الحسين عبدالرازق يكتب : قرار جريئ .. حتى وإن تأخر!

الحسين عبدالرازق يكتب : قرار جريئ .. حتى وإن تأخر!
الحسين عبدالرازق يكتب : قرار جريئ  .. حتى وإن تأخر!
 
يقولون في بلاد الإنجليز، أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل، ونقول نحن في بلدنا "المستخبية تكسر المحرات"، علاقة المثل الإنجليزي الذي ينسبه البعض للشاعر الكلاسيكي القديم "جيفري تشوسر" بالحكمة الريفية المصرية، هو قرار وزير التعليم الأخير بحظر ارتداء الطالبات النقاب، قرار صائب للوزير يستحق الإشادة والمساندة وكل الدعم والتقدير، الاتصال المباشر بين الطالب والمعلم واحد من أهم عناصر إتمام العملية التعليمية، لهذا كان القرار ضروريًا وحتميًا، وقد أحسن الوزير صنعًا باتخاذه،
(ويا ريت يتابع بنفسه خطوات تطبيقه وإنفاذه)!
المثل الإنجليزي واضح وبسيط ومفهوم، شارح نفسه بنفسه، وأي شروحات زيادة مش هيبقي لها لزوم، أما الحكمة الريفية فمعناها بمنتهي الاختصار والبساطة، أنه باستطاعة أي"زلطة" صغيرة مهما بلغ ضعفها وصغر تكوين حجمها، باستطاعتها وبإمكانها أن تكسر المحراث الكبير ما دامت غير ظاهرة ومختفية! أنا لا أقصد هنا تشبيه المنتقبة بالزلطة، "ولو قصدت هذا لقلته"، ولكني استعنت بالحكمة الريفية من أجل تقريب الصورة، فقط لتقريب الصورة، أما أخواتنا المنتقبات فلهن كل الاحترام والتقدير، لأنني حتي وإن اختلفت معهن، حول معتقدهن فيما يخص النقاب، فسأظل أحترمهن وأقدرهن كأخوات كريمات وفضليات مهما اختلفت القناعات!
أنا شخصيًا لست مع ارتداء المرأة النقاب،"هذا رأيي" أنا لا أحبذ النقاب، ولا أجيد التعامل مع المنتقبات، ولن أدعي المثالية وأقول، إنني مع حرية الفرد المطلقة! 
لأنه ليس هناك شىء اسمه "حرية مطلقة"، فحرية الفرد تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين، والفرد لا يعيش في هذا العالم بمفرده، وإنما يحيا وسط جماعة، حقيقة يجب على الجميع مراعاتها، وإدراكها، وفهمها، واستيعابها. من حق أخواتنا من النساء ارتداء ما طاب لهن من أغطية الرأس، وما راق لهن من الأزياء، من حقهن أن يرتدين الحجاب، أو الخمار، أو النقاب، وجميعها في بلدنا متاح، ولكن يظل من حقي أنا أيضًا أن أري وجه من أتعامل معه لكي أستريح وأرتاح، لأنني بالنهاية إنسان يحيا في جماعة، ويحتاج إلى معاملتهم، وأنا لا أجيد التعامل مع"الأشباح"، وأيضًا لا أقصد المنتقبات!
حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا وأعاننا .