من المؤسف أن يكتب قلم عربي عن خلافات عربية عربية أو خلافات بين أشقاء في وطن عربي واحد كان يسمى في الماضي اليمن السعيد الذي نتمنى له أن يعود كذلك في اقرب وقت ، ويذكر أن تلك الخلافات قد تم حلها في القاهرة إبان حكم الرئيس علي عبد الله صالح وقد ذهبت تلك الاتفاقيات بعد ذلك في مهب الريح عند الإطاحة به وبنظامه، وما زال التناحر والقتال على السلطة في الشمال قائما حتى يومنا هذا بالاضافة ألى الفرقة بين قادة الشمال وقادة الجنوب الذين يتعاملون مع بعضهم البعض على أنهم دولتان وليسوا دولة واحدة يرفرف عليها علم واحد.
ومن المؤسف أيضا أن نري مقدرات الشعب اليمنى تهدر هنا وهناك نتيجة الصراعات المسلحة بين ثلاث أطراف هم اشقاء ولكن لكل منهم أجندة خاصة يعمل لصالحها باستثناء القوى الوطنية والجيش اليمني وكل المخلصين من أبناء الشعب الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على دولة اليمن موحدة لا تفرقة فيها بين أهل الشمال وأهل الجنوب.
وعلى الشعب اليمني الشقيق أن يأخذ السودان عبرة ولا يسلك ما سلكه من نزاعات وقتال أدى إلى شطره نصفين دولة فى الشمال وأخري في الجنوب وبعدوا بذلك عن قول الحق سبحانه وتعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم وأصبحتم بنعمته اخوانا …. ».
لهذا ندعوا جميع القوي السياسية في اليمن أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات من أجل الإتفاق على خارطة طريق تراعي مطالب جميع الأطراف كي يعود اليمن لسابق عهده دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وله تاريخ وحضارة يشهد لها القاصي والداني، وبهذا نكون قد فوتنا الفرصة على كل قوي الشر أن تعبث في اليمن الموحد لتمزيقه من اجل أطماع قوى خارجية لها مصالح في اليمن ومن مصلحتها تفتيته ألى دويلات كي يصاب بالضعف ويمكن السيطرة عليه.