تابع بحث (تحرير العالم .. وإرساء السلام)
وفي التاريخ المعاصر شهدنا مجازر البوسنة التي قتل فيها نحو 300 ألف مسلماً واغتصبت فيها نحو 60 ألف امرأة وطفلة مسلمة ، وهُجّر نحو مليون ونصف المليون مسلم و استمرت المجازر لنحو 4 سنوات هدم الصرب فيها أكثر من 800 مسجداً بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر ، وأحرقوا مكتبة ( سراييفو ) التاريخية ... ووضع الصرب آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال ، وعذبوهم وجوّعوهم حتى أصبحوا هياكل عظمية .
ولعل أبشع ما حدث كانت مجزرة (سربرنتيشا) الشهيرة التي حاصرها الصرب لمدة سنتين ولما لم يستطيعوا أن يدخلوها بالرغم من تجويعها طلبوا من أهلها تسليم أسلحتهم مقابل الأمان ، وبعد أن سلموا أسلحتهم انقضوا عليهم وعزلوا الذكور عن الإناث ، وجمعوا 12,000 من الذكور( صبياناً ورجالاً) وذبحوهم جميعا طعنا بالسكاكين - كما تفعل داعش اليوم - ومثّلوا بهم أبشع تمثيل ، وذلك على مرأى من القوات الهولندية التي كانت مسؤولة (أممياً) عن حماية المدينة .
ومن أبشع ما قام به الأوربيون قبل سنوات ما حدث في العراق من تعذيبٍ بشع قامت به القوات الأمريكية (80% من الأمريكان في الأصل هم إنجليز وإيرلنديين وألمان) بعد أن تفجّرت الفضيحة في العام 2004 حين قاموا بعمليات قتل واغتصاب وانتهاكات رهيبة في سجن ( أبوغريب ) ، حيث تمت عمليات اغتصاب منظمة للنساء العراقيات ، وهتك لأعراض الرجال العراقيين الذين استغلوهم فيما بعد ودرّبوهم ليكونوا زعماء التنظيمات الارهابية التي اطلقوها في العالم ، وكان أشهرهم المدعو ( أبو بكر البغدادي ) ، إضافة إلى استخدام الكهرباء والكلاب وكافة وسائل التعذيب ، فقد مارس الجنود الأميركيون 13 طريقة في تعذيب السجناء العراقيين تبدأ من الصفع على الوجه والضرب ، وتنتهي بالاعتداءات الجنسية ، واللواط ، وترك السجناء والسجينات عرايا لعدة أيام ، وإجبار المعتقلين العرايا الرجال على ارتداء ملابس داخلية نسائية ، والضغط على السجناء لإجبارهم على ممارسة أفعال جنسية شاذة وتصويرها بالفيديو ، كما كانوا يجبرون السجناء العرايا على التكدس فوق بعضهم بعضاً وتصويرهم .
كانت ثمرة الحروب الأوروبية خارج أوروبا أن أصبحوا ( هم العالم ) وذلك بامتلاكهم لمعظم الأراضي اليابسة في العالم ، فهم اليوم يملكون القارة الأمريكية بجزئيها الشمالي والجنوبي ( اللاتيني ) بعدما أبادوا سكانهما الأصليين ويملكون أستراليا بعد إبادة سكانها الأصليين كذلك ويملكون شمال قارة آسيا بكامله ، حيث تمتد روسيا من شرق أوروبا لتلتقي مع أمريكا ( وما لا يعرفه الكثيرون أن المسافة بين أمريكا وروسيا هي أقل من أربعة كيلومترات فقط ) .
والإنجليز الذين يحكمون بريطانيا يملكون 16 دولة أخرى ، بالرغم من أنها مسجلة أممياً كدول ذات سيادة ، ولكنها عملياً تقع تحت سيادة التاج البريطاني ، وتسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية ، أشهرها كندا وأستراليا وجامايكا .
كما أن للفرنسيين أراضٍ شاسعة حول العالم تشكل 13 اقليماً موزعة في قارات العالم المختلفة ، وتسمى أقاليم ما وراء البحار الفرنسية .
والأعجب أن دولة صغيرة ، وشعباً صغيراً مثل الدنمارك يمتلك مناطق خارج أوروبا أكبر من دولته بعشرات المرات ، مثل ( غرينلاند ، وجزر الفاو ) . وبذلك يتبين أن الأوروبيين يملكون ويستغلون مساحات هائلة بشعوبها تفوق حاجتهم بأضعاف كثيرة ومعظمها من أغنى المناطق في العالم ، و يمتلكون كميات هائلة من الثروات التي لا تنضب ويحققون مقداراً من الرفاهية غير مسبوق على مدار التاريخ بسيطرتهم على العالم وباستغلالهم للشعوب . وهم ما زالوا يعملون على إكمال سيطرتهم على العالم ، من خلال إنشائهم لأكبر حزب سياسي لا ديني في العالم المتمثل بالماسونية العالمية منظمة ( البناؤون الأحرار ) التي ينتمي إليها الكثير من قادة دول العالم ، وكبار رجال المال والأعمال والإعلام فيه ، وهناك منهم كثيرون في السودان اليوم مندسون في مؤسسات الدولة ويعملون على استغلال ثرواته التي أولها الذهب لأن السودان هو على رأس الدول المنتجة للذهب عالمياً ولكن الفقر يجلد كل شعبها المشغول بحروب داخلية وخارجية لاناقة له فيها ولا جمل وأشهرها مشاركة المرتزقة السودانيين بالحرب على اليمن لقاء لقمة يومهم لا أكثر .
كل هذا الانتشار الرهيب نتج عنه استلاب كامل لمحدودية عقولنا محدودية مطبقة ، وعندما ينظر أحدنا إلى الناس في أوروبا أو أمريكا أو آسيا أو أستراليا ، يجدهم يلبسون نفس اللباس ، ويأكلون نفس الطعام ، ويلعبون نفس اللعبة ، ولهم نفس الثقافة ، فيظن أن عليه أن يفعل مثلهم باعتبار أن هذا ما يفعله كل العالم ، ولا يعلم بأنهم ( نفس الناس ) الذين يحملون نفس الثقافة الوحشية وينشرونها في كل هذه القارات .
لقد أصبحت عقولنا أسيرة لهم نجري خلفهم ، ونحتمي بهم من بعضهم ، ومن بعضنا ايضاً وهم يستغلوننا عندما يتنافسون فيما بينهم ، أو عند اختلاف وجهات نظرهم في قضايا تخص صراعاتهم على مصالحهم ، فيضغطون على بعضهم بدعم منظمات تابعة لهم جنّدوا فيها أناساً من غير شعوبهم هنا أو هناك .
نحن في أمس الحاجة اليوم لأن نحرّر عقولنا التي لا تسمع ولا تبصر إلا ما يرونه وما يسمحون لنا برؤيته وهذا هو التحرير الذي نعنيه ، وهو تحرير لا يشبه تحريرهم الذي يقوم على الإبادة الجماعية ، وسحق الآخر واستئصاله ، لأننا نتبع لدين الإسلام في رسالاته ( الموسوية والمسيحية والمحمدية ) الحقيقية وهو الإسلام الذي كرّم الإنسان ورفع من قدره كما أنه دين جعل من تحرير العبيد عبادة ، ومنع قتل النساء والأطفال في الحروب ، وأوجب حسن معاملة الأسير :
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
دين سماوي وإلهي كان نبيُّ الله و رسوله يقول لأصحابه في الحرب :
( انطلقوا باسم الله لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة ....)
كمايؤكد بالقول :
(استوصوا بالأسارى خيراً) .
- فهلا حرّرنا عقولنا وأفكارنا من ظلامية السيطرة الأوربية لننشر رسالتنا الحضارية والإنسانية التنويرية التي هي رسالة الخير والمحبة والسلام .