المفكر د . خالد منتصر لـ" صوت بلادى ": المصريون بالخارج هم بالفعل أهم بئر نفط فى مصر

المفكر د . خالد منتصر لـ" صوت بلادى ": المصريون بالخارج هم بالفعل أهم بئر نفط فى مصر
المفكر د . خالد منتصر لـ" صوت بلادى ": المصريون بالخارج هم بالفعل أهم بئر نفط فى مصر

حوار . جاكلين جرجس 

 

 

• علينا أن نأخذ الهند كنموذج ، الحقيقة أن قاطرة التقدم للهند هم الهنود أنفسهم 

• وزارة الثقافة تحتاج إلى ثورة

• العلمانية قبل الديموقراطية لا يمكن لمجتمع أن يكون ديمقراطيا بدون أن يكون علمانيا 

• ما يقدم على مسارحنا الأن ليس كوميديا 

• مؤسسة " راعى مصر"  من المؤسسات الفاعلة جدًا فى المجتمع 

 

  

 

 

  فى مقالة للفيلسوف إيمانويل كانط أجابة عن مفهوم التنوير ؟ محددًا التنوير بأنه " خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه من خلال عدم استخدامه لعقله إلا بتوجيه من إنسان آخر ، ويحصر أسباب حالة القصور تلك في سببين: الكسـل والجبــن ! 

   فتكاسل الناس عن الاعتماد على أنفسهم في التفكير أدى من جهة إلى تخلفهم، ومن جهة أخرى هيأ الفرصة للآخرين لاستغلالهم، وذلك بسبب عامل الخوف فيهم.

   بالفعل هذا ما حدث للإنسان على مصر العصور وعلينا الأن أن نجد روشتة و علاج فعال للكسل و الجبن ؛ فكان لنا لقاء مع أحد أحفاد رواد التنوير و الثقافة وهو الكاتب الصحفى الطبيب د . خالد منتصر الذى دائمًا ما يغرد خارج النص ؛واضعًا يده على الداء فيقدم الدواء من خلال المناقشة بالعقل و المنطق ، يقوم برصد قضايا وإشكاليات مصرية وعربية يومية سواء فى مقالاته أو كتبه مثل  "الختان والعنف ضد المرأة" ،"وهم الإعجاز العلمي" "فوبيا العلم" و "بورتريهات بألوان الشجن"،"العلم بين المعمل والمسجد"، كذلك كتاب " لكم سلفكم و لى سلفى " و كان أحدث إصداراته " يوميات تنويرية " ،كما قدّم برنامج "خارج النص"و برنامج "يتفكرون" ساعيًا لنشر الفكر التنويرى فمراثون التنوير طويل على حد قوله .. لم تنتهى مجهودات الدكتور خالد منتصر عند هذا الحد بل أتجه إلى العمل المجتمعى  و دعم مؤسسات المجتمع المدني و التنموى مثل مؤسسة " راعى مصر " للتنمية مؤكدًا أن بدون مؤسسات المجتمع المدنى سيعانى المجتمع كثيرا .

و إليكم نص الحوار :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1- فى زيارتكم الأخيرة لأمريكا قلتم : " إن المصريين في الخارج هم بترول الدولة المصرية " ففى رأيكم ما هى القنوات التى تساهم فى مد جسور التواصل و التعاون بين الشباب المصرى بالخارج و دولتهم الأم للاستفادة من خبراتهم فى شتى المجالات ؟ 

المصريون بالخارج هم بالفعل أهم بئر نفط فى مصر ، المصريين فى الخارج يستطيعون فعل الكثير يكفينا أن نذكر على سبيل المثال دكتور مجدى يعقوب الذى أنقذ الكثيرين بجراحات القلب المتقدمة و تدريبه و تعليمه لاطباء كثيرين و علينا أن ناخذ الهند كنموذج ، الحقيقة قاطرة التقدم للهند هم الهنود فى خارج الهند فمثلا صناعة البرمجيات روداها فى العالم كله هى الهند و هى قاطرة تقدم ، صناعة الدواء فى الهند اصبحت تنافس امريكا و دول اوروبا و اصبحت ايضا قاطرة تقدم 

فلابد لوزارة الهجرة أن تكثف لهذه الصلة و أن تختار النماذج الجيدة الفاعلة و غالبا معظمهم يكون بعيد عن الضوء و الشو الاعلامى فلابد أن تبذل وزارة الهجرة لاكتشاف هؤلاء و لا تكتفى بالبعض الذى يعرض اسمه ، لابد من جهد مضاعف من وزارة الهجرة واعرف ان وزيرة الهجرة الجديدة لديها الجهد و الحماس و الفكر لتنفيذ ذلك بإذن الله .

 

 

2- في إطار تكريمكم من مؤسسة " راعى مصر" للتنمية ، كيف ترون دور مؤسسات المجتمع المدني و التنموى فى مواجهة التحديات الاقتصادية و الاجتماعية التى نمر بها الأن ؟ 

مؤسسة " راعى مصر"  من المؤسسات الفاعلة جدًا فى المجتمع المدنى و يعجبنى فيها اهتمامها بالفقراء و رفع مستواهم الاجتماعى و التعليمى ؛ هى لا تكتفى ببناء البيوت فقط لكنها تبنى العقول أيضا و هى لا تكتفى بعلاج الاجساد المريضة فى القرى البعيدة لكنها تعالج ايضا العقول القاصرة بتشجيع التعليم سواء التعليم العادى او العالى تشارك فى مشاريع انتاجية صغيرة للاسر خاصة للسيدات الفقيرات و المعدمات و الحقيقة ان بدون مؤسسات المجتمع المدنى سيعانى المجتمع كثيرا .

 

 

3- فى زيارتكم الأخيرة لامريكا شاهدتم  عرض" موسى" على مسرح sight and sound في بنسلفانيا ... فى رأيكم ما هى آليات تجديد دماء أبو الفنون المصرى حتى يستطيع النهوض بالثقافة و الفن و تحريرالفكر المصرى من شوائب الوهابية و الاتجاه للعلمانية ؟

بالفعل ، المسرح هو أبو الفنون و هو البوصلة و الترمومتر لقياس درجة الثقافة و الوعى فى المجتمعات يعانى مسرحنا الأن من مرض عضال مزمن و هو مرض عدم التفرقة بين الكوميديا و التهريج معظم مسرحياتنا تنتمى إلى ما يسمى زيفا و كذبا كوميديا ، فما يقدم ليس كوميديا لكنه تهريج و اسفاف و تدمير لوجدان و روح المتفرج و علينا العودة إلى الدراما الحقيقية و الكوميديا الحقيقة لأنه بدون مسرح حقيقى لن يكون هناك تقدم ثقافى حقيقى و صدق من قال اعطينى مسرحا اعطيك شعبا .

 

 

4- يروج البعض لنبذ العلمانية و إظهارها على أنها كلمة سيئة السمعة ، فما تعقيبكم  ؟

 العلمانية قبل الديموقراطية لا يمكن لمجتمع أن يكون ديمقراطيا بدون أن يكون علمانيا و العلمانية ليست الإلحاد و هى ليست ضد الدين بل ضد التفسير الرجعى للدين و ضد تحكم رجال الدين فى السياسة ، هذا هو معناها ببساطة أو كما عرفها د . مراد وهبة بأنها التفكير فى النسبى بما هو نسبى أى التفكير فى الأمور الأرضية بأفكار تنتمى إلى هذا الواقع و تلك الأرض .

 

 

5- أخذتم على عاتقكم مهمة التنوير، برأيكم لماذا ينساق الشعب دائمًا وراء الغيبيات و الشعوذة ... هل نخشى استخدام العقل ؟متى نصل إلى أمة تحترم العلم وتبجل العلماء؟

 نحن قوم نفزع من العقل نخاف من التفكير النقدى نركن إلى الخرافة نحن نعشق الكسل الفكرى الذى وصل بنا إلى درجة نستطيع أن أطلق عليها درجة الكساح و الشلل العقلى نحن نعانى مما اسميه فوبيا العلم نخاف من العلم ، الجهل من الممكن إصلاحه بالعلم و التعليم لكن الخوف من العلم صعب جدًا إصلاحه .

 

 

6- على ذكر التنوير ، فتحت وزارة الاوقاف الباب للأزهريات للعمل واعظات متطوعات لنشر الوسطية بين النساء، فهل تتفقون على هذا القرار ؟ ألا يكفينا من خرجوا علينا من مدعيين التدين من الازهر و نشر أفكار مغلوطة عن الدين ؟ 

علينا أن نعى أن المجتمع لن يتقدم بالوعظ أو اكشاك الفتاوى ؛ لكن المجتمعات تتقدم باحترام المواطنة و العلم ، و دولة المواطنة تعتمد على الكفاءة و إعمال القانون . 

 

 

7- ماذا عن التراث و كيف يتم التعامل مع معطياته فى العصر الحديث ؟... فهو كما نعلم خلاصة ما خلفه الأجيال السابقة للأجيال الحالية لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل.

   التراث عندنا هو الماضى محنَّطاً ومجمَّداً، التراث عندهم هو الماضى متجدداً ومنتقداً لديهم دائماً مكنسة مشحونة دوماً لإزالة كل الأتربة التى تجعل الرؤية ضبابية، هذا هو الفرق التاريخى بين تراثنا وتراثهم، بين نظرتنا إلى ماضينا ونظرتهم إلى ماضيهم، انفردنا بمصطلحات تترجم حيرتنا واضطرابنا إزاء التعامل مع صنم الماضى، ذلك الماضى الذى حوّلناه إلى غيمة كثيفة سميكة سوداء، لا هى تمطر فتُنبت قمح الأمل، ولا هى تتخلى عن مواراة وإخفاء الشمس فتضىء المستقبل.. الماضى المفروض أنه استمرار لا اجترار، يستمر مدمجاً فى حاضرنا بعد التشكيل والتحوير والتحرير، وليس مستقلاً ككتلة اجترار فى سنام أحدب، مثل زائدة دودية لا وظيفة لها إلا الانفجار، حوّلنا التراث من مساعد إلى خصم ومنافس، برفضنا للإدماج الإيجابى العاقل، وإصرارنا على التقديس الجنونى الهستيرى.

 

 

8- غذاء العقل هو الثقافة و العلم ما تقييمكم لنشاط وزارة الثقافة و دورها التنويرى ؟ 

 وزارة الثقافة ينقصها الكثير من الجهد و تحتاج إلى ثورة ، أنا اعتبر أن أول كتيبة عليها أن تحارب الارهاب هى قصور الثقافة و قبل اقسام الشرطة .

 

 

9- ما هى مقترحاتكم لتطوير قصور الثقافة توافقًا مع العصر التكنولوجى الحديث خاصة لما لها من دور هام تضائل مع الوقت ؟

أول شىء لابد أن تفعله وزارة الثقافة هى تجديد كل مسارح قصور الثقافة كاملة و تشجيع الفرق المسرحية بالاقاليم على عرض مسرحيتها على قصور الثقافة لأن كثيرا من تلك المسارح مغلقة – للأسف .