لا أصدق أنني أكتب عن نهاية عام 2023 وبداية عام 2024؛ أشعر وكأنه الأمس عندما كتبت نهاية عام 2022 وبداية عام 2023 وكأن الزمن يلهو بنا يغافلنا ويسرق من أيامنا ؛ أرى أمامي وجه أبي وجدي وكأنهما يقولان لي من يستطيع أن يقبض على الأيام؟! ؛ من يستطيع أن يوقف دوران الأرض أمام قرص الشمس وحول نفسها لتعد على عداد الزمن؟! ؛ إن كنت تستطيع فافعل وإن لم تقدر فارضى واضحك وقل لها دوري لن توقفك أي قوة على الأرض ! ؛ عام 2023 وآخره ؛ عام يحمل من الأحداث ما يثير الضحك وما يستدعي البكاء وما يضع علامات الاستفهام كثيرة وما ينهي الكلمات بعلامات من التعجب تمتد إلى مالانهاية . لكن ما سأبدأ به هو مناسبة تختلف تماما عن كل الأحداث ؛ مناسبة ننتظرها كل عام ؛ مناسبة تعطي وتهب النفس الفرحة والسعادة والبشرى وتأخذنا دائما إلى أفق السلام الذي نرجوه أن يحدث على كل العالم الذي يجب أن يقتدي بسلام ملك السلام السيد المسيح ؛ دائما يأتي الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بين نهاية العام وبداية العام الجديد ؛ يُحتفل به في العالم الغربي في الخامس والعشرين من ديسمبر وفي العالم الشرقي في السابع من يناير من العام الجديد ؛ قد يختلف الاحتفال به بين مكان وآخر لكن الميلاد واحد ؛ أٌفضل أن أكتب عنه في الوسط بين الاحتفالين الغربي والشرقي ولست أعلم هل توحيد موعد هذه المناسبات الجوهرية يعتبر صعبا ؟! أم الصعب هو تغيير العقول لتفهم أن التمسك بأشياء تقليدية في مناسبات جوهرية لا معنى له ولا يضيف إلى العقيدة أي شيء؛ لكن الإضافة الجميلة تأتي من توحيد هذه المناسبات؛ أرجو أن تتوحد الأعياد سواء الميلاد أو القيامة لأنهما لرب واحد هو السيد المسيح له المجد.
خواطر في عيد الميلاد المجيد.
****************** ****
عندما أتأمل في هذه المناسبة الجميلة والعظيمة وهي ميلاد السيد المسيح ؛ ينطلق فكري نحو النجم الذي ظهر في المشرق وشاهده " المجوس " وساروا معه حتى وصلوا إلى أورشليم يسألون عن المولود ملك اليهود الذي ظهر نجمه في المشرق ؛ أكمل المجوس رحلتهم إلى بيت لحم اليهودية حيث ولد يسوع المسيح بعد أن أثاروا القلق والاضطراب في رأس هيرودس الملك عندما أخبروه بأن هذا النجم يعني أن هذا المولود سيصبح ملكا لليهود ؛ أكمل المجوس رحلتهم إلى بيت لحم حيث يسوع المسيح وسجدوا له وقدموا له هداياهم من الذهب واللبان والمر وكل واحدة من هذه الهدايا لها رمزها ؛ المجوس كانوا من أتباع " زرادشت " وهم من الكهنة والحكماء وعلماء الفلك وكان لهم اهتمامهم الكبير بدراسة النجوم وحركتها ولهذا أثار النجم الذي ظهر في المشرق والمخالف لكل النجوم انتباههم ودهشتهم فتتبعوه حتى وصلوا إلى السيد المسيح في بيت لحم وقدموا هداياهم من الذهب لأنه الملك والمقصود الملك السمائي وليس الأرضي واللبان رمز الكهنوت والمر إشارة إلى عذاب الصلب ؛ من المؤكد أن هذا كله كان بوحي أو قوة دفعتهم لهذا السلوك لأن المولود لم يكن عاديا ؛ بل هو الأبن الكلمة الذي أتى ليكون نبيا معلما مخلصا للبشرية من خطيئتها الأولى .يأخذني التأمل إلى كيفية ولادة السيد المسيح؛ لماذا حُبل به بالروح القدس من عذراء طاهرة وهي السيدة مريم العذراء ؟! ؛ هل لأنه إنسان عادي أو مجرد نبي من الأنبياء ؛ لماذا لم يُحبل به كما جاء كل البشر والأنبياء منذ أول النسل ؟!؛ لماذا اختيرت الأم بعناية إلهية لفتاة نُذرت للهيكل منذ طفولتها وهي الفتاة مريم ابنة القديس يواقيم والقديسة حنة ؛ كيف يتم الحمل بالروح القدس وليس بالزواج العادي بين رجل وامرأة ؛ لماذا يأتي ملاك من السماء وهو جبرائيل ليبشر السيدة العذراء بهذا المولود الذي حبلت به بالروح القدس ؟! ؛ ماذا نقول عن نبوءة سمعان الشيخ للسيدة العذراء الذي أوحي إليه بها بأنه لن يموت قبل أن يرى مسيح الرب ؟! ؛ كيف نصف عقلية هيرودس الملك التي ملأها الرعب والجنون عندما سمع عن ولادة الطفل يسوع المسيح الذي سيكون ملكا على اليهود فأمر بقتل كل أطفال بيت لحم من سن سنتين فدون آملا أن يكون بينهم الطفل يسوع ؟! ؛ لماذا كانت الأصنام تهوي في كل مدينة في مصر دخلتها السيدة العذراء والطفل يسوع وقد أوحي للقديس يوسف النجار في حلم بأن يأخذ الطفل وأمه ويهرب إلى مصر من وجه هيرودس الملك ؟! . تأملات كثيرة وخواطر أكثر يمكن أن تملأ الكتب عن ميلاد السيد المسيح الكلمة؛ الذي ولد ليكون معلما نبيا فاديا للبشرية؛ الأبن الكلمة المساوي للآب في الجوهر ولاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين أثناء وجوده معنا على الأرض وحتى صليب الفداء؛ كل عام وجميع العالم بخير بصفة عامة؛ ومصر بصفة خاصة التي نالت من البركات الكثير والعائلة المقدسة تسير في وسطها وتمضي بها ثلاث سنوات تقريبا متنقلة حتى وصلت إلى جبل المحرق بأسيوط وكل مكان حلت به تركت لنا شيئا يذكرنا بهذه الرحلة المقدسة. في هذه المناسبة رنمت الملائكة السمائية "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ". في هذه المناسبة الجميلة أقول للعالم كله كل عام وأنتم بخير وأعاده الله على الجميع بالخير والبركات مشمولين بسلام ملك السلام.
الرئيس السيسي رئيسا لمصر
**********************
كم سررت بالمهرجانات الانتخابية في دول المهجر لاختيار رئيس مصر التي تبرهن على أن من هاجروا للبحث عن الأفضل بالنسبة لحياتهم لم ينفصلوا عن وطنهم؛ بل هم معه دائما قلبا وقالبا وفي كل المناسبات؛ وكم سرني الدور الفعال الذي قامت به الكنائس في كل دول المهجر من أجل أن يذهب الجميع للإدلاء بصوتهم في اختيار رئيس مصر وخاصة في هذه الفترة الحساسة ليس بالنسبة لمصر فقط، بل للعالم كله؛ لقد كانت الثلاثة أيام الأولى من شهر ديسمبر الحالي مهرجانا انتخابيا للمواطنين المصريين في الخارج؛ سأقول لمصر مبروك لتولي الرئيس السيسي لفترة ثالثة حتى قبل أن تظهر النتائج ليس كوجهة نظر البعض الذين لا تزال نظرتهم نحو الانتخابات الرئاسية نظرة قاتمة عششت في رأسهم منذ ثورة 23 يوليو 1952 وكيف كانت النتيجة تُحسم قبل أن تجرى الانتخابات ؛ نعم هذه المرة محسومة أيضا قبل أن تجرى بالرغم من وجود أكثر من مرشح على الساحة الانتخابية ؛ لكن حسمها كان بالعقل وليس بالنتائج المضللة ؛ مع احترامي لجميع الذين تقدموا للمنصب ؛ أقول أن حسمها جاء بالعقل لمن أدلى بصوته للرئيس السيسي ؛ ولكى يكون القلم صادقا وهو ما أعتدت عليه يجب أن أعود إلى ما ذكرته وكتبته في كل مرة كنت أكتب عن الوطن وأحواله وهو أن ما حدث بالنسبة للاقتصاد في مصر وخاصة ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بطريقة غير مسبوقة هو نتيجة لارتفاع الأسعار العالمي كجزء من الأزمة والجزء الثاني نتيجة التوسع في الأعمال الإنشائية الذي جاء على حساب الحالة المعيشية للمواطن ؛ أيضا كجزء ثالث قد يتساوى مع الجزئية الثانية وهو الرقابة الهشة أو انعدام الرقابة على العاملين والأسواق ؛ وليس ببعيد عنا الفساد في وزارة التموين وكان على قمته ارتفاع بعض السلع بطريقة جنونية بل واختفائها ؛ وإن كان هذا الفساد طفا على السطح فلا يزال الكثير تحت السطح ونتمنى أن تُستغل هذه الفرصة وتراجع كل الجهات التي تتحكم في لقمة العيش للمواطن وخاصة التجار والباعة الذين ألقوا بضمائرهم أسفل النعال ؛ لكن هذا ليس معناه أن نصاب بالعمى العقلي والفكري بل والبصري ونتوقف عند هذه الإشارة ونتجاهل ما تم في الفترة السابقة وأثناء حكم السيسي والذي من أجله الآن قلنا نعم لفترة رئاسية جديدة ونقول مبروك له ولمصر فوزه في الانتخابات حتى قبل أن تحسم النتيجة النهائية لعلمنا بأن انتخابه واجب بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولعلمنا أن كل مصري يريد الخير لوطنه وهم الأغلبية سيقول نعم وبملء صوته لأن العقل يقول هذا قبل العواطف ؛ العقل الذي يرى ما فعله الرئيس السيسي في الفترة السابقة والعقل الذي يعرف أن المرحلة القادمة هي في أشد الحاجة لفترة جديدة من حكمه وأنه قادر على أن يصحح أي خطأ غير مقصود حدث في الفترة السابقة وأن يأتي بالأفضل للشعب من حيث الناحية الاقتصادية والمعيشة ؛ ولا يغيب عن أبصارنا أبدا الوضع الذي أصبحت عليه مصر أمام العالم كله ؛ العالم كله يعرف مصر الآن بل ويقدر مواقفها ولا يغيب عن الجميع موقف مصر في الحرب الدائرة في غزة الآن ودورها الإنساني الذي أشاد به العالم حيال هذه الحرب الدموية وموقفها من رفع أصبع التهديد أمام أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء أو الأردن وموقفها الأخلاقي أمام المساعدات الإنسانية لشعب غزة ؛ لن أكون مبالغا إذا قلت أنه لوقت قريب وأقصد إلا ما قبل تولي الرئيس السيسي الحكم كانت بعض الدول لم تسمع عن أسم مصر ؛ لكن الآن أصبحت مصر نجمة مضيئة على خريطة العالم ؛ في نهاية كلماتي أقول للشراذم المتبقية من عهد الإخوان عودوا إلى عقولكم لأنه ليس لعقولكم المتمسكة بمحاولات هدم الوطن وكل ما هو مصري مكانا بين شعب ضحى بالكثير والكثير من أجل حروف كلمة مصر وأنه يعرف تماما الآن ما هو الصالح لوطنه والصالح لهذه الفترة هو وجود رئيس في حجم الرئيس السيسي على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي ؛ حفظ الله مصر وشعبها وكل من يعرف معنى ويقدس كلمة " وطن " . أكرر مبروك للرئيس السيسي ولمصر ووفق الله كل خطاه.
الدماء في عام 2023
****************
شيء محزن أن تكون كل هذه الدماء في عام 2023 ؛ دماء لا تزال مستمرة بين روسيا وأوكرانيا ؛ دماء في السودان وللأسف في البلد الواحد والشعب الواحد ؛ الدماء الأكثر احمرارا بين فعلة حماس الغير محسوبة النتائج ولم يكن هناك ما يدفع لهذا الإرهاب وقتل المدنيين والنساء والأطفال بهذه الطريقة الوحشية والتي أدت إلى هذا الهجوم على شعب غزة وأيضا قتل المدنيين والنساء والأطفال بطريقة وحشية ؛ كما قلت سابقا وأكررها دائما أن الفعل من حماس كان قبيحا وجاء رد الفعل أقبح ؛ الدماء التي سالت في إسرائيل أو غزة لا مبرر لها ؛ ولو فكر فيها حتى الجاهل لعلم أن حماس لا يهمها فلسطين ولا شعب غزة ؛ وكل من يدافع عن الإرهاب هو أعمى متعصب لا يفرق بين الصواب والخطأ ؛ القضية الفلسطينية لن تحل بالدماء ؛ لكن تحتاج إلى تضامن كل الدول العربية بطريقة جادة وقوية وأعتقد أن هذا التضامن سيجد من يتحالف معه من دول العالم الحر نحو حل سلمي لفصل الدولتين والعيش لكل منهما في أمان ؛ أعيد ثانية تضامن كامل بين الدول العربية بصفة دائمة بخصوص هذه القضية وليس كزوبعة في فنجان سرعان ما تهدأ بل تصمت تماما كم اعتدنا ؛ المطلوب التضامن أمام كل المحافل السياسية وكل المناسبات والفرص المتاحة ؛ لإثارة هذه القضية حتى الوصول إلى مفاوضات بطريقة جادة ومستمرة لا تنفض إلا بالوصول إلى حل للدولتين . للأسف عام دموي فليس كل ما ذكرت هو الواقع؛ بل لو ألقينا نظرة على خريطة العالم ستبرز الكثير من الدمويات بين انقلابات وما يتبعها من الدماء أو معارك وقتية أو مستمرة أو أحداث إرهابية؛ البعض يفسر ما يحدث أنه نهاية العالم؛ لكن في الحقيقة هو نهاية العقول ؛ نهاية الرغبة في أن يكون السلام هو الأقرب والمتحدث دائما وهو الذي يفرض سطوته ؛ سطوة تختلف تماما عن صوت القنابل والصواريخ والقتل بأعصاب باردة لم نسمع بها حتى بين وحوش الغابة ؛ أعتقد أن نهاية العالم ستأتي بسبب العقول البشرية المنتهية الصلاحية ؛ ولن يتبقى سوى أحد الرجال وامرأة واحدة من أي عقيدة أو لون أو جنس ؛ يفكران في بدء عالم جديد ربما يكون عالما أعقل وبشرية بيضاء وليست حمراء دموية !!!!. كل الأمل والرجاء في أن يكون عام 2024 عاما تغتسل فيه العقول من الدماء ويفكر الجميع في عالم تسبق فيه الحكمة جنون القتل ويحل سلام ملك السلام.
_ مؤتمر المناخ 28 COP28
************************
من القرارات العالمية الهامة التي أحاول أن أتتبعها دائما هي قرارات مؤتمر المناخ ؛الذي يعقد في نهاية كل عام تقريبا منذ عام 1996 ؛ لأرى المتغيرات نتيجة لهذه القرارات ؛ وفي الحقيقة وأقولها بمنتهى الأسف أنني يمكن أن أقول بمنتهى الأريحية أنه بالرغم من هذا الكم من المؤتمرات إلا أن النتائج حتى الآن لا يعتز بها كثيرا ؛ وأتمنى أن تكون قرارات مؤتمر هذا العام وهو رقم 28 ذات فعالية إيجابية وجدية نرى نتائجها على الواقع الفعلي ولا تلحق بغيرها ، وأن يُفعلَ الحد الأدنى منها على الأقل ؛ انطلقت أعمال المؤتمر الخميس 30 نوفمبر لعام 2023، في مدينة إكسبو دبي، وسط مشاركة دولية واسعة، وتسلمت دولة الإمارات في بداية الفعاليات رئاسة المؤتمر من مصر التي ترأست النسخة الـ 27 من المؤتمر العام الماضي ؛ نقطتان قد تكون من أهم فعاليات مؤتمر كوب 28 ؛ الأولى هي إحياء ووضع نظام تشغيل صندوق التعويضات الدولي والذي يتيح المجال لدعم دول الجنوب، وتعويض الدول الأكثر تضررًا من تغيّرات المناخ خاصة لأن الدول الفقيرة هي الأكثر تضررا ويقع على عاتقها مواجهة أخطار هذه التغيرات ؛ ساهمت الأمارات فيه بجانب كبير وساهمت فيه أيضا الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وألمانيا ؛ وارتفعت حصيلة الصندوق بما يبشر بالأداء الفعال له على مستوى العالم وبالأخص الدل الفقيرة . والنقطة الثانية هي الإلزام بتقديم تقرير كل عام عن الخطوات الفعلية التي اتخذت من كل دولة للتقليل من الأسباب التي تؤدي إلى التغيرات المناخية ؛ وأرجو للمناقشة التي تمت بطريقة مباشرة وجدية هذا العام بخصوص المحروقات ذات التأثير السيء على المناخ مثل الفحم والنفط والغاز أن تأخذ طريقها التدريجي للحد من خطرها ؛ بالطبع أقول طريقها التدريجي لأنه حتى الآن تعتبر هذه المحروقات من أساسيات التشغيل في الكثير من بلاد العالم ؛ كم أرجو أن ينتبه العالم للتغيرات المناخية بطريقة أوسع وأوسع وبطريقة جدية والتي تزداد نتائجها السيئة بل السيئة جدا من عام لآخر ؛ فهذا أفضل من الحروب والمعارك التي اصطبغت بها خريطة العالم بل هي أحد الأسباب التي تساعد على هذه التغيرات بالغازات المنبعثة من المتفجرات ؛ القرارات الإيجابية التي اتخذت في مؤتمر هذا العالم أرجو أن نراها على الواقع والتنفيذ وليست كسابقتها وكم أرجو أن يعود العقل إلى العالم ويعلم أن السلام الهارب هو الآفة التي تقرض كل بوادر الخير في أي اتجاه .