ترقب الجميع تشكيل الحكومة الجديدة بشكل مختلف عن كل الحكومات السابقة فى العشر سنوات الماضية، فهذه الحكومة تأتى فى ظروف إقليمية صعبة، وأزمات اقتصادية ضاغطة، وتسونامى أسعار يكتسح العالم كله، وحروب فى عدة مناطق ملتهبة، تتدخل فيها قوى كبرى، وتايكونات اقتصادية ضخمة، كل هذه العوامل جعلت من تشكيل هذه الحكومة حدثاً مفصليا.
وفرضت على الاختيارات فلسفة لا بد أن تتماشى مع المرحلة، وبصمة لا بد أن تكون مختلفة ومتفردة وجديدة، من هنا كان الاهتمام الشديد، الذى جعل الجميع يلهث ويخمن ويتنبأ، ما هى تلك الفلسفة؟، التنقيب عن روح جديدة، وطموح جديد، أسماء جديدة على سبيل المثال؛ وزير ثقافة شاب د. أحمد هنو يأتى من خلفية فنية وجامعة شابة جديدة.
وزيرة تضامن اجتماعى د. مايا مرسى كانت فى قمة نجاحها أثناء توليها رئاسة المجلس القومى للمرأة، وكانت لديها رؤية مختلفة لدور الفن ودعمته بكل قوة، وأنتجت مسلسل كارتون أطفال ناجحاً ومؤثراً، وهو مسلسل نورا، ووقفت سداً منيعاً أمام أى محاولة لتهميش المرأة وممارسة العنف ضدها من أى شخص.
وزير خارجية هو السفير بدر عبدالعاطى، الذى عرفته عن قرب أثناء زيارات متعددة لألمانيا وبلجيكا، منتهى النشاط ونبل الأخلاق والفهم والوعى السياسى والوطنية، كان فى بؤرة الأحداث فى مقر الاتحاد الأوروبى أثناء أزمات وشائعات تعرضت لها مصر فى أثناء توليه المنصب هناك فى بروكسل، وكان خير مدافع عن مصر وسمعتها وصورتها.
وزير مالية د. كجوك، خبرة اقتصادية هائلة، ومرونة عقلية وروح شابة، الاهتمام بالاقتصاد والصحة والتعليم ظاهر جداً فى الاختيارات، وزير التعليم خبرته وشهادته من هارفارد، وزير الصحة أيضاً قامة علمية كبيرة فى مجاله، ولديه جسارة على مواجهة ديناصورات داخل المجال تحاول أن تبيع الوهم للناس، فقد أغلق أكثر من مركز وهمى للأعشاب والدجل الطبى.
ونتمنى أن يواصل لأن المشكلة كبيرة وكارثية من تجار الوهم الطبى، المطلوب من الحكومة الجديدة: جذب الاستثمارات وفتح الطريق أمام المستثمرين، وتحطيم العوائق الروتينية، رفع الوعى ودعم التعليم وثورة فى المناهج وتأهيل المدرسين، عدالة ضريبية، إضافة رئة خضراء لمصر، حل مشكلة الكهرباء جذرياً، استعادة القوى الناعمة الثقافية المصرية.
وجعل ممارسة الرياضة ثقافة يومية لكل مواطن مصرى، الاهتمام بالطفل المصرى من خلال المدرسة والإعلام والنادى وقصر الثقافة والمكتبة، غرس قيم المواطنة واحترام الاختلاف والمختلف، العمل على تنمية وتشجيع السياحة التى تفتح بيوتاً كثيرة فى مصر، وتعتبر طوق نجاة لعبور الأزمة الاقتصادية، محاربة ثقافة القبح والعشوائيات وبث قيم الجمال فى الشارع والشكل المعمارى للبيوت.. إلخ، استكمال شبكة الطرق، والأهم هو التناغم الذى يصنع سيمفونية النجاح.