سأهمس في أذن الزَّمن
بكلِّ لعثمة الحياء
فأنا هي أخت العتب
وابنة اللوم
وتوأم الرضى
لماذا اصطفاني الحنين ؟ !
وراقته روحي كي يبني قلاعه فيها
وكان له جسدي
على مقاس الأشواق
يلسعني كانون بصقيع
الوحدة
ويحرقني لهيب آب
بشمس الغياب
حتى كواني
بكلِّ مافيه من سادية
بكلِّ مافيَّ من جغرافيا الجسد
فبتُ هشة الإرادة
وفقدت وهج الحلم
ماعاد يعني هل
لبستِ الأماني أثوابي
أم لم تلبسها ؟
تستسيغ مسامع الهواء
لحن أنيني
فترقص أيامي
على جروحي
تعتقها ثم تخمرها
في جرار الذكريات
لتعيدها لي بكامل
لباقة الألم
ولياقة السُّقم
أنا التي
رتقت من الخوف
لواء رفعته عاليا
بجبورة التحدي
أبدا لن يكون لي
غيري سندا
أم أنه لم يكن لي
غيري سندا يوما
سأهمس في أذني الحقيقة
قائلة
بكلَّ فصاحة الثِّقة
لماذا كانوا ؟
ولماذا لم يكونوا
حين كانوا ؟
فكنت بوجودهم دالية
لا جدار لها
وفي غيابهم
أصبحت الدالية والجدار
والحقيقة أكثر ما نابني منهم
هو النزيف عليهم
نزفتُ الحظ
ونزفتُ التعب
حتى اختلقتُ الرُّجولة
ونزفتها من
عيون الإرادة
كي أستمر
لن أتعثر برحيلٍ دام
لن توقفني صفعة موتٍ
مرتقبٍ أو غادرٍ
أنا هي التي
قطعت سلم الأيام
بما فيه من أذى الأنام
وطهر يدي الصِّدق والإيمان
أماطته لي
وسأكمل دربي
مهما شرذمته مفارق القهر
أوشردته أزقة البؤس
فمن شبَ على الشَّقاء
شاب الشَّقاء فيه