صمود تربوي ..الدراسة رسالة حياة أخرى ! بقلم إلهام عيسى

صمود تربوي ..الدراسة رسالة حياة أخرى ! بقلم إلهام عيسى
صمود تربوي ..الدراسة رسالة حياة أخرى ! بقلم إلهام عيسى
 
في واحدة من اهم الافرازات الوطنية التي تحلى بها المواطن السوري في ظل الأوضاع القائمة منذ اكثر من عقد تعرض فيها الشعب السوري لعدد من الاجندات الخارجية لم تقف عند حدود العسكرة والإرهاب والقتل الذي طال اغلب محافظات سوريا بشيبها وشبابها .. من مفخخات وانفجارات وقتل فضيع قامت به قوى الشر بكل مكان رافقها عمليات هدم وحرق المؤسسات في بعض المناطق التي سيطر عليها الإرهاب مؤقتا بمساعدة ومساندة واضحة من قوى الشر التي هيئت السلاح والمال والاعلام الخارجي وكل ما أتاح تلك الفرصة لوحوش كاسرة لم تقف عند حدود القتل بل تعدت الى محاولتها استئصال كل ما بني في سوريا خلال سنوات وعقود خلت من وعي وثقافة وحب وطني مشترك وزرع للخيرات  والمؤسسات التي بنيت بسواعد الإباء والاجداد حتى وجدناها بين ليلة وضحاها مهددة من قبل اشرار لا يعرف لهم اصل ولا يمتلكون عقل ووعي وبرنامج الا ما جاؤا وتربوا من اجله حيث الدمار والقتل .
وما رافق ذلك من غطاء خارجي بكل ما اؤتيت السياسية الدولية من ميكافيلية ومكيايلية بمعايير ومقاييس مزدوجة حتى وضعت سوريا كلها تحت طائلة الحصار الدولي الجائر المفروض قسرا وظلما وعدوانا .. ليكملوا مشروعهم التخريبي والتدميري لحضارة سوريا التي لم يكتفوا بقتل أبنائها وتهجيرهم بل حاربوهم حتى في ارزاقهم بل وفي وجودهم الكياني من خلال محاولة تفتيت البنى التربوية والقيمية والتعليمية التي تربت عليها الأجيال خلال مراحل مختلفة مع الاختلافات السياسية المعتادة الا ان سوريا ظلت على طول الخط تمتلك قدرة الصمود والتحدي والتحلي بالبقاء بل والحضور المتميز مهما كانت الخطوب وذلك لم يتات اعتباطا بل هو نتاج طبيعي لحضارة امتدت الى حقب تاريخية ضاربة بالاعماق ولثقافات كانت مساهمة حقيقية بصنع الذات السورية العصية على الانكسار .. وهذا ما لمسه الأعداء قبل غيرهم .
بحمد الله وبقوة القيادة وحكمتها تم تجاوز الأيام الصعبة ولم يبق من وجهة نظر العارفين والمطلعين الا طفرة نهر كي تتمكن سوريا من استعادة موقعها ودورها الريادي الإقليمي والعربي والدولي بعد ان امتدت الاذرع والعقول السورية لكل مكان تشرح معاناتها وتثبت احقية قضيتها ليتفهم المجتمع الدولي المغرر به جراء سياسات إعلامية وقحة تقتل الانسان وتتهم الضحية فيما تحمي القاتل والمجرم بعناوين شتى ..
اليوم وبعد هذه السنوات العجاف ها هم أبناء سوريا الحضارة واجيالهم واطفالهم وتلاميذهم يعودون لدراستهم وتفتح أبواب مدراسهم لتلقي العلم والمضي قدما بطريق الصمود والتحدي والبناء وصنع فرص الحياة وان كره الظالمون .
اليوم بعون الله ومدده وبرغم كل المتاعب والمصاعب لكن مدارس وجامعات معاهد سوريا لمختلف المراحل العلمية وفي جميع المحافظات تفتح أبوابها بتحدي جديد وأشارات إيجابية احدث تدل على ان أيام القهر والصعاب تعيش رفساتها الأخيرة وان الحق بدى جليا يسطع بالافق .. حيث طوابير الأطفال والتلاميذ والطلاب يحملون على اكتافهم الامال باستعادة الامجاد وفتح قنوات جديدة للوعي المجتمعي والحرص التربوي والقيمي الذي حاول الأعداء النيل منه بكل صورهم وعدوانهم الا ان الله وقيادة وسوريا وابطالها الغيارى سيما  منذ نذروا اروحهم الشريفة  وكتبوا النصر وحموا الأرض والعرض لتنهض الأجيال وترتفع الجبال وتحيا سوريا بعز وشموخ يليق بها وأهلها وقيادتها بحمد الله .