عبير حرب تكتب: قدسية المنصب الرفيع

عبير حرب تكتب: قدسية المنصب الرفيع
عبير حرب تكتب: قدسية المنصب الرفيع

  قرات قصة اعجبتني بعنوان الحمير تتولي المناصب الرفيعة .وتحكي ان ملكا اراد ان يخرج هو وعائلته للتنزه فاتي بوزيره وساله ما حال الطقس فاجابه ان الطقس رائع.

وعندما خرج الملك ومعه عائلته والوزير اشتدت الرياح وسقطت الامطار ووقعت النساء والاطفال في الطين .وفي طريقهم وجدوا كوخا لرجل فقير وامام الكوخ حمار فسال الملك الحطاب الفقير صاحب الكوخ لماذا لم تخرج من الكوخ فاجابه لاني علمت ان الطقس اليوم سئ .فقال له الملك وكيف علمت فقال له من حماري .عندما اخرج واجد حماري ودانه لاعلي مشدودتين اعلم ان الطقس سئ وعندما انظر اليه واجد ودانه نازلتين مرتخيتين فادرك ان الطقس سيكون جميلا .وعندها نظر الملك لوزيره وامر بطرده من وظيفته ومن يومها تولت الحمير المناصب الرفيعة...

هذه القصة قد تكون اسطورية وليست حقيقية ولكنها لها دلالات مهمة وهي اهمية وحساسية المنصب الرفيع ايا كان رئيسا او وزيرا او سفيرا فانت في هذا المكان لاتمثل نفسك ابدا انت تمثل دولة وشعب وتكون مسؤل عن ارائك وتصريحاتك وقراراتك وافعالك .لانك تؤثر علي وطن بكل مايحويه.

وللاسف ما نراه الان علي صعيد الاحداث السياسية يؤكد ان ربما الدواب قد تكون اصلح من اناس تولوا مناصب لا تناسبهم اكبر من امكانياتهم وقدراتهم فنجد تصريحات مسؤلي دولة عربية كبيرة ولها تاثيرها في المنطقة العربية ينم عن غباء سياسي وقد ياخذها الي منحدر سياسي واقتصادي لم تضعه في الحسبان ونجد وزراء ومسؤليين في دول تحارب من اجل ان تنهض بنفسها وتعاني هي وشعبها لايعبئوا حتي بسمعتهم ووضعهم ووضع دولتهم السياسي ويلتصقون باصحاب المصالح والفاسدين المشبوهين وامثلة كثيرة لاحصر لها لانحدار المستوي السياسي والدبلوماسي للدول.

حقيقة ومن خلال مقالي كنت اتمني ان يكون حوارا مع اصحاب الفكر والرؤي لاعرف سبب ما الحق بالكثير من اصحاب المناصب الرفيعة من رسوب في الفكر والاداء والافعال. وهل هذا مرتبط بالمناخ السياسي الرخيص الذي يعيشه العالم كله منذ سنوات والتغير في نظريات عريقة كانت تغلف الفكر السياسي والدبلوماسي في العالم واجتياح موجات من الفوضي الفكرية والثقافية والاخلاقية في العالم كله.

اعتقد ان هذا احد الاسباب بالاضافة للازمات الاقتصادية الكبيرة والتي جعلت دول وحكومات ومسؤليين وشعوب تتخلي عن مفاهيم واساسيات كانت مصدر التوازن والرقي والاحترام والفكر المستنير في العالم كله.