1: لسانيات التلفظ و المشيرات المقامية :
من المعلوم أن اللسانيات علم إستوى علي أصله من العالم فرديناند دوستوسير الذي يعتبر أنه موسي اللسانيات الحديثة ، حيث أعاد الخصوصية البنيوية للغة بعدما كانت معتمدة علي علوم إنسانية شتى ، و قد إنتهج سوسير موضعا علميا صارما في التعامل مع ظاهرة اللغة في الأجناس الأدبية ، موكدا أن موضوع هذا العلم هو دراسة جميع مظاهر الكلام عند الإنسان و من أجل هذا انكب علي البحث اللساني علي دراسة اللغة الطبيعية البشرية
الجدير بالذكر أن سوسير فصل بين اللغة و الكلام فهو يرى ان اللغة نظام من الرموز المختلفة التي تحيل إلي صور ذهنية و أفكار كما هي نتاج اجتماعي إذ تتظبط فيه قواعد من اللغة و القوانين التي تواضع عليها المجتمع لإستخدام هذه الملكة و إضافة إلي هذا فاللغة تخضع إلي التصنيف و الدراسة و التحليل أما الكلام فهو متعدد الأشكال متباين المقومات متوزع في الأن نفسه في ميادين مختلفة بما فيها الفيزيائي و الفيزيولوجي و النفسي متمنيا إلي ما هو فردي و ما هو إجتماعي ، و لا يتسنى لنا ترتيبه ضمن اي قسم من اقسام الوحدة البشرية لأننا لا نستطيع أن نيتخرج وحداته
يعتبر الشعر الشعبي اكبر جنس أدبي تدخل فيه لسانيات اللفظ خاصة و أنه يخضع لمقومات الكلام الكثيرة فهو التصنيف الدقيق الذي يجده الباحث في صياغتها و أيضا فضل اللهجة الخاضعة في الشعر و المتخصصة في اللغة تتماثل وفق تصويب اللغة و تحليل عناصره و تفسير علاقته بظاهرة فردية عالقة لا تتعارض مع المستوى اللساني الذي يشمل بؤرة الاشتغال علي هذا التصور في الشعر الشعبي مثال
غاب لحبيب من دون لحباب
حاب راد الشغاب
ڨداش حمل غل قلبي لعذاب
نرجاه في بالي يجيني جواب
جاب زادني عتاب
وعلاه ينسي كاين حساب
كتبت عليه في الف كتاب
ناب عندي المناب
بقيت شاهي نبقو احباب
تسبّب كي علم قفل الباب
ذاب كيف التراب
غاب علينا و طوًل غياب
فعل الخير معاها عقاب
شاب فعلي شباب
محبة الناس خير الكساب
مكاتيب تجري معاها اسباب
ساب علاش اغتاب
ينسى خيري طعام و شراب
تعرفيني حايم كيف العڨاب
طاب فوق الهضاب
ماشني سرب معاها أسراب
عندك تظني نكره اڨراب ؟؟؟
خاب طبعو خياب
نعرف فعل سية من صواب
طول العمر
يرد الجواب
معروف شايد في كل بر
عندما تقرأ هذه الكم من الألفاظ اللسانية الخاضعة لاوزان خاصة تحمل إيقاع موسيقي مستوحاة من ملكة شعرية فريدة تجد أن الشعر العامي يعكس محصول معرفي لساني كبير لهذا نجد أن جهود البحث الذي جنته تصورات دي سوسير جاء من منطق تحليلي موضوعي أيضا تخرج اللسانيات طابعها الشمولي و اللاعلمي تسير ظمن سيرورة تحليلية تقوم علي الموضوعية، و تشمل الأساس الايستمولوجي التي الثقت منه إتجاهات لسانية مختلفة ،و من ضمن هذا الاتجاهات ما توجد في خطابات التلفظ اللساني
.