تقدمتْ للوظيفة راقه منها رقتها الذائبة في نور يضيء جبينها سألها: ماذا يعني الخيال للكاتب أو الأديب؟ قالت: هو عالم مسحور يجوب بهم البحار والقفور يفتح لهم خزائن المحال، يفشي لهم الأسرار يطوف بهم علي بساط الريح المدن الحزينة والبلاد الجميلة.. قال: أريد منك في الحال قصة عن هذا الساحر! همت بالخروج استبقاها آمرا إياها أن تكتب أمامه، دلفت علي الأوراق تحاكيها . قرأ ما دونت ولكنه عرض عليها أن تقرأ قصتها القصيرة ..تعثرت في الحياء قليلا ثم تلت ما كتبتْ: حين أسررتُ إليك بما كان .. حين أخبرتهم عنك قرروا نفي من البلاد توجهتُ إلي رب العباد راجية أن تعلم الحروف الأربعة التي نُقشت في مهجتي.. حروف اسمك.. صعدتْ بي الحكايات عنان السماء تجاوزت الأحلام مدي الصوت، أين قرارك يا شهريار أن أزين أذني لك بقرط من لؤلؤ، أن أكحل عيني بسنا طلعتك، أن أسدل شعري معطرا بالورود، أن ارتدي فستاني المخملي الأزرق، أن أضع عقد الألماس في جيدي .. وإن حاكموني.. ما زال أمامي متسع من الوقت كي أخبرك أنني اعتذر عن مواصلة الحوار الدافئ الذي أتلصص عليه في رؤي أحلامي..في خزانة أسراري.. أبحث عن برنامج عشق ادمجه في قصتي أخبئه تحت وسادتي اسقيه وهج ابتسامتك.. جمال نظرتك الأبية، لكنهم حاكموني حين تركت الأحلام تفيق من غفوتها.. فتهاتفك وتسمع منك وتواعدك أصدروا فرمانا باعتزال الكلام معك ، فرضوه عليَّ زبانية الملام. وضعوا القيود الحديدية في أرجل الأحرف الذهبية..سخروا من هتاف الأحرف المضيئة بداخلي..اتهموني بالجنون أقررت، أعادوا المحاكمة كان القاضي جلادي.. امسكني عن الحوار معك..فتش في عقلي وجدك مختبئا في حناياه، بحث عنك في إيوان أفكاري تصدرت صورتك ملامحي، نقب في الفؤاد وجد بصمة الشوق إليك دليل الاتهام.. قيدوني وأذاعوا أنني متهمة بحبك وأنني قيد تنفيذ الأحكام... دججوا أوامرهم بوقف الكتابة أو العيش معك في الخيال يا خيّالي..وافقت.. حاكموني..طلبتُ منهم ورقة اكتب إليك اعتذارا عن موعد اشتاقه الفؤاد.. لكنهم فرضوا من جديد حظر تجوالك في خاطري.. اعتقلوا الأفكار.. وحاكموني.. قيدوا مارد الشوق إليك.. القوا به في قمم النسيان.. حذروني من الكتابة إليك..أوقفوني عن التمني.. نطقوا الحكم: إطلاق سراح الخيال..!هب من مقعده مشيرا بيده: أنت إذن شهرزاد الحالمة؟ معذبتي، صاحبة الرسائل الوردية؟ ردت في خجل: شهريار.. قال في حنان:توجتك أميرة علي مملكة الحنين ..فهل تقبلين؟ قالت في دلال: مولاي..!