كبسولة فلسفية .. الأتراكسيا والآباثيا بقلم/ محمد جادالله

كبسولة فلسفية .. الأتراكسيا والآباثيا بقلم/ محمد جادالله
كبسولة فلسفية .. الأتراكسيا والآباثيا بقلم/ محمد جادالله
 
بينت لنا المدرستان الأبيقورية والرواقية أن الإنسان لكي يصل إلى السعادة لابد له أولاً من الوصول إلى حالتين شعوريتان تمكنه من بلوغ السعادة هما الأتراكسيا ἀταραξία – Ataraxia (وهي حالة من السكينة والطمأنينة وتعنى الخلو من الهموم والمشاغل) والآباثيا Άπάθεια – Apathia (أي اللامبالاة).
حيث وجدت الأبيقورية أن هناك مخاوف تمنعهم من الوصول إلى الأتراكسيا ومن ثم بلوغ السعادة. وهذا ما بينه لنا ابيقور من خلال التحرر من مجموعة من المخاوف تعترض سعادة الفرد وتعوق وصوله للأتراكسيا وهي: التحرر من الخوف من الآلهة – التحرر من الخوف من الطبيعة (أي من الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والصواعق والسيول والانفجار البركاني) – التحرر من الخوف من الموت.
أما الرواقية وجدت أن الانفعالات هي حجر العثرة التي تمنعها للوصول إلى الطمأنينة والسكينة، وبالتالي الخلو من الهموم والمشاغل (الاتراكسيا) ومن ثم تحقيق السعادة. لذلك لابد من التحرر من الانفعالات بواسطة اللامبالاة أي الأباثيا (أي نكون غير مباليين بالأشياء العامة).
وختامًا نجد عزيزي القارئ أن فكرة الاخلاق توّجت الفلسفة الأبيقورية والرواقية، فهي تدل على محاولة لإعطاء الإنسان التحكم الكامل بنفسه؛ ثمة علاقة وثيقة بين الاخلاق وتحقيق الأمان الروحي والطمأنينة Ataraxia، كما بين الاخلاق والتحكم بالذات، الذي يساعد الإنسان على التخلص من الرعب الذي مصده الآلهة، والموت، والزمن. أضف إلى ذلك، ان الأخلاق تمثل فن ممارسة الحياة بطريقة صحيحة، وإيجاد السلام الداخلي في كل الظروف، سلام النفس ولامبالاة (الأباثيا) الفكر وذلك عن طريق إبعاد كل شيء بإمكانه أن يقلقه. يجب التذكر بأن الاخلاق الأبيقورية والرواقية تعطي لفكرة الطبيعة دورًا محوريًا، المقصود بها أساسًا هو التزامن والتناسب مع العالم.