً ابداً...
وشكراً للحكومة الامريكية التى قدمت لهم المساعدة للحصول على طعام وشقة ليعيشا فيها...
وشكراً ل (جان كوم) الذى عندما أدرك انه يحتاج لتعلم البرمجة، بذل قصارى جهده في سبيل ذلك. وكانت الطريقة الارخص للتعلم هي ان يشتري الكتب ويدرس بنفسه. ولضعف حالتهم المادية لدرجة لم تجعله قادر حتى على شراء الكتب قام بتأجير الكتب مستعملة من مكتبة وعمل على اعادتهم عند انتهائه من دراستهم
عزيزى القارئ:
معظمنا يعيش حياته معتقداً انه ليس لدينا أهداف خاصة أو طموحات أو رغبات رغم انه في أعماقنا نريد أكثر من ذلك، وأحياناً نقف ضد أنفسنا ونستعمل كلمات تعطينا إيحاءً كما لو أنه قد فاتنا المسير، أو كما لو كنا نقضى حياتنا نائمين، أو كما لو كنا نبحث عن وسائل لنقضى بها على أحلامنا. هناك كثير من الأشياء التي نود إنجازها، أماكن نريد زيارتها، أشياء نحب أن نجربها، ولكننا نقف عند كلمة (لكن). فهذه الكلمة (لكن) سوف تساعد على الاختباء من الخوف، وستوفر لك أنواع كثيرة من الأعذار، كما لو كنت غير قادر على الإنجاز أو التحكم في حلمك. كلمة (لكن) لا تبنى الأحلام. أتعرف عزيزى القارئ ماذا يفعل معظم الناس؟ معظم الناس تعيش حياتها بصمت وأمان وسكينة حتى تستقر في القبر، لقد تم إيقافهم وتجميدهم...لقد أصبحنا لا نتحكم في أفكارنا، لا نجرؤ على تجربة الأشياء التي نحب أن نجربها. أغلب الناس تقول (لا) على الأشياء التي لا تعرفها حتى بدون معرفة سبب عدم القبول! من فضلك لا تسمح لكلمة (لكن) أن تبقيك محشوراً في زاوية.
هناك كثير من الناس تقول: لقد حاولنا مرة أو مرتين ولم ننجح، ومن هنا يأخذوا كلمة (لكن) كذريعة حتى لا يكرروا المحاولة مرة أخرى! عزيزى حتى وإن لم ينجح الأمر فعلى الأقل أنت قد اختبرت إحساس جديد وهو إحساس عدم النجاح، وأصبحت قدراتك الإنسانية أكثر عمقاً وتقديراً لمشاعر الآخرين الذىن يجتازون في نفس الخبرات والمشاعر.
عدم نجاحك في موقف لا يعنى أنك غير ناجح في جميع جوانب الحياة. إنها تجربة.
وقد يحدث أن الجهد الذى بذلته لا يثمر، ولم تصل إلى النتائج المرجوة، هنا من فضلك لا تخلط بين النتيجة وبين ما انت عليه.
النتيجة هي عدم نجاح، أما انت فشخص ناجح مجتهد تحاول أن تصل إلى ما تريد الوصول إليه، وهذا رائع.
وماذا لو بذلت قصارى جهد ووصلت لما تريده، هل ستشعر بالرضا وهنا يكون انتهى المطاف؟ بالتأكيد لا، فبمجرد قبولك بإحساس الرضا عن نفسك، فهذا من شأنه أن يجمدك مكانك، كما سبق وحدث مع معظم الناس...من فضلك اعرف دائماً، انك تستحق الأفضل. لذلك لماذا لا تحاول أن توسع عالمك أكثر وأكثر؟ إن كان الآخرون قارون على التعلُّم، فأنت كذلك. جميل أن تجتهد لتصل إلى حلمك، بالرغم من انه سيأتى وقت تريد فيه أن تتخلى عن هذا الحلم. قطعاً ستأتى أيام وستصدمك الحياة، هنا سيكون أكبر تحدى يواجهك، وهو الاستمرار في محاولة الوصول لحلمك، وعندما تتمسك به ستكتشف جوانب جديدة في الحياة وستتجلى لك قدرات لم تعرفها من قبل، وستشعر أن العالم يقف بجانبك.
عليك أن تعلم إنه إن لم تتمسك بحلمك، وتواجه مخاوفك، وتقول (نعم) لحياتك التي تريدها، فلن تسير معك الأمور بالشكل الذى ترجوه.
الحياة قصيرة جداً ولا يمكنك التنبؤ بما سيحدث فيها. فلا شيء يضمن لك انك سترى الغد. لذا عليك من الآن أن تبذل قصارى جهدك لتنتقل للمستوى التالى، لتظهر إمكانياتك، لتبدأ العيش وفقاً لشروطك الخاصة. ولا تقل أن الموضوع لا يستحق العناء! هنا سيكون مكتوب على وجهك (ارجع للوراء).
من فضلك عندما تنوى ان تفعل شيئا تريده، تقدم وخذ خطوة إيجابية للأمام، ولن تبقى الحياة كما كانت أبداً، لذا عش حلمك كما عاشه جان كوم مؤسس واتساب.
واسمح لى عزيزى القارئ أن أتذكر بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الإثنين والسبعين قصة السابقة ومنها:
50. مساعدة الآخرين تكون بطريقة صحيحة، وللشخص المناسب، وإلا ستكون النتيجة هى أن من يقوم بمساعدة الآخرين، قد يضر نفسه ويضر الآخرين معه.
51. اختار من تحيط نفسك بهم بعناية شديدة، فهذا سيصنع فارقاً كبيراً جداً فى حياتك
52. إن لم تكن تستطيع الطيران فاجرى وإن لم تكن تستطيع الجرى فامشى وإن لم تكن تستطيع المشى فازحف .. أيا ما كنت فاعلاً عليك الإستمرار بالتحرك نحو الأمام.
53 · جميل أن من نستشيرهم يكونون من أصحاب الكفاءة والخبرة وليس من أصحاب الثقة فقط
54.عندما يكون لديك رؤية واضحة ستتقدم، حتى وإن كانت الامور فى بدايتها غير ملائمة.
55. ليس معنى التجاهل هو ترك الحق، فإن تعرضت للتعامل بطريقة لا تليق، فاتخذ موقفاً إيجابياً بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم، لكن بموضوعية تامة.
56.لا تدع لسانك يشارك عينيك عند انتقاد عيوب الآخرين، متذكراً انهم مثلك لهم عيون وألسن!
57.ليس هناك مستقبل في أي وظيفة، انما المستقبل في الشخص الذي يشغل هذه الوظيفة.
58.النقد الحاد من شخص واحد ذكي أفضل من التأييد الأعمى للجماهير.
59- إن لم تكن أنت جزء من الحل فأنت جزء من المشكلة.
60-العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها.
61- بعض الأشخاص طبعهم البشوش غلب ما يحدث حولهم من مشكلات وعثرات فى الحياة.
62- كن نفسك وعش واقعك، وهذه هى الخطوة الأولى لتتمكن من تحقيق ذاتك.
63- التراخي فى العمل قد يضيع عليكم فرصا كبيرة.
64- إقرأ كثيرا فيما يتعلق بمهنتك أو مهارتك..
65- غالبا ما تكون النصيحة التي لا تحب سماعها، هي في الغالب اكثر نصيحة أنت فى إحتياج إليها.
66- إن لم تستطع أن تبنى، فلا تهدم.
67- لا تجعل خجلك يحرمك من متعـة مساعدة الآخريـن، وعندما تقرر المساعدة لا تفكر
68- لن يمنحك أحد السعادة التى ترجوها مالم تسعى أنت لتحقيقها، فالسعادة نابعة منك أولاً قبل أن تكون من أى شئ أو أي أحد آخر.
69- نحن فى إحتياج إلى حكمة عميقة لنميز بين صغائر الأُمور الى تحتاج إلى إهتمام وتلك التى علينا ألا نهتم بها.
70- استثمر الآن إمكانياتك وقدراتك ولا تتوقف. وإن أردت أن تتوقف، فتوقف عن إختلاق الأعذار.
71- لا تملكك قناعة التلون مع الناس ولا تقبل أن يدفعك الناس لتكون شخص آخر غير شخصك.
تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، استنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...