تأتي الثقة فيمن تتعامل معهم او تهواهم العقول او يمتلكون القلوب ويتصدرون الروح من الصدق والوضوح والتعاطف والمشاركة الحانية بالبذل والعطاء .
فالانسان الواضح في معاملاته الجلي في تعاطفه ومشاعره هو بالتأكيد صاحب قلب نقي ونيته كما يظهرها لك، ليس في تصرفاته أي لبس قد يسيء إلى نقاء العلاقات الانسانية بينكما ، فإذا ما جاء موقف غير واضح المعالم تجد هذا الإنسان الجميل يسعى إليك بالتبرير قبل أن تسأله أو تأخد على خاطرك منه يفعل ذلك ثقة في نفسه ومحبة لدوام الصلة والمواصلة، فيحتل قلبك بلا منازع ، و يتربع في عقلك بالطمأنينة إليه وبمصداقيته الجميلة الرائدة التي اسكنته قلبك وتغذى بفكرك وشغل نبضه ونقاؤه عقلك فإذا ماحدث مايكدر صفو العلاقة بينك وبينه وجدت نفسك وعقلك وقلبك يُنكر عليك تصديق هفوة او حتى سقطة له، ويرفض عقلك أن يدعه يفسر ما خُفي عليك ولا يرغب فؤادك بتبرير منه أو حتى اشارة الى الخطأ غير المقصود العفوي، هذا لأنك تعلم صدقه ومعدنه النقي فيمحى من قاموسكما العتاب والتبرير .
هنا انت التقيت بشبيه روحك، الإنسان الشفاف فاحرص عليه حرصك على ذاتك واطعمه حر فكرك، ومتعه بثقتك وعانقه بحنانك، أن هذا الإنسان الشفاف يقرأ أفكارك ويطبطب عليك اذا ما خدش اصبعك ويفرح لفرحك ويشاركك البهجة ويشاطرك الاحزان، أنه شفاف فهو نعمة من الله وعشرته تمام النعمة تستوجب شكر المنعم جل جلاله .
عكس ذلك المخلوق المتلون الغامض الذي يدفعك لليأس من البشر بغموضه وكبره واذا ما أخطأ عمدا أو عفوا يسعى إليك ليسقط الخطأ عليك ولا يطرف له جفن وهو يفعل هذا بكل أريحية عامدا متعمدا .
سعادته في تصدير عكننة امنك _ وإن بدأ لك منه غير ذلك_ فاحذره وابتعد عن التعامل معه إلا في الضرورات التي لابد منها وإن كان قريبا جدا منك (علاقات عائلية) اعرفه وتجنب عتابه على أفعاله وتجاهل اساءاته حتى لا يتسرب امنك وسلامك النفسي في جدال معه غير مجدي ولا يثمر إلا الانسحاب العدواني .