الحسين عبدالرازق يكتب : الانفتاح على الثقافات مع مراعاة الضوابط!

الحسين عبدالرازق يكتب : الانفتاح على الثقافات مع مراعاة الضوابط!
الحسين عبدالرازق يكتب : الانفتاح على الثقافات مع مراعاة الضوابط!
في منتصف الثمانينات، وعند عودته من لندن، أهداني والدي قاموساً كان قد اشتراه لي من هناك، أوصاني كثيراً بالحفاظ عليه كونه هو الإصدار الأحدث من نوعه آنذاك، وقال أنه سيفيدني مستقبلاً ، وسيساعدني كثيراً في تحصيل دراستي! كان القاموس ضخم الحجم، ثقيل الوزن، مليئ بالكلمات، غزير بالمعلومات، مكدس بالمصطلحات والتراكيب والمعاني والمفردات، والمترادفات والمتشابهات والمتضادات! دفعني فضولي الطفولي إلي تصفحه وتقليب أوراقه واستكشاف كل ما فيه من صور، وأشياء كثيرة مختلفة وأُخر متشابهات!  ظللت علي هذا الحال إلي أن وقعت عيناي علي دراسة قام بإعدادها مؤلفه، وضمنها فصلاً كاملاً بداخله!  دراسة تحليلية لبعض الأمثال الانجليزية وما يقابلها في العربية. أعجبتني فكرة الدراسة فاستغرقت في قراءتها، إلي أن استوقفني مثل يقول "عندما تكون في روما، تصرف كما يتصرف الرومان" قرأته فلم أفهمه، أخذت القاموس لوالدي وأشرت له علي المثل، ليس لا سمح الله من أجل أن يفسره فأفهمه، فلست من المصدقين أو المؤمنين "بأغلب" ما تركه لنا الأولين من أمثال أو أقوال، أو نصائح أو حكم أومواعظ، لا أحبها، ولا أصدقها أوأرددها، ولا أنا من الناصحين بها، ولست لأيها بحافظ! كان السبب في ذهابي بصحبة القاموس للوالد، هو أن مؤلفه السيد "منير البعلبكي"، كان قد كتب كلمة روما هكذا (رومة)، فأردت أن أستدل من والدي عن الذي كان يقصده الرجل، وهل "رومة" هذه هي نفسها "روما" عاصمة إيطاليا؟ أم أنها شيئ آخر مختلف؟ إبتسم الوالد وأجابني بأنها عاصمة إيطاليا، وأنه حقيقة لا يعرف لماذا كتبها المؤلف هكذا؟، ثم اردف قائلاً " من قال لا أدري فقد أفتي"عموماً سيبك من "رومة" دلوقتي، نبقي نشوفها بعدين، انت فهمت معني المثل؟  قلت لا والله لم أفهمه، قال لقد توقعت هذا، يقصد المثل أن يقول، أنه يتوجب علي الإنسان قبل سفره إلي مكان، أن يعرف طباع أهله وعاداتهم، ويحترم تقاليدهم، ولا يخالف قوانينهم . إنتهي كلام والدي بارك الله في عمره، وبناءاً عليه نقول  ..  بعيداً عن كل ما أثير حول إلغاء حفل مطرب الراب وأيً كانت الأسباب!  وكلامي هنا لا يخص الواقعة بعينها، ولكن كلامي في العموم، ليس في الموضوع معضلة تحار في حلها العقول، أو تعجز عن فهمها الألباب! الحل يكمن في كلمتين ( الإلتزام بالقوانين) لدينا هنا في بلدنا كسائر بلاد الدنيا مجموعة من القوانين، من أراد أن يزورنا، مطرباً كان أو لاعباً، عالماً كان أو سائحاً، معجبٌاً بالمطربين أو من عموم المواطنبن، فيا ألف أهلاً وسهلاً بيه ومرحبتين اتنين، طالما أنه سيلتزم بالضوابط ويحترم العادات، ولن يخرق القوانين، وفي حال أنه خالفها ولم يراع الأصول، فالقانون موجود يحاسب الجميع، وأكتر من كده مش هنقول... 
حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا ونصرنا.