خط سير العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر تقرير : إبراهيم خليل إبراهيم

خط سير العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر تقرير : إبراهيم خليل إبراهيم
خط سير العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر  تقرير : إبراهيم خليل إبراهيم
 
مصر كنانة الله في أرضه وقد أكرمت كل أنبياء الله والصحابة والسلف الصالح وكل من قصدها  فالعائلة المقدسة التي ضمت يوسف النجار  والسيدة مريم العذراء والطفل المسيح سيدنا عيسى عليه السلام قصدت مصر واستقرت فيها لمدة 3 سنين و 6 شهور .
كان هناك ثلاثة طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر فى ذلك الزمن وتدل المصادر على أن العائلة المقدسة عند مجيئها من فلسطين إلى أرض مصر لم تسلك أى من الطرق الثلاثة المعروفة فى ذلك الوقت لكنها سلكت طريق آخر خاص بها وهذا بديهى لأنها هاربة من شر هيرودس فلجأت إلى طريق غير معروف خط سيره كالآتي : 
 رفح : وهى مدينة حدودية منذ قديم العصور وتبعد عن مدينة العريش للشرق بمسافة 45 كيلو متر وقد تم العثور فى أطلال هذه المدينة على آثار لها صلة بالمسيحية .
 العريش : وهى مدينة واقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وقد تم العثور على بقايا من كنائس فى طرقات المدينة . 
الفرما : هى موقع أثري في غاية الأهمية وتعتبر الفرما من مراكز الرهبنة وقد يزيد من أهمية الفرما أنها كانت المحطة الأخيرة التى حلت بها العائلة المقدسة في سيناء  تل بسطا : هى من المدن المصرية القديمة وكانت تسمى مدينة الآلهه. تقع تل بسطة بجوار مدينة الزقازيق وقد دخلتها العائلة المقدسة فى 24 بشنس وجلسوا تحت شجره هناك . 
الزقازيق : أثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطة 
مسطرد ( المحمة ) : بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق وصلت إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجرة ووجدوا أيضاً ينبوع ماء اغتسل فيه الطفل وأطلق على هذا المكان "المحمة" وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مرة أخرى فى طريق عودتها إلى الأراضى المقدسة . 
 بلبيس : بعد أن تركوا مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحالياً هى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بمسافة 55 كيلو متر .
 سمنود : بعد أن تركوا بلبيس اتجهوا شمالاً إلى بلدة منيه جناح التى تعرف الآن بااسم "منية سمنود" ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود.  
البرلس : بعد أن ارتحلوا من سمنود واصلوا السير غرباً إلى منطقة البرلس ونزلوا فى قريه تدعى "شجرة التين" فلم يقبلهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع" حيث استقبلهم رجل من أهل القرية وأحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم . 
سخا : وهى مدينة سخا الحالية
وادى النطرون: بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينه سخا عبرت الفرع الغربى للنيل حتى وصلوا إلى وادى النطرون وهى برية شيهيت ويضم وادي النطرون أربعة أديرة عامرة وهى : 
دير القديس أبو مقار ودير الأنبا بيشوى ( وهو أقدم الأديرة المشيدة في وادي النطرون ومدفون به قداسة البابا شنودة الثالث ) ودير السيدة العذراء ( السريان ) ودير البراموس . 
المطرية وعين شمس : وهى من أقدم المناطق المصرية وكانت مركزًا للعبادة الوثنية وتوجد بمنطقة المطرية شجرة مباركة تسمى الشجرة المقدسة وسميت بذلك لأن العائلة المقدسة استظلت بها أثناء رحلتها وتوجد حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس شربت منه العائلة المقدسة. والمكان هناك مفتوح للزيارة ويتوافد عليه المسلمين والمسيحيين على حد سواء لما للمكان من طاقة إيجابية وراحة تشعر بها بمجرد الدخول . 
 الفسطاط ( منطقة مجمع الأديان حاليا ) : بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة هناك سكنوا المغارة التى توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية وفيها ويوجد بداخلها المغارة التي سكنوا فيها والبئر الذي شربوا منه وهى أقدم كنيسة في القاهرة ( يقال أن العائلة المقدسة لم تستطع البقاء فى المنطقة إلا أياماً قليلة نظراً لأن الأوثان هناك قد تحطمت بحضرة السيد المسيح ) 
 المعادى : بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط وصلت جنوب القاهرة إلى منطقة المعادى الموجودة حالياً ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة ثم بعد ذلك عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف وهى الآن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة. 
منطقة البهنسا ( المنيا ) : وهى من القرى القديمة بالصعيد إحدى أشهر المناطق الأثرية بمحافظة المنيا كما يقع بها دير الجرنوس 10 كم من مركز مغاغة وبها كنيسة باسم العذراء مريم ترجع إلى القرن 10 الميلادى وتتميز هذه الكنيسة بأن لها 12 قبة طبقاً لعدد التلاميذ الاثنى عشر ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقال أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها . 
جبل الطير : بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم الآن على بعد 2 كم جنوب معدية بنى خالد .  
 بلدة الأشمونيين : بعد أن أرتحلت العائلة المقدسة من جبل الطير عبرت النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين . 
قرية ديروط الشريف : بعد الأشمونيين اتجهت العائلة المقدسة جنوباً إلى قرية ديروط الشريف وأقامت بها عدة أيام ويوجد بالمنطقة كنيسة على اسم العذراء مريم ويقال أنه حدث هناك وقتها كثير من المعجزات وشفى كثير من المرضى . 
 القوصية : عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم أهل المدينة ويقال أن حدث ذلك عندما رأوا معبودهم البقرة ( حاتحور ) قد تحطمت إثر وصول العائلة المقدسة وليست هى مدينة القوصية الحالية وإما هى بلدة بالقرب منها .   
قرية مير : ومن مدينة القوصية سارت العائلة المقدسة لمسافة  8 كم غرب القوصية حتى وصلت إلى قرية مير وقد أكرم أهل مير العائلة المقدسة . 
 دير المحرق : بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية مير اتجهت إلى جبل قسقام وهو يبعد 12 كم غرب القوصية ويعتبر دير المحرق من أهم المحطات التى استقرت بها العائلة المقدسة ويشتهر هذا الدير باسم "دير العذراء مريم " وهو أول دير على اسم السيدة العذراء وتعتبر الفترة التى قضتها العائلة فى هذا المكان هى أطول الفترات التي مكثت بها العائلة في مكان واحد لمدة ( 6 شهور و 10 اْيام ) وتعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله ويعتبر مذبح كنيسة العذراء الأثرية فى وسط أرض مصر أول مذبح حجرى فى المسيحية واطلق عليه أيضا اسم دير جبل قسقام وترجع شهرته بدير المحرق إلى أن الدير كان متاخمًا لمنطقة تجميع الحشائش والنباتات الضارة وحرقها ولذلك دعيت بالمنطقة المحروقة أو المحترقة ومع مرور الوقت استقر لقب الدير بالمحرق . 
أما قسقام فهو اسم قديم منذ عصر الفراعنة وهو يتكون من مقطعين ( قُس وقام ) و( قس ) : هى اسم مدينة اندثرت حاليا ومعناها الديني المكان العلوي ومعناها المدني تكفين أو تحنيط جثة الميت ولفها بالكتان لتحضيرها للدفن و( قام )ة: معناها الديني اللانهاية إلى الأبد ومعناها المدني مكفن ولقرب مدينة قام من منطقة قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بقسقام وبالتالي اشتهر الدير بدير جبل قسقام ويقال أيضا أن قسقام كلمة قبطية معناها مدفن الحلفاء والسبب فى هذه التسمية للمنطقة أن فقراء المنطقة كانوا يدفنون موتاهم بالحلفاء .
 جبل درنكة : بعد مغادرة جبل قسقام اتجهت العائلة المقدسة جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث دير درنكة الذي يوجد به مغارة قديمة منحوتة فى الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخلها ويعتبر دير درنكة هو آخر المحطات التي لجأت إليها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر  ومنه بدأت رحلة العودة مرة أخرى إلى فلسطين بعد علمها بخبر وفاة هيرودس وزوال الخطر عليها .