بقلم : عبير حرب
لست من هواة المسلسلات التليفزيونية ولكنني كمعظم المصريين اتابع بعض من الأعمال الفنية أثناء شهر رمضان .ولكن هذا العام علي الأخص لاحظت هبوط واضح في مستوي الأعمال الفنية والمسلسلات فهي اعمال تفتقد جمال العرض والمواضيع وحتي مستوي الأداء التمثيلي وتتارجح المواضيع مابين الحديث عن تجارة المخدرات أو تجارة الاطفال والاعضاء أو حتي تجارة النساء وهي مواضيع بعيدة جدا عن قيم المجتمع المصري ولاحظت هبوط حاد في مستوي اداء الفنانين الكبار الذين يعدوا من ملوك الدراما التليفزيونية وكأنهم يؤدون وظيفة يتقاضوا عنها اجر لاعلاقة لها بالفن والموهبة .
باستثناء مسلسل كلبش بطولة امير كرارة وبالرغم من أنه الجزء الثالث ولكن مازال مفعم بالإثارة والتشويق في انتظار الأحداث وتناول هذا الجزء موضوع فعلا يمس كل المصريين في الآونة الأخيرة وهو موضوع التمويل والعمالة والتأمر علي البلد والمخططات الإرهابية لهدم مصر وتناوله المسلسل بشكل موضوعي ومدروس الي حد كبير ويحسب لهذا المسلسل وجود نخبة من ممثلي الدراما المحترفين في الأداء مثل أحمد عبد العزيز وهشام سليم ونخبة محترمة من الفنانين بينهم تجانس ادي الي ظهور هذا العمل بشكل محترم.
وطبعا في ظل حديثي عن الدراما الرمضانية لابد أن أقول إنه لاعزاء لمسلسل محمد رمضان أيقونة البلطجة في مصر وتشويه صورة المجتمع المصري وأعتقد أنه بعد هذا المسلسل أصبح خارج التصنيف بعد أن جعل كل الجمهور المصري يشعر بالغثيان من غروره وعجرفته الهشة وكليباته المستفزة الذي يتحدث فيها عن نفسه أنه نمبر وان والملك وهذا الهراء.
أما الأستاذة غادة عبد الرازق والتي تقمصت شخصية إجرامية حقيرة للاسف تفتقد الي الروح والمصداقية في الأداء وطبعا لايفوتني أن أتحدث عن كم البوتكس والفيلر الذي ضيع ملامحها الحقيقية وجعل تعبيرات وجهها تتسم بالبرود وبعيدة كل البعد عن الواقعية.
وبالنسبة لمسلسل احمد السقا ولد الغلابة لاانكر قولا أنه عمل الي حد ما متميز لظهور احمد السقا في دور مختلف تماما وطبعا تميزه في الأداء وموضوع العمل الذي يتحدث عن قضايا ومشاكل مازلنا نعاني منها في ريف وصعيد مصر.
وللاسف حاولت في مسلسلات مثل زي الشمس وحكايتي أن أتابع لعل وعسي أن أجد مايروق لي أويجدد ثقتي في الأعمال الدرامية المصرية مرة أخري ولكن دون جدوى.
وفي الاخر لابد أن استرجع ذكريات كل الشعب المصري مع اعمالنا العظيمة التي مازالت معلقة حتي بتترات المقدمة والنهاية في أذهاننا من شدة وروعة جمالها اعمال الراحلين أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ والكثير من عظماء الكتابة والسيناريو والإخراج في مصر والذين امتعونا بليالي الحلمية والشهد والدموع وزيزينيا والمال والبنون والكثير من الروائع.
واخيرا ابعث رسالة الي كل المسؤلين عن الفن في مصر اين نحن الآن من تراثنا الفني العظيم ورسالة أخري ارجوكم وفروا هذه الملايين والارقام الخيالية التي يتقاضاها هؤلاء لإفساد الذوق المصري وتراجع الفن في أداء مهمته وهو المتعة والثقافة وتوصيل الرسايل الهادفة لان وبكل أسف حتي الفن أصبح وظيفة وتجارة اواي شئ غير أنه ذوق وفن وتراث ومخزون ثقافي محترم.