السلام على كف عفريت بقلم د. محمد ضباشه

السلام على كف عفريت بقلم د. محمد ضباشه
السلام على كف عفريت بقلم د. محمد ضباشه
 
مع دخول عملية طوفان الأقصى في نفق مظلم نتيجة لتعنت القرار الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة  وعدم الرضوح لمطالب العرب بحل الدولتين، وتحول إيران من معرك الظل إلى المواجهة العسكرية  بعد تعدي إسرائيل فى أول أبريل 2024،  على المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق سوريا مما أسفر عن مقتل 16 شخصًا، من بينهم قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري العميد محمد رضا زاهدي وسبعة ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني.، ورفض مصر القاطع  بأي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل  في رفح على الشريط الحدودي، فقد أصبحت اتفاقية كامب ديفيد  على كف عفريت يهمس في أذن السلام بالتخلي عن دورة المتفق عليه، وربما نصحو قريبا على حرب تشتعل في منطقة الشرق الأوسط بنيران الدمار والخراب وعدم الإستقرار. 
وفي حديث له على قناة بي بي سي قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على منع إسرائيل من مهاجمة مدينة رفح الحدودية جنوبي قطاع غزة، في عملية مرتقبة وصفها بـ"الجريمة" جاء ذلك خلال كلمته  أمام اجتماع خاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض، والتي حث فيها الولايات المتحدة الأمريكية على "مطالبة إسرائيل بعدم الاستمرار في هجوم رفح، كما صرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأن من مصلحة الجميع في المنطقة، ومن مصلحتنا، ومصلحة الفلسطينيين، ومصلحة الإسرائيليين، ومصلحة المجتمع الدولي، أن نجد طريقاً لحل هذه المشكلة بشكل نهائي، كما أكد أن "إعلان دولة فلسطينية هو الحل الوحيد الذي يضمن لنا عدم تكرار الوضع نفسه بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام، مشدداً على ضرورة ترجمة ما يدعمه معظم الشركاء في المجتمع الدولي إلى واقع وفعل .
ومن جانبه  شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة وقف الحرب الجارية، محذراً من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية، بما ستسفر عنه من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في القطاع، وكذا على السلم والأمن الإقليميين،  كما اكدت إدارة بايدن دعمها لإسرائيل، ولكنها تعرب على الدوام عن قلقها إزاء الحصيلة الفادحة للخسائر في أرواح المدنيين في غزة، وهي تحضّ إسرائيل على عدم شن هجوم في رفح.
والسؤال الذي يطرح نفسه منذ عدة قرون ولم ولن نجد له إجابة منطقية يقبلها العقل والضمير الإنساني، هل الكيان الصهيوني المحتل (إسرائيل) فوق القانون، وفوق قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، أم أننا لا نملك من القوة لردع هذا الكيان المحتل وتحرير الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967.
هل مجلس الأمن يحمي الحقوق العربية ويستطيع إجبار إسرائيل بتنفيذ قراراته، ام أنه كيان كرتوني لا قيمة له ويعد لعبة يتحكم فيه الدول دائمة العضوية بالفيتو اللعين، وإذا كان الأمر كذلك ما فائدة إستمرار كافة الدول العربية والإسلامية في عضويته  ما دام عاجزا عن رد الحقوق المنهوبة لأصحابها.  
وسؤال آخر يهمس في عقول كل الحكام العرب، متى تقام دولة فلسطين على كامل أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومتى تسترد لبنان مزارع شبعا، ومتى يعود الجولان إلى حضن الوطن السوري، ومتى يكون لنا قوة تستطيع أن تتحدث عن نفسها بالفعل، لا بكلمات الشجب والإدانة.