فرح هنا، وهناك قام المأتم، شعب ينوح وآخر يترنم! بعيداً عن انتقاد مواقف الغير، وتصرفات الغير، ومواسم وحفلات واحتفالات الغير نقول .. إن ما فعله الفنان محمد سلام، يستوجب الإشادة، والثناء، واستجلاب الدعم والدعاء لفنان شاب أقدم علي فعل شيئ صعب في ظل ظرف صعب، وزمان تفوق في قسوته علي كل ما هو صعب!
استطاع الفتي سلام ان يثبت لنفسه وللجميع، أن الاعتبارات الإنسانية، لا زالت باقية وقادرة علي أن تسمو فوق كل المغريات .
هو يعلم مسبقاً أن قراره قد يكلفه حرمان كامل من المشاركة في أي فعالية فنية تقام مستقبلاً هناك، يعلم أن قراره قد يحرمه حصد المزيد من نقاط الشهرة، وكسب الكثير من الأموال، يعلم أن قراره قد يعرقله، أو ربما يعطله عن الإنطلاق و اللحاق بقطار النجومية السريع، لكنه لم يكترث! تغلب صوت الضمير فيه علي كل ما ذكرناه الآن وأيضاً مالم نذكره، ونحن بدورنا نشكره!
ترفّع سلام فوق أي اعتبار وكل اعتبار وكان قراره بالإعتذار قرار جريئ لفنان جريئ .
برافو محمد سلام ...
لقد أعطيت درساً قاسياً لنظرائك من الفنانين الشباب، وليس فقط الفنانين، بل ليس فقط الشباب، وانما كل الذين ارتأوا أن في الحصول علي الأموال بأي شكل، وتحت أي ظرف، وبأية وسيلة، وعلي أي حال، غاية تهون في سبيل تحقيقها كافة القيم والمشاعر الإنسانية، والمواقف الوطنية، فآثر بعضهم الانحناء وتقديم الدنيّة! ما فعله سلاّم يتماهي تماماً ويتوافق مع ما فعلته الكبيرة مصر، حين ألغت الحفلات والمهرجانات، والعديد من الفعاليات تضامناً مع أشقاءنا في فلسطين، فرّج الله كربهم، وأعانهم ونصرهم .....
لمصر تعظيم سلام، وتحية كبيرة لسلاّم ....
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا ونصرنا .