قصة عشق أبدية بقلم باسم أحمد عبد الحميد

قصة عشق أبدية بقلم باسم أحمد عبد الحميد
قصة عشق أبدية بقلم باسم أحمد عبد الحميد
 
 
لاتزالُ مخيلتي  حُبلىْ  بالذكريات الجميلة كما السماء التي تحمل سحباً وأمطاراً ،  ظللتُ سنينَ ممتدًة  أرويهِا بنور  الألق والنبوغ ، وعاجِ الحروف ..
كان عطائي قدرًا يوميًا ،لكن رؤيتي لم تكن في محلها. وأصبح القلق صديقاً وفياً،ونوم الليل عصى مقلتي ، من سوء تقديري
 للأمور والمواقف !!  
كنت أعتقدُ أن خيالاتي التي أطلقتُها للعَنان يمكن أن تتحققَ، وأنَّ ردودَ أفعالي قد تحمل جنين التحوَّلِ ،ولكن لا جدوى تُرجَىٰ، ولا قدَرَ تغيَّرَ أو تَبَّدلْ !!
أعلمُ أن قطارَ العمر يمضي سريعًا ،ويزداد سرعًة كلما اقتربتْ شمسُ المغيب ...
و لم يتوقفْ أمام تجربتي ،وتجاربِ الآلافِ غيري .. إلا عبْرَ محطاتٍ ما بين نزولٍ وصعود، مابين موتٍ أو ولادة !!
لكني مازِلتُ أكتب ..أُعَبِّر !!
هل يمكن لي أن أَعْبُرْ ؟!!
هل يمكن لي أن أتغيَّر، 
أو حتى أرحل؟؟!!
عالَمي ليس هنا !!...
لكني هنا ،...وما رحيلي إليكِ   سوى مِهمازٍ ، والتمني آلةٌ يحرِّكها القدرُ كيف يشاء، ويلغيها الوجود القاسي، و سِنُّ الزمن الحادُّ الذي يَخِزُ صدري بالفكرة التي لم ترَ النور بعد!! 
وكذلك أشعاري وأفكاري وصوري وذكرياتي ،ونبوءاتي التي لم يتحققْ منها شيئٌ سوى( الحُلم ) !!
مليكتي لا تزالُ غائبًة..تائهًة ..بلا شطآن!!
لابد أنْ أبحثَ عنها ،وأحمل معي خارطتي ،وأوراقي القديمة ...
في هذه الحارات وُلِدَ الحبُّ، وفي الأزِقَّة عاش، وفي كل هذا الارتجال تكَوَّن!!
كنا نحبُ تارًة، ونلهو أخرى  ..
وكنت أقرأ لها أشعاري التي ( تُفَلْوِرُ)  خُدودَها، وتلمعُ عيونُها الخضراء ، وما بين الأحمر والأخضر كان السحرُ يغني أنشودةَ حبٍّ رومانسية...
كنت أحاول أن أتحَسَّسَها مرتجفًا...أخشى أن تذوبَ في يدي، أو ينكسرَ زجاجي فلا يُلملَم...
لساني يتلعثمُ...يتوقفُ..لا  يتكلم ...
كنتُ أحاول انْ أعرفَ أو أتعلَّمَ...
كنتُ أمارِسُ تراتيلَ الحب ...لكني أعلمُ 
أنَّ  للعشق طقوسًا  أخرىٰ...وأنا مُرغَمٌ أنْ أحفظَ بِكْرَ نضارتها؛ فأنا بالحب مُتيَّم ...
زمن طويل أحملُ عبرَ حقيبةِ أسفاري هوًى، وحنيناً، وفِراقاً وأنيناً، وحِملُي ثقيل جدا ...
فلا أقدامي مَلَّتِ البحثَ عنها ،ولا حقيبتي كلَّ ظهري منها !!
ربعَ قرنٍ لم أتغيَّر  ولم أتَبدَّل !!
لكنها  لاتزال تجلس بجواري، معي متشابكةَ الأيدي والرؤى ، تحلم معي ب(وِكْرٍ ) مَلَكيٍّ يجمعني بها ، رغم المسافات الكبيرة ..
كانت تطوف معي بلدتي التي تكتسي بالخضرة والجمال، بالأشجار والرياض  ،و(الأوز ) يعزف سيمفونية البهاء  !!...
والعصافير لا تملُّ الزقرقة...تغدو وتروح ثم ترجع لصغارها ومعها دروس الأمومة  والطعام ..    
والصيادون لوحةُ فنانٍ، فالنيل الخالد يحمل ألفَ حكايةِ عشقٍ أبديةٍ، فلا ماءُ النيل ينقطع ،ولا حبي لها ينتهي !!
ثمَّةَ شريانُ حياةٍ يروي قلبي من النيل الأزرق، إلى حُلمي الأخضر...
مازلتُ أحضِنُ أبوابَ الصبرِ؛ عسىٰ أنْ تفتح بابًا للأمل من جديد، أو تغرسَ فكرًة في أرض( الياقوتة) !!   
مازال تَلمودي وعهدي القديم ،قرآنًا يُتلَىٰ عن قصةِ عشقٍ أبدية  !!