يا أنا من أنا ؟ إنسان أم شبيه له ،عجزت مرآتي عن رؤيتي كما خلقنى الله ، أم من سقطوا مني سهوا غيروا ملامحي ورسالتي فأصبحت عاجزا لا يقوى على مواصلة الحياة ، تتزاحم الأسئلة في رأسي تسألني هل كان السقوط إلى الهاوية بفعل فاعل؟ ومن سقطوا ؟ ولماذا ؟ متى وإلى متى؟ سنظل نسقط كقطع البلور المتناثرة، تلك أسئلة تطل برأسها من قاع عقل يرغب في التحرر من قيود الانغلاق الفكري والتبعية كي يستطيع أن يجد ارتباط بين الظواهر التي تحيط به في بيئة مليئة بالصراعات الطبيعية والبشرية أملا أن يفك طلاسمها لتعود الحياة كما كانت أمنة مستقرة لا تشوبها شائبة.
من الفاعل يا أنا ؟ هل أنا ؟ أجني ثمار ما فعلته عن جهل، أم من أذرع الشيطان التي جعلتنا لأغراض مادية كألة لا شعور ولا إحساس فيها وتخلينا عن إنسانيتنا وكما يقول المثل « وجنت على نفسها مراكش» ، ولماذا سقطوا ؟ هل من مجيب يستطيع أن يحصر أسباب السقوط ويقدمها إلى العقل كي ينتبه من غفلته ويعود الى الصراط المستقيم.
ومتى ؟ منذ زمن بعيد تحسبه بالسنين أو بالقرون فالسقوط لم يكن وليد اللحظة فقد ورثناه فكرا وعملا وسرنا فى دربه حتى وصلنا الى ما نحن فيه نتضرع الى الله أن يزيح عنا البلاء، وعجزنا أيضا أن نفتش عن الأسباب، يالها من حكمة بالغة فقد خلق الله الإنسان ضعيفا ولكنه يركب على أمواج الكبر والغرور وظن أنه ملك الأرض وما عليها وهو عند الله لا يساوي جناح بعوضة.
هل كانت كورونا وباء لتغير شكل العالم وإعادة التوازن الإلهى الى الأرض لتحيا قيم العدل والمساواة والمحبة والتسامح من جديد أم مازالت عقولنا عاجزة عن فهم محتوى الرسالة ونسمع ما يذكرنا به العقلاء دون جدوى.
هل ما نشاهده على مدار اليوم والساعة من هدر كرامة الإنسان تارة بالغلاء وتارة بالقتل والحرق والتعذيب والتشرد وتارة بالإرهاب الدولي الذي تمارسه اسرائيل لقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ليس كافيا كدليل على أننا سقطنا سهوا من النفس المطمئنة والنفس اللوامة وارتبطنا دائما بالنفس الأمارة بالسوء.
يقولون سقطوا ليس سهوا بل عمدا لسعى الإنسان اللاهث خلف المادة وحب التملك من يرفعون شعار الشيوعية لا اله الا المادة
ويقولون سقطوا سهوا لأننا مزقتنا الفرقة والحدود والديانات والقوميات والملات والعقائد فلم ننتبه للسقوط الا بعد فوات الآوان.
ويقولون أهل الدين سقطوا عندما ابتعدنا عن الله وتعليمات السماء وظل يحكمنا قانون الأرض وهو معصب العينين.
ويقولون ان عادوا عدنا ويلبسون الحق بالباطل وأقول إذا عدنا عادوا لأننا نملك مفاتيح عودتهم ، فهل تستطيع أن تعرف من هم الذين سقطوا فى قاع الأنا ؟ وإن عجزت عن الإجابة عليك الإستعانة بصديق للبحث فى قاموس القيم.