يقاس تقدم الأمم وازدهارها بسلوك مواطنيها ويكون الحكم بالتقدم أو التخلف إنطلاقا من هذا السلوك، وبالطبع السلوك البشري قبل أن نقوم به لابد أن تسبقه تربية وتعليم وتقاليد وأعراف اجتماعية قد تختلف من منطقة الى أخرى داخل الدولة الواحدة ويختلف أيضا من دولة الى أخرى حسب البرامج التي تقدمها تلك الدول لمواطنيها.
ومن يقرأ الواقع جيدا يجد أن اليابان مثلا دولة متقدمة على كافة المستويات ويكفى أن المواطن اليابانى يتصرف بشكل راقى يعكس سياسة دولة استطاعت أن تكون قدوة في حسن التعامل والرقي الناتج عن سلوك منضبط فتجد الشوارع نظيفة وتجد إحترام الرأي والرأي الأخر ولا تجد ازعاج ولا ضوضاء فى الشوارع فالجميع يعبر عن الفرح أو الحزن بطريقة راقية.
وعلى صعيد الوطن العربي نجد العكس تماما تطل الظواهر السلبية والهمجية برأسها هنا وهناك وتعكس سلوك المواطن العربى بطريقة لا تليق به ولا بحضارته التى ورثها من أجداده على مر السنين فنجد الهمجية واللامبالاة فى تصرفات العرب على كافة المستويات من قاعدة الهرم الى أعلاه وبالتالي يقال عنا أننا أمم متخلفة وخير شاهد على هذا التقيم تصرفاتنا فى المواقف المختلفة بهمجية و تعصب زائد عن الحد.
ففي العقيدة الواحدة نجد تعصب بين المذاهب والملل وفى لعبة كرة القدم نجد التعصب لفريق ما وأحيانا يصل هذا التعصب الى القتل والتدمير ، وفى إختيار أعضاء البرلمانات يكون التعصب القبلى لأبناء عائلة بعينها هى الفيصل فى الإختيار حتى وصل التعصب الى أنصار رئيس من الرؤساء ضد من يعارضه فى طريقة حكمه ومن هنا ينشأ الخلاف ولا يكون اختلاف فى وجهات نظر لا يفسد للود قضية بل يكون همجيا لا يحترم آراء الآخرين، وبالمقارنة بالدول الغربية نجد أننا فى ذيل القائمة فى الصحة والتعليم وحقوق الإنسان والبحث العلمي وعلى رأس القائمة فى الفساد وتدنى مستويات المعيشة والفقر فهل يأتى يوما ويعبر سلوكنا عن أمة عربية متحضرة أم أن الأمر بات عسيرا فى غياب الشفافية والضمير.