رامي بقلم المنتجب علي سلامي

رامي بقلم المنتجب علي سلامي
رامي بقلم المنتجب علي سلامي
بكى رامي الصغير كثيراً على عصفوره الجميل الذي تفنّن في قتله أحد الصيّادين الموهوبين في القنص والصيد وإشعال النار في الغابات،حينما فرّ هذا الطائر المسجون من القفص الأنيق ولجأ إلى شجرة الزيتون القريبة من قصر أبي رامي ليحتمي بأغصان حريّتها الخضراء....
بكى رامي بدموع طفولته الملوّنة بالبراءة والقهر والاستنكار السّاذج.....
معبّراً عن غضبه الشديد من ذلك الصيّاد المجرم الذي حرمه الفرح بطلق ناريّ حاقد مزّق فيه جسد  عصفوره الصغير البريء الذي كان ذنبه الوحيد أنّه تحرّر من قضبان سجنه الذهبيّ وسجّانه المُدلّل...
وراح بكلمات براءته وعفويّته الممزوجة بعبرات عينيه الحزينتين يهدّد الصيّاد بأنّه سوف يعاقبه ويقتله في المستقبل عندما يكبُر ويمتلك البندقيّة بعد أن يوفّر ثمنها ويجمّعه في حصّالته البلاستيكيّة المُزخرفة الملوّنة ،وسينتقم لعصفوره البريء من ذلك الصيّاد القاتل.....
واليوم وبعد سنوات كبر رامي المُدلّل واستطاع والده العظيم الذي انتفخت جيوبه بالمال أن يريحه من خدمة العلم وهمومها ومخاطرها....  
ورامي الكبير في هذه الأيّام يملك أكثر من بندقيّة صيد ،وقد راح يتجوّل باستمرار في البراري و يتنزّه في حقول المزارعين الطيّبين الذين زرعوها عرقاً من تعبهم ودماً من دماء أبنائهم الشهداء مع ذلك الصيّاد الماهر الذي قتل عصفوره في الماضي وهو يتفنّن ويتباهى بمهارته في تقطيع مئات رؤوس العصافير بطلقات بندقيّته العصريّة وتصويرها بعدسة نقّاله الأوروبيّ الفخم وهو يشمخ بهامته مبتسماً بجانبها وبجانب سيّارته الفارهة  والبندقيّة الحديثة تضحك بثمنها الخياليّ و ترتاح على كتفه المُرتاح ،وهو يعرض مُفاخراً مُنتشياً تلك الصور المُلتقطة بدقّة وبراعة على صفحات التواصل الاجتماعيّ.