يعتبر " دوركهايم "البيئة الاجتماعية الإنسانية هي الصلات الروحية الوثيقة و المحددة بخواص تخضع لبعض الأسباب الاجتماعية وعلم الاجتماع عند دوركايم علم يختص بدراسة المجتمعات حيث يماثل الظاهرة الاجتماعية بالظاهرة العضوية...
أي يحذو حذو بعض الذين يجارون العلوم الطبيعية وتطبيق نفس المناهج العلمية على العلوم الاجتماعية ..لكن هذه الخصوصية تبقى محل تردد وتحفظ من قبل العديد من المختصين الاجتماعيين... وفي هذا السياق قد تأثر "دوركايم- بالمجتمع الفرنسي نظرا لتمكّنه من اكتساب مساحات مكنت هذا المجتمع ما يكفي من الحرية الفكرية والمعرفة الواسعة ...كما تأثر أيضا بفلاسفة عصر التنوير أمثال " سان سيمون --ومونتيسكيو-- وجون جاك روسو" فضلا عن إطلاعه عن أفكار بعض المفكرين الألمانيين من أمثال: فاجنرو شمولروفونت ، هذا و ظلّ يؤثر التضامن في حياته كلها وفي فكره الاجتماعي بدل من الصراع المتصل
أما في خصوصية المجتمع يرى أنه مجموعة من العلاقات والروابط الاجتماعية تعمل على ظهور توقعات حول أنماط السلوك ... والمجتمع
وهو نسق منظم يعمل على التوافق والتكيف وأهم صفة مميزة له هو التوازن حيث يشير أن المجتمعات تكون ثابتة ومنظمة إلى أن يقع حدث أو تغير جديد ...
وعندما يحدث تغير ، يعمل المجتمع على التكيف مع الموقف المستحدث كي تتمّ عملية بناء التوازن ...وهذه الفكرة قائمة على افتراض أن المجتمع هو بمثابة كائن .
و يكرس *دور كايم-- مصطلح جديد يسميه الضمير الجمعي وقد أورد هذا المصطلح في كتابه "تقسيم العمل " حيث يعرف المصطلح على انه المجموع الكلي للمعتقدات و العواطف العامة بين اغلب عناصر المجتمع ، و التي تشكل في رأيه نسقا له طابع متميز و يكتسب هذا الضمير العام واقعا ملموسا ، فهو يدوم خلال الزمن و يدعم الروابط بين الأجيال بمعنى أن المجتمع يعيش في داخل ضميرنا .
على الباحث في علم الاجتماع أن يعرّف الظواهر الاجتماعية التي هو بصدد دراستها حتى يُعلم بها الناس إذ لا يستطيع الباحث أن يحلل ظاهرة ما ،دون الإحاطة بمعانيها كما ينبغي عليه أن يقف منذ البداية على الخواص الأكثر ظهورا... أي الظواهر الاجتماعية و الآلية المنهجية التي تساعد على الوصول إلى تحديد الخواص الجوهرية للظاهرة هي الاعتماد على الخواص الخارجية التي تمكنه من الاهتداء إلى الجوهر و عمق المسالة ...
غير إنه من الواجب حصر البحث في طائفة من الظواهر الاجتماعية و يتم على أثرها تعميم البحث على جميع الظواهر الاجتماعية التي لها نفس الخصائص وتتحقق فيها الشروط اللازمة ويجب على الباحث في علم الاجتماع عند شروعه في بحث و تحليل الظاهرة الاجتماعية أن يبذل جهده في ملاحظة هذه الظواهر من الناحية التي تبدو فيها مستقلةعن مظاهرها الفردية
غير أن "سبنسر" أوضح أن كل مجتمع لا يشبه الأخر تماما فهناك فروق بين المجتمعات ترجع إلى الإضطرابات التي تتدخل في خط التطور المستقيم ولاشك أن له دورا هاما في تطور الفكر الاجتماعي يقول --سبنسر "الصدمة قد تفعل بالمرء شيئين
إثنين وهما ، إما أن تدمره أو أن تصنع منه شخصا أقوى تصعب هزيمته "
ولكن ما يمكن ملاحظته هو أن الأزمة الحالية في مهنة علم الاجتماع، حسب جورج غورفيتش (1894 – 1965) تدور حول العديد من الصعوبات أو العوائق التي ليست كلها معرفية، ولكنها سياسية ومؤسستية بشكل أساسي. منها ما يتعلق بالأزمة العميقة للمنظورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات المعاصرة ذات الرؤية المحافظة المتحالفة مع كل أشكال السلطة، أي أنهم إصلاحيون بلا إصلاحات. وبالتالي فإن حالة الانسداد الأيديولوجي، والتوافق الواقعي، والفكر المنفرد هي التي تشكل السياق الاجتماعي لجميع النصوص الاجتماعية
والصعوبة الرئيسية التي تواجه كل المنطق الاجتماعي الحاسم اليوم، سواء كان عالميا أو محليا، هي في واقع الأمر غياب هذا المنظور أو المشروع أو الأفق أو الإسقاط. ومع ذلك، يرى "جان بول سارتر" أن الإنسان هو أول كائن يخطط بنفسه للمستقبل وأنه صاحب تفكير وحرية إرادة واختيار ولا يحتاج إلى موجه فكيف وان كانت المعرفة نفسها تقوم على دراسة العناصر الوجودية في الكون المتداخل أم يحقق نظرة واقعية لمجموعة من الظواهر والسلوكات في عالم متحول ومتغير