المشهد فى المعركة يأخذ الأبصار إلى أخبار باخموت وما فيها من تقدم لقوات فاجنر والقوات الروسيه من الشرق والغرب ثم المدد الغربي فى جانب اوكرانيا حتى وصول تصاريح المانيا وامريكا أنهم يحتاجون إلى سنوات لتعويض الذخيرة التى تم القاءها فى محرقة أوكرانيا
لكن هذه هى الصورة الأولى للمشهد أما الصور الآخرى فلها عدة وجوه أخطرها فى مشهد دولة تمسك بزمام سلطة العالم وهى امريكا وترى انزواء وانطفاء جذوة قوتها بوجه مبتسم اسمه الصين وضحكة آخرى تطلق من موسكو و بتركيز من وجه آخر اسمه الهند ولنفك ذاك المشهد أنه الدولار اشهر عملة مزيفة اقتصاديا حكمت العالم عنوة وقسرا وعلى رقاب كل بلدان العالم بلا احتياطى هكذا قهرا والكل خضع وخنع بعد رفع الغطاء للذهب للورقة المطبوعة بواسطة عائلات ملاك الاحتياطى الفيدرالى والكل خدم فى قصرها الشيطانى
هذه الورقة التى ظلت تنقل النفايات الاقتصادية الى مدافن حيوات العالم لتحول العالم من احياء الى زومبى وجوه احياء ولكنهم بلا حياة يتحركون بالفقر والخوف من الغد أنه الدولار يتم رفع سعر الفائدة فترتجف اوصال اعصاب اقتصادات العالم وتتعلثم كل الحسابات ولكن حتى يبقى الدولار زعيم العالم بلا غطاء من الذهب يلزمة محيط حاضن استراتيجيى :
1- امتلاك امريكا اقتصاد قوى متمكن متفوق على العالم خصوصا فى الهيكل الانتاجى
2- قوة سلاح غاشمة تخيف اى دولة فى العالم
3- ضمانة تحالف غربي + دول من اسيا فى الركب الامريكى بقيادة لندن – واشنطن
4- ضمان تفوق المعلومات فى التجسس وجمع البيانات عن العالم والتلاعب بالدول دون غير امريكا
5- ضمان طلب ثابت متزايد على الدولار من دول العالم
ونتأمل فى هذا المعين فى دخان حرب اوكرانيا رقعة شطرنج اوكرانيا نجد الآتي
1- الصين هى المنتج والمصدر الاول للعالم وازاحت امريكا عن عرش العالم الانتاجى وان الاقتصاد الامريكى اصبح اكثر منه خدمى كشركات تسويق وتوصيل السلع او شركات التواصل الاجتماعى التى تقوم على الاعلانات والتسويق وهكذا
2- قوة السلاح لم تبقى وحدها بل الصين اطلقت صاروخ خارج المجال الجوى ليدور حول الارض بسرعة عدة اضعاف سرعة الصوت لتهبط به كنيزك قاتل على اى هدف ووصف الامر قائد الاركان الامريكى اننا رأينا مشهد تفوق تكنولوجى صينى لا نستطيع مقاومته والصين تفوقت علينا وانتهى الامر وهذه لحظة تشبه لحظة اسبوتنيك عندما غزت روسيا الفضاء ولم تكن امريكا تعلم شيئا عن هذه التقنية
3- التحالف الامريكى او ظلال امريكا من الدول بعتريها التشقق السطحى مثل اتفاق اليابان مع روسيا على اسعار بترول تخالف الاوامر الامريكية والقنبلة التى اطلقها ماكرون بالاتفاق مع الصين بالايوان ومع روسيا بالرويبل ولم يكتفى بذلك بل دعى بقية اوروبا بالتمرد على امريكا وعدم التعامل خارجيا بالدولار
4- لم تصبح امريكا هى ضامنة للتفوق النوعى المعلوماتى فى التجسس بل من تسريبات هيلارى كلينتون الى تسريبات البنتاجون الاخيرة لخطط الحرب فى اوكرانيا توضح صورة جديدة عن امريكا عن انها اصبحت دولة من الدرجة الثانية
5- الطلب الثابت المتزايد المستمر على الدولار كعملة تبادل واحتياطى هذا من ضمان ديمومة سلاح الدولار وبالتالى هيمنة أمريكا على عرش العالم ومن بين الصور لتزايد الطلب على الدولار اشياء قد تبدو غير ظاهرة للعين العاديه مثل احتراف كرة القدم وتقويم اللاعبين والمدربين بالدولار وليس بعملات آخرى وهذا الطلب الذى بدا أنه أبدى يبدء بالتشقق والتجفيف نجد دول فى امريكا اللاتينيه مثل البرازيل تتعامل مع الصين بالعملات المحلية وحجم التجارة البينيه بينهم تقدر ب 150 مليار دولار وهذا يعنى خصم من الطلب على الدولار بنفس القدر وأخبار تنتشر بدخول المملكة العربية السعوديه فى نفس المضمار مع الصين ودول آخرى افريقية و تكتلات تبدو متسارعه تخفض من حجم الطلب على العملة المزورة اقتصاديا بلا غطاء وهى الدولار وهذا ينتقص فورا من حدود هيمنة أمريكا
لذا نجد حركة محمومة من أمريكا عسكريا بارسال غواصة للشرق الأوسط كارت ارهاب دولى وتصدر بيانات تهدد البرازيل وعدة دول من امريكا الجنوبيه أن التعامل بدون الدولار هذا بمثابة تهديد لمصالح الشعب الأمريكى وستعاقب تلك الدول ثم تأتى فرنسا وتفعل نفس الشئ بالتبادل مع الصين بعملات محليه بدون الدولار لتزيد الطين بلة فتسارع أمريكا بارسال قطع بحرية عسكريه فى بحر الصين لترسل تهديد العملاق الذى تتآكل اطرافه أمام ناظريه
من كل هذا يبدو لنا صورة أن الحريق الذى فعلته أمريكا عن طريق الدولار بارسال ازماتها عبر الدولار لتمرض اقتصادات العالم يرتد اليها بتقليم اظافرها بهدوء فهل تركن أمريكا الى هذا أم ستقوم بنقلة آخرى على رقعة الشطرنج هذا ما سوف نراه فى الحلقة القادمة