هويدا دويدار تكتب : العقول العربية تعيش أزمة عميقة

هويدا دويدار تكتب : العقول العربية تعيش أزمة عميقة
هويدا دويدار تكتب : العقول العربية تعيش أزمة عميقة
إننا نحتاج بشكل مستمر إلى ثورة فى التعليم وطرق البحث العلمى وإمداد العقول بالثقافة لثقل الفكر حتى لا تعيش العقول فى حالة إغراق فى (حروب التفاهات ) وتمييع القواعد حتى نتجنب أن نعيش فى حالة من الجهل والتطرف وأيضا التمكن من التمييز بين النصوص الإلهية التى لا جدال فيها والتراث النبوى ونتجنب التطاول على الرموز وتحويل النصوص المقدسة الى نصوص بشرية تتوافق مع الميول والاتجاهات الفكرية وضرب جهود العلماء الذين طوروا المناهج البحثية سواء فى الدين او العلم الى أدراج الرياح  فمشروع مدعى النوير ومشروع داعش خرجا من بوتقة واحدة وان إختلفت الشعارات والاتجاهات
فالعالم العربى يعيش أزمة عميقة فلا يكاد يمر يوماً إلا وهو غارق حتى أذنيه وهو يعيش حالة خضوع غريبة للإستعباد أو الإحتلال حتى وإن ظهرت الصورة بخلاف ذلك  فنحن نخضع دائما لمخططات إستعمارية ولكن مع إختلاف الصورة  والطرق المعتادة ولكنها بأساليب أكثر نعومة مثل التطبيع مثلا فمثلا دول المال والبترول تقوم بدور الكومبارس فى المنطقة والبطل الحقيقى يتوارى خلف ستار السلام والمصالح المشتركة وتبادل الخبرات فالأمور باتت تفرض نفسها على عالمنا العربى الذى إفتقر بصورة واضحة إلى العقل
فالتغيير الذى يتم دائما يتم شكلى  وليس جوهرى فلا وجود لأى تغيرات جذرية ونحن هنا نشير إلى إفتقار عالمنا العربى إلى القوة فى الندية إذ لابد من التكامل بين الدول والتبادل الثقافي والتجارى  والعلمى وغيرها ... ..ودون خضوع  فنحن كدول نمتلك الكثير من المقومات البشرية أن نفتخر بها ونتركها لتهاجر دون أن نستفيد منها أو حتى ندعمها 
هذا غير المقومات الاقتصادية من بترول وأراض خصبة  وخلافه.... ولكننا نعانى من صراعات كثيرة فيما بيننا والبقاء هنا للأذكى 
فإيران وروسيا والصين والهند  من الدول التي خرجت من العباءه واستخدمت العقل البشري وعملت على تنمية الكوادر البشرية ودعمها حتى صارت منافس قوي يستطيع القياده حيث أصبح لهم مكانة مؤثرة بين الدول وهذا على سبيل المثال
فأين نحن من هذا السعي الحثيث من التميز والإبداع فنحن غارقون في بئر التفاهات فهذه هي حروبنا الحقيقيةفجميع المعنيين من المسؤلين  يسألون عن ما نعانيه اليوم ونحن نشاهد أمر الشباب وذوي العقول المتميزة مهمشون ليصعد من يتميز بهز الكرش والرقص والأقوال الأفعال  البذيئة التى لا تتاسب مجتمعاتنا على اكتاف هؤلاء الشباب المتميز  مما يدفعهم إلى الإحباط أو الإنتحار أو الهجره أو الإنحراف 
فما الذى سنجنيه نحن فى ظل مجتمع أعوج ؟
من المسؤول عما وصل إليه هؤلاء الشباب ؟
ومن المسؤول فيما يحدث في الوطن العربي؟
فما يحدث هو الحرب الحقيقيةعلى كل الثوابت والقيم  فمن اتبع ثوابتنا وقيمنا وأخلاقها العربيه نموذجا أصبح الآن في مصاف الدول المتقدمة التي تتملقها بلداننا العربيةالآن في حين أننا قد خلعنا رداءنا العربي وأطحنا به بطول أذرعنا ونتخذ القواعد والأصول الغربية التي تخلى عنها الغرب بالفعل!!
 فنحن كعرب أصبحنا نصارع للبقاء في حالةمن التشرزم لنحقق مخططات لنظل نعيش في الصراعات الإغراق في التفاهات والجهل السطحية 
هل من صحوة حقيقية قبل فوات الأوان ؟