حينما تتلاشي الذكريات الزهايمر يعتبر أحد أكثر الأمراض شيوعا في العالم وهو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم ليبتلع معه ذكريات حياة بأكملها ويصبح المريض معتمداً بشكل كامل على غيره للقيام بأبسط المهام اليومية وعادة ما يصيب الإنسان في المراحل المتقدمة من العمرحيث أن غالبية المرضى يصابون به بعد سن الخامسة والستين كما أن فرصة ظهور المرض قد تصبح ضعفين أو ثلاثة عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم أو اجداد اجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
كما يعتبر مرضى متلازمة داون المنغولية من الأكثر عرضة للاصابة بمرض الزهايمر المبكر.
كما أنه المرض الذي هزم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان صاحب حرب النجوم والذي استطاع القضاء علي الأتحاد السوفيتي دون حرب ليجعله فاقد للذاكرة غير أن روح الدعابه لم تفارقه حينما وصف مرضه بقوله (هذا مرض جميل! تقابل الأشخاص أنفسهم وتظن أنك ترى وجوهاً جديدة كل يوم).والطريف هو انه المرض الذي لازم محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديث في اواخر ايامه اثر علاجه بنترات الفضة من مرض الدوسنتاريا الحادة !!
في الحجر الصحي بمالطة عام ١٨٤٨ وذلك بحسب مذكرات نوبار باشا. كان أكتشاف مرض الزهايمر عن طريق الطبيب الالماني (ألويس ألزهايمر) عام 1906 حيث لاحظ تغيرات غريبة في مخ أحد الجثث التي قام بتشريحها وكانت لمريضة تدعي "فرو أوجستيه" والبالغة من العمر 51 عاما والتي أحضرت إليه من قبل عائلتها في عام 1901 حيث كانت تعاني من مشاكل في الذاكرة وشكوك لا اساس لها من الصحة بخيانة زوجها لها وصعوبات في الكلام والإدراك وفهم ما يقال لها. وأدى تفاقم الأعراض السريع لدى المريضة إلى جعلها طريحة الفراش لينتهي بها المرض بالموت في عام 1906.
وحتي يمكننا فهم هذا المرض فالدماغ السليم يحتوي على عدد هائل من الخلايا العصبية وكل خلية عصبية تتواصل مع الخلايا الأخرى لتشكل شبكات عصبية ذات وظائف خاصة.فيما يعزي المرض الي تراكم نوعين من البروتينات التي تضر بالخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة والتي تتكون في الخلايا العصبية: بروتين (بيتا أميلويد) و بروتين (تاو).
وهذان البروتينان قد يتكونان أيضاً في خلايا البشر الأصحاء. لكن مرض الزهايمر يحدث حينما تصل نسبة تراكم هذين البروتينان وكثافتهما إلى معدلات كبيرة حيث يتراكم بروتين (بيتا أمولويد ) خارج الخلايا العصبية، والعكس بالنسبة لبروتين (تاو)، الذي يتكدس داخلها، مما يلحق الضرر بالخلايا العصبية في المخ فيؤدي الي منع الإتصال بين خلايا الدماغ العصبية وتعطيل الأنشطة التي تعتمد عليها هذه الخلايا في بقائها.وقد وجد الباحثون نقصا في مادة كيميائية دماغية (ناقل عصبي) هي ( الاستيل كولين) لدي مرضي الزهايمر وهذه المادة تلعب دورا رئيسيا في الوظائف المعرفية والمنطقية لذا تتركز الجهود باستمرار للتوصل لعلاجات من شأنها أن تحافظ علي مستويات الأستيل كولين المخيه وذلك من خلال اما منع تفكيك الأستيل كولين أو العمل علي زيادة مستويات الكولين (المادة التي تتحول فيما بعد الي الأستيل كولين) مما يعني التعامل فقط مع أعراض المرض ، عبر منع المريض من التدهور وتحسين مستوى الوظائف المعرفية غير ان الابحاث الحديثة الحالية تتنوع في اتجاها ما بين أدوية تهاجم البروتينات المشوهة المسماة (أميلويد)، والتي تتكون في المخ خلال مرض الزهايمرمما قد يجدي مع المرضى في المراحل المبكرة من المرض أو الحيلولة دون تكدس بروتين (تاو).
على الرغم من أن الزهايمر لا يوجد له علاج ناجع حتى الآن إلا أنه من الممكن بواسطة الأدوية الحديثة و التمارين العقلية مثل القراءة، ولعب الشطرنج أو الكلمات المتقاطعة أو غيرها من النشاطات العقلية التي تحفز على استخدام قدرات الدماغ الاستيعابية مما يمكن معه التحكم في سرعة تطور المرض.