د. محمد ضباشه يكتب : مصر أم الدنيا

د. محمد ضباشه يكتب : مصر أم الدنيا
د. محمد ضباشه يكتب :  مصر أم الدنيا
 
منذ إنطلاق عملية طوفان الأقصى من غزة ضد الكيان الصهيوني المحتل يوم السابع من أكتوبر الماضي ومصر تقف بكل ما لديها من أوراق للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف المجازر التي ترتكب في حق المدنيين في قطاع غزة ومطالبة المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته تجاه انتهاكات العدو الغاشم وأن ما ارتكبه من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المستشفيات والمساجد والمباني فوق رؤوس قاطنيها ما هي إلا جرائم حرب يجرمها القانون الدولي والضمير الإنساني. 
ومنذ اللحظة الأولى من نشوب الحرب بين الجانبين  ناشدت مصر الجميع بضبط النفس حفاظا على أرواح المدنيين وقامت بإجراء اتصالات مكثفة مع قادة حماس والجانب الإسرائيلي لمنع التصعيد وصولا إلى منع خروج الأجانب من قطاع غزة عبر معبر رفح، إن لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات للقطاع وقد تم بالفعل دخول المساعدات ومازال المعبر مفتوحا لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية التي تقدمها بعض الدول العربية والأجنبية. 
وبعد أن رفض العدو الصهيوني مطالب مصر للتهدئة ووقف نزيف الدم قامت مصر بسحب سفيرها من إسرائيل احتجاجا على تعنت قادة إسرائيل واتباع سياسة الأرض المحروقة في غزة لهروب سكانها إلى سيناء واعتبارها وطن بديل تنفيذا للمخطط الصهيوني السابق الإعلان عنه وعلى عهدة وزيرة الإستخبارات الإسرائيلية، وبعد اشتعال المظاهرات في مصر ومطالبة الرئيس السيسي بطرد السفير الإسرائيلي من مصر قامت الخارجية الإسرائيلية بسحب السفير وطاقم السفارة من مصر والمملكة المغربية الشقيقة. 
وفي جلسة مجلس الأمن الأخيرة طالبت مصر المجتمع الدولى بالضغط على اسرائيل لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وفي كلمته قال السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، أنه يجب محاسبة المسؤول عن الجريمة البشعة الممثلة فى قصف مستشفى المعمدانى فى غزة، وأن مصر ستعمل على تحقيق ذلك. 
ومنذ أيام قامت مصر بفتح معبر رفح لمصابي غزة  وعلاجهم بالمستشفيات المصرية وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم ومرافقيهم.  
وفي كلمته شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة بقاء سكان غزة على أرضهم في القطاع، محذّرا من أن خروجهم قد يؤدي إلى "تصفية القضية" الفلسطينية، وطالب إسرائيل بتجنب استهداف الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتى يتسنى إيصال المساعدات الدولية  إلى القطاع، وأن مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية وسوف تبذل قصارى جهدها من أجل إحلال السلام في المنطقة.