الحسين عبدالرازق: يكتب أخرج منها يا ملعون!

الحسين عبدالرازق: يكتب أخرج منها يا ملعون!
الحسين عبدالرازق:  يكتب أخرج منها يا ملعون!
عنوان مقالنا متطابق مع اسم الرواية الأخيرة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين"الله يرحمه ويغفر له".
ربما كان دافعنا نحو هذا الإختيار، هوحالة التطابق الشديد بين ما فعله المغول عند احتلالهم لبغداد وبين ما يجري الآن بحق شعبنا في فلسطين! 
قصف قوات الإحتلال لدور الكتب الفلسطينية، ومراكزها العلمية والبحثية، ليس بالأمر الغريب، لم يحدث نتاج خطأ، أو عدم دقة في التصويب، ولابهدف تخويف أهلنا، أو إشعارهم بالترهيب!
استهداف الكتب والمكتبات، بكل ما حوته من مجلدات، ووثائق نادرة ومخطوطات، هدف أساسي للمستعمرين في كل زمن وحين، أفعال مدبرة، مقصودة مقررة، قديمة متكررة! 
قد تختلف المسميات باختلاف الأزمنة، يذهب التتار ويأتي الصليبيين، يرحل المماليك ويحكم العثمانيين، ولكن يظل الهدف ثابت، حتي وإن اختلفت وسائله! 
درجة هذا الإختلاف أو نسبته، محددة بدهاء المستعمر و "فطنته" ولا تستغربون التوصيف، فليس كل الغزاة حمقي مخبولين، او مختلين أو موتورين، بعضهم كان يملك من الحصافة والذكاء ما ميزهم علي الآخرين! 
عندما احتل"الأوربيون" بلاد العرب والمسلمين، سرقوا الكتب ولم يحرقوها، نقلوها لبلادهم وترجموها، فهموا ما فيها وتدارسوها، عكس ما فعله المغول عند احتلالهم لبغداد، وما يفعله المحتلون الآن بشعبنا البطل في فلسطين  . 
لم يكن هدف المغول حين ألقوا بالكتب إلي مياه نهر دجلة سنة ١٢٥٨م، صنع جسر من "الورق" لتعبر خيولهم عليه، وإنما كان غرضهم طمس الهوية العربية، وتخريب التراث الثقافي والعلمي والمعرفي لجانب مضيئ في تاريخ الإنسانية، لم يكتفوا بإغراق الكتب، وإنما هدموا الدور، ونهبوا ثروات القصور! 
أرادوا إطفاء شعلة الحضارة، وإخماد جذوة المعرفة، وقدكانت علي أوجها، وفي عظيم بلوغها، بفضل علماء المسلمين وجهود العرب النابهين، أما مسألة الجسور، أوتسهيل العبور للخيول، فهو أمر غير معقول، أريد لنا تصديقه دون فهمه وتحقيقه، ولو أعملنا العقل فيه، لطرحنا سؤالاً واحداً من ثلاث نقاط   ...  
_كم من الكتب كان كافياً لامتلاء نهر دجلة؟!
_ أي ورق هذا الذي تحمل قوة دهس الخيول؟ 
_كيف بقي لون النهر (أحمر×أزرق×إسود) لثلاثة أيام كاملة، وهو نهر كبير ومتسع، كما أن مياهه جارية؟ 
كان هدفهم كما قلنا، هو طمس الهوية العربية، وإطفاء الجانب المضيئ في تاريخ الإنسانية!
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا ونصرنا