تمكنت حماس فى السابع من أكتوبر من تنفيذ عملية قلبت النمط السائد ولكن ما لم تتمكن القيام به عدم وجود ظهير سياسى كدولة كاملة الأركان يساهم فى إدارة أعمالها ووراء قدرتها على محاربة الجيش الاسرائيلى على الارض وتحت الارض فى غزة وعلى التفاوض من خلال استخدام عدد من الرهائن المحدود الذين تحتجزهم لا تملك حماس القدرة على ترجمة العمل العسكري الى مكسب سياسى للحركه الوطنيه الفلسطينيه
ويعزى ذلك الى حد بعيد إلى ان حماس لم تكن يوما قادرة على شرعية نفسها على الساحة السياسية الدولية فعل الرغم من محاولاتها المستمرة لتحقيق ذلك من خلال خوض انتخابات السلطة الفلسطينية تعديل ميثاقها إلا ان جهودها باءت بالفشل لعدد من الأسباب بما في ذلك معارضة معارضيها وطبيعة ايديولوجيتها وتكتيكاتها وخلافا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تخطت معارضة مماثلة و اكتسبت اعترافا وتمثيلا داخل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عجزت حماس عن احراز تقدم مماثل وعن بناء علاقات وطيدة إلا بعدد قليل من الدول والمجموعات المسلحة
وفى ظل هذا الفراغ السياسى يبذل المجتمع والنشطاء والمفكرون ومجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان والداعمون الدوليين لحقوق الفلسطينيين قصارى جهودهم لإيصال الصورة الحقيقية ومكافحه التضليل ودعم السياسات فى العواصم العالمية وحشد الاغاثة الانسانية الا ان هذه الجهود الحميدة مجزأة وغير منسقة الى حد بعيد وتفتقر إلى قدرة حقيقية على التعبئة والى رؤيه سياسيه توحيدية لا تشكل بديلا مناسبا عن وكيل سياسي منظم وفعال ونحن على وشك كارثة 1948 بل اكثر طراوه وقسوه فماذا جنت حماس من حربها مع اسرائيل ؟
محصلة الأرواح والممتلكات والبنية التحتية فاقت جميع التوقعات لقد جنى الشعب الفلسطيني أكثر من 20 الف شهيد و 70 الف مصاب و15 الف اسير ونصف المباني دمرت بالكامل أو تضررت وتدمير المستشفيات والمدارس بخلاف افتقار الحياة المعيشية الى ادنى مستوى من الفقر والجوع والمرض ونزوح أكثر من 1.7 مليون شخص من سكان غزة وتجمع أكثر من نصفهم على الحدود الجنوبية الملاصقة لمصر ومع استمرار والإصرار على القضاء على حماس قررت اسرائيل نزوح اهل رفح إلى الشمال المنهار استعدادا لحرب اخرى وتدمير جديد وتعرض الآلاف للقتل والتشريد وسط أجواء وبرد قارس وأمطار غزيرة
دخل العنف شهره الرابع فى ظل ازدياد احتمال استمرارانعدام الاستقرار الجيوسياسى بما فيه خطر اتساع رقعة الصراع وعدم اليقين المتزايد لما يخبئه المستقبل سينعكس تداعياته سلبا على الاقتصاد و تؤثر فى القرارات المتعلقة بالانفاق والتوظيف وتردع المستثمرين الاجانب بالاضافة الى ذلك هناك تداعيات مباشرة على الممرات المائية الحيوية تشكل تهديدا كبيرا بالتصعيد فى منطقه تقع فى قلب إمدادات الطاقة فى العالم وعلينا ان ننتظر ما ستسفر عنه اجتماعات القاهرة من نتائج لإيقاف الحرب أو انهائها .