صحيح ان الأوضاع السورية العامة منذ اندلاع الفتن وتكشير الأقنعة العربية والغربية عن وجوهها اتجاه شقيقتهم سوريا وما تلاها من عمليات وموجات قتل وترهيب وتهجير إرهابية طالت جميع المحافظات والمدن السورية ولم تسلم منها حتى العاصمة الحبيبة دمشق ولا الإمكان المقدسة لمختلف الأديان والطوائف والمذاهب ... لم يسلم من جرائهم شيء حتى الشيوخ والأطفال والعجائز .. كشروا عن وجههم القبيح إزاء سوريا كل سوريا لم يفرقوا في توزيع الإرهاب المتنوع من قتل وذبح وتشريد وتفخيخ لم يبق دنس الا وسجلوه حد الفضائح في تاريخهم المشوه .. وما رافق ذلك من حصار امريكي عربي غير مسبوق الا ما لحق بالعراق أيام التسعينات اثر احتلال الكويت مما جعل الحياة عسيرة جدا على المواطن الذي اخذ يعاني من شدة إجراءات الحصار التي طالت مختلف مفردات الحياة حتى الدواء والغذاء والتقنيات والحاجات الملحة لحياة الأطفال والمرضى وكبار السن .. مع استمرار عمليات التفجير والتفخيخ والترهيب ضد المواطنين والمدن الامنة .. التي تمكن شباب سوريا وجيشها وقواتها الأمنية والعسكرية من إزاحة الارهابين منها وتحريرها وإعادة سبل الحياة اليها وفقا للمتمكن ..ومنذ اثنا عشر عام ما زالت سوريا صامدة بقوة حتى بدا يتكسر جدار الحصار والعزلة الدولية والعربية معا . حتى اصبحنا نشاهد فتح السفارات لبعض الدول العربية وكذا وصول القيادات والرسائل المطمئنة التي لم تصل الى هذه المرحلة الا بعد ان عجزوا من التفريق بين القيادة السورية ورئيسها الأسد وبين الشعب السوري الذي يقف خلف قيادته بقوة وحميمية واضحة مما ادخل اليئس بنفوس الارهابين والقوى التي تقف معهم .. حتى تحمل الشعب ما تحمل إزاء قضية عدت من أولويات الكرامة والرمزية التي هي عند السوريين قاطبة – الا ما شذ من شواذ الافاق – تمسكهم برئيسهم وقيادتهم ومبادئهم التي لا يتزعزعون عنها والتي تربوا عليها في قضايا مصيرية لا مناص من الازاحة عنها .. وهذا ما ابهر العالم وهز الضمير المطالب برفع الحصار وكف يد الأذى واجندات الإرهاب عن سوريا وشعبها .
اليوم يقوم البعض في مناطق معينة سيما السويداء العزيزة الصامدة ببعض المحاولات البائسة واليائسة لتاليب المواطنين واستغلال حالات الحصار ونقص بعض المواد المعاشية والدوائية على القيادة وهذا ما فشلوا به من قبل وخبرته القيادة والأهالي مما يعني فشل كل المحاولات التي لن تطيل طائل المتربصين وستنهض السويداء وسوريا ويظهر ابطالنا وشبابنا هناك للدفاع عن سوريا ومصالحها العليا .
صحيح ان معاناتنا إزاء الحصار كبيرة الا اننا سنتضامن ونتضامن مع القيادة الحكيمة حتى نصل الى بر الأمان باذن الله وما النصر الا قريب وتبعدنا عنه ساعات الإعلان التي لن يؤخرها خرق هنا وتحريض هناك .. فقد عبرنا المحنة ومرت الأيام والسنوات وها نحن نعيش ونشاهد اخر أيام خنق الاجندات الخارجية المعادية ومن ورائها .. والله ولي التوفيق .