بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : وثائق حرب اكتوبر

بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : وثائق حرب اكتوبر
بلا مجاملة .. د.هاني توفيق يكتب : وثائق حرب اكتوبر
اعزائي اسمحوا لى ان أتوقف عن متابعة الكتابة عن الانوناكى هذا العدد بمناسبة حرب اكتوبر وسوف نتابع سلسلة المقالات عن الانوناكى الأعداد القادمة 
افرجت الدوله العبريه عن وثائق شديد الأهمية عن حرب اكتوبر ٧٣ بعدما أتمت خمسين عاما ولكنها لم تفرج عن كل المستندات لشده سريتها ولكن اليوم سوف نستعرض  بعض من هذه المستندات 
وللجيل الجديد اقول ان حرب اكتوبر هى الحرب التى شنتها مصر لاسترداد كرامتها وأرضها بعدما ذاقت هزيمة نكراء فى عام ٦٧ والتى اطلقوا عليها النكسة ولكنها كانت فى الحقيقه هزيمه مزله نتيجة تهور وفساد قيادات الدوله فى ذلك الوقت ودفع فيها المصريين وجيشها الذى لم يحارب ولكنه هزم قبل ان تتاح له الفرصة للحرب وكان لابد لمصر أن تثار لكرامتها وكرامه جيشها وقد عانى الشعب مراره التقشف وتوجيه كل موارد الدوله لبناء الجيش لاسترداد كرامته 
والوثائق التى افرج عنها هى آلاف من المستندات والمراسلات والاجتماعات التى دارت فى الغرف المغلقة ابان حرب السادس من اكتوبر 73
ان بدايه الهزيمه للدولة العبريه هى كميه الغرور الغير طبيعيه بعدما قامت اسرائيل  بهزيمه ثلاث دول عربيه فى حرب 67  وهى مصر وسوريا والاردن واحتلت سيناء والجولان والضفه الغربيه فى الاردن  وكان تقدير القياده العسكريه العبرية ان مصر لايمكنها الدخول فى حرب إلا بعد الحصول على اسلحة هجوميه وقوه طيران حربيه  تعادل القوات الاسرائليه وان مصر لن تحصل على هذه الاسلحه لوجود اتفاق ضمنى بين الروس والأمريكان لاستمرار حاله إلا سلم ولا حرب لذلك لم يوافق الروس على منح اسلحه هجوميه لمصر و سمحوا فقط بأسلحة دفاعية غير حديثه وطائرات ميج من الطرازات القديمة 
وتقول الوثائق ان قبل الحرب بيوم واحد اكد رئيس مخابرات الحربيه  لجولدا مائير ان المصريين لن يتمكنوا من الحرب على الرغم من ان كان هناك شوهد تؤكد تحركات مريبه على الجبهة المصرية 
وبعدها بساعات اخبر رئيس الأركان جولدا انه ربما التحركات التى نراها على الجبهه المصرية والسورية مجرد تدعيم دفاعي او سوف يقومون بعمل محدود 
 
وفى صباح اليوم التالى وصلت برقبه من المسؤول الاول فى الموساد وهى المخابرات العامه الاسرائليه ينذرهم ان الحرب سوف تندلع بعد ساعات 
وتظهر الوثائق ما دار فى اجتماع الحرب للوزاره العبرية وقد اقترح بعض قادة الجيوش البدء بضربة استباقية لإجهاض الضربه المصرية وهنا علقت جولد فقالت ان هذه الضربة مغريه جدا ولكننا لسنا فى سنه 67 ان العالم كله سوف يتحول ضدنا إذا قمنا بهذه الضربه. كما لوكان التاريخ يعيد نفسه ففى سنه 67 طلبت روسيا من عبد الناصر ضبط النفس وعدم القيام بالهجوم اولا وفعلا لم يقم ناصر بالهجوم ونال هزيمة نكراء ويتكرر نفس الشى مع جولدا وتلاقى نفس النتيجة 
وفى هذا الاجتماع اقترح الوزير اسرائيل جليلى قائلا  ربما علينا تسريب خبر علمنا بالحرب وذلك ربما يوقف العدو على القيام بها ولكن رفضت جولدا ذلك وطلبت السفير الامريكى وحملته رسالة الى الجانب المصرى مفادها اننا لا نفكر فى الهجوم ولكن ان دخلتم الحرب فسوف ننتصر بلا جدال ولسوف تمنون بهزيمة شنعاء 
وبعد ساعات قام المصريين والسوريين بهجوم شرس وأعترف ديان انه أخطى فى تقديره للحرب ولكن جولدا قالت اننى على يقين ان امريكا لن تدعنا ننهزم وبالفعل كما قال هنرى كسنجر وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت ان امريكا فتحت أبواب مخازن أسلحتها واقامت جسرا جويا قلب موازيين المعارك الدائره ولولاها لاختفت الدوله العبرية عن الوجود
ولكن دعونا نتصفح الوثائق الاسرائليه لنرى ماهى المعلومات التى وصلتها قبل اندلاع المعارك
من مدونات جولدا ان الملك حسين ملك الأردن فى الخامس والعشرين من سبتمبر اى قبل الحرب بأيام طلب مقابله سريه وبالفعل تمت هذه المقابله وقد اخبر الملك حسين جولدا ان هناك هجوم سورى وشيك لتحرير هضبه الجولان  وكان هذا ثالث إنذار من الملك حسين الذى كانت تطلق عليه المخابرات العبرية اسم حركى وهو المصعد وقد نقلت جولدا هذا الخبر الى مجلس الوزراء ولكن أكد الجميع انه ليس هناك اى معلومات  عن الجانب العسكري السورى او المصرى تؤكد هذه الادعاءات وفشلت جولدا فى إقناع المجلس بعمل التعبئة العامه لان مصر قد سربت من قبل فى شهر مايو انها كانت تجهز للهجوم وقامت الدولة العبرية بعمل تعبئة عامه ولم يحدث شى وقد تكبدت اسرائيل مبالغ طائلة فى كل مرة تقوم باعلان التعبئه
احتل أشرف مروان الكثير من الوثائق عن حرب اكتوبر وهو ما كانت المخابرات العبرية تطلق عليه الملاك كاسم حركى وأشرف مروان هو صهر الرئيس جمال عبد الناصر وبعد وفاته أصبح مستشارا للسادات وأشرف هو الجاسوس الذى امد الدوله العبريه بالأخبار التى قلبت موازين الحرب فيما بعد ففى الوقت الذى أكدت مصر انه كان جاسوس يعمل لصالح المخابرات المصريه أكدت  اسرائيل انه كان يعمل لصالح مخابراتها  بل وتؤكد ان مروان كان اهم جاسوس عمل لديها وذلك بشهادة رئيس الموساد الحالى والدليل على ذلك ان مروان هو من اخبر رئيس الموساد فى اليوم الذى سبق الحرب ان مصر وسوريا سوف يشنان هجوم فى اليوم التالي مما حدى به ان يرسل برقيه مشفره إلى جولدا ليخبرها بتلك المعلومه الخطيرة ويخبرها بما أفضى اليه مروان بمعلومات حول استراتيجية الحرب وأنها سوف تبداء بهجوم جوى على قواعد الامداد والتحكم فى سيناء وكذلك مطارات سيناء ثم يتبعها تمهيد نيرانى على طوال قناه السويس ثم عبور القناه إلى الضفه الشرقيه والتوغل فى سيناء وبناء رووس الكبارى والتوقف فى نقاط محددة مسبقا فى الخطه وان الهجوم سوف يبدأ الساعه الثانيه عشر ظهرا يوم عيد الغفران مما حدى باسرائيل ان تبدّا فى تعبئة الاحتياط وهذا ساعدهم فى امتصاص الضربه الاولى ولكن المعلومه الذهبيه اللتى أفضى بها مروان إلى الموساد ذلك فى اليوم الاثنى عشر من اندلاع المعارك وكانت اسرائيل فى موقف سىء جدا فى الجبهة الجنوبيه مع مصر عندما أفضى اليهم ان الجيش المصرى سوف يطور هجومه فى سيناء ويتقدم بقواته فى اتجاه الشرق مما حدى بالجيش العبرى بعمل خطه آباده لاى قوات تتقدم إلى الشرق لان هذه القوات تقدمت بدون غطاء جوى وبالفعل تكبّد الجيش المصرى خسائر فادحه فى القوات التى تقدمت الى شرق سيناء 
وللأسف لا نستطيع الجزم ان كان أشرف مروان عميل مزدوج او لصالح اى جهه استخباراتية يعمل ولكن هناك جهه ما مسؤوله عن اغتياله عندما صرح انه بصدد كتابه مذكراته 
وبالرغم من الإفراج عن آلالاف من الصور والمعلومات السريه إلا ان هناك الكثير من المعلومات مازالت ممنوعه من الاطلاع عليها وسوف يتم الإفراج عنها بعد أربعين سنه اخرى 
والغريب ان اسرائيل تدعى انها قد انتصرت فى هذه الحرب وجميعنا يعلم أنهم تلقوا هزيمة منكره ولولا التدخل العسكري الامريكى لمساعدة اسرائيل لكانت قد اختفت عن الوجود 
ان حرب 73 لابد ان يؤرخ لها من قبل مصريين متخصصين  و استخدام القوه الناعمه لنشر البطولات التى جرت فى هذه الحرب وكذلك حرب الاستنزاف التى ساعدت بشكل كبير فى اعداد المقاتلين للمعركه الكبرى 
ان مصر فقيره جدا فى انتاج أفلام تحكى بطولات حرب الاستنزاف والحرب الكبرى وان  كل ما انتج  فقط عدة أفلام هزيلة لا توضح مدى المعاناة والتضحية التى مر بها جيل اكتوبر حتى يعبر للنصر حتى تعرف الأجيال القادمة حقيقه الصراع وكم من الدماء اريقت حتى تعيش الأجيال الجديده فى سلام وحريه 
 
بسرعة
 
إذا كانت مشكله  مطعم يتصارع عليه شركاء يشغل ويشعل السوشيال ميديا فى المجتمع المصري فى الوقت الذى تمر فيه البلد بظروف مصيرية ويحاك ضدها المؤامرات التى تهدف لإسقاطها فهذا يوضح مدى ضحاله  وهيافه الفكر المجتمعي فى مصر .