لماذا حتى الآن ، لم تحذف خانة الديانة ؟؟. لو بادرت مصر ، وحذفت هذه الخانة المعيبة ، سوف تعيد صناعة التاريخ ، والفكر والثقافة ، وسوف تبرهن على أنها الزهرة اليانعة فى منطقتها . تلك المنطقة البائسة التى تشهد كل يوم ، القتل ، والخراب ، والتدمير ، بسبب التعصب الدينى ، والتطرف الطائفى . وربما أيضا ، على مستوى العالم ، الذى لم يفلت
من السرطان الارهابى الممتد ، عبر الحدود الاقليمية ، والدولية.
لقد نجحت مصر ، فى محاصرة البؤر الارهابية ، وابادة الأوكار
المستخدمة ، فى تصنيع السلاح ، واعداد خطط القتل ، والتفجيرات ، واطلاق حرب لا هوادة فيها ، ضد جيوش الدولة الدينية.
لكن الارهاب الدينى ، كأفكار ، وثقافة ، وتحيزات وجدانية ،
وموروثات سلفية ، وميول نفسية ، مازال حيا فى النفوس ، يتكاثر ، ويتناسل ، كما يشاء.
حذف خانة الديانة ، هو " كلمة السر " ، التى تفتح لنا دروب
النهضة ، والتقدم ، والسلام . حذف خانة الديانة ، هى صلب المواطنة والعدالة ، والغاء التمييز بسبب عقائد ورثناها.
هناك قضايا لن تُحل ، وعلاجها الناجز هو حذف خانة الديانة
لايقاف التعصب ، من جذوره الفكرية ، والعقائدية.
الجيوش الارهابية ، المتكاثرة حولنا ، وفى كل مكان ، لن تختفى فى يوم ليلة . لكن على الأقل سوف ننزع منهم الورقة التى يلعبون بها ، ويؤسسون عليها أنشطتهم.
لم لا نستخدم مشرط الجراحة ، الذى يبتر القدم الممتلئة بالديدان ،
ويتخلص من العضو الفاسد ، ويستأصل الجذر المسمم ، مرة واحدة ،
والى الأبد؟.
كلنا ننادى بضرورة تجديد الخطاب الدينى منذ 2014 ، ولم يحدث شئ . سوف يكون حذف خيانة الديانة ، أكبر تجديد ، للخطاب الدينى.
نريد أن نرى مصر ، وطنا للورود ، والأزهار ، و الفراشات ، والطيورالمغردة . وليست مكانا للخفافيش والغربان.
فى الحرب ضد الارهاب ، كأفكار ، ليس هناك حلول وسط.
وليس ينفع الكلام المزوق ، ولا ربع ، ولا نصف الحقيقة.
كوكب الأرض ، غارق فى بحور الدم ، بسبب التعرات الدينية ،
والأديان الموروثة . ألم يحن الوقت ، لكى نجفف هذا النزيف اليومى؟.
بعض الناس ، يرون أن حذف خانة الديانة ، سوف يحدث
" لخبطة " ، و " بلبلة " ، و" مشاكل " ، و " تعقيدات " ، نحن فى غنى عنها.
وأنا اسألهم ، أليست بحور الدم ، هى أكبر لخبطة ، وبلبلة ،
ومشاكل ، وتعقيدات ؟. حتى لو حدثت بعض المشكلات ، فهى تافهة ،
مقارنة بنزيف الدم . وأى تقدم ، له ثمن لابد أن ندفعه.
من بستان قصائدى
------------------
بداخلى امرأة غريبة الأطوار
تصحو بالليل وتنام بالنهار
لا يؤرقها تقلبات الطقس
لا تهمها نشرات الأخبار
ظل رجل لا يعنيها
تفضل عنه ظل الجدار
تنحت فى الصخر ملامحها
تشق طريقها كما الأنهار
تسكن أعلى ناطحة سحاب
طوابق من القصص والأشعار
تسخر من ملذات البشر
كما الشمس مشرقة الأسرار
تفلسف بحكمتها عبثية الأقدار
ترقص وتغنى ايقاعات المحال
تعيش على حافة الخطر
تموت واقفة كما الأشجار
-----------------------------------------