أبكي على أمي اليمن
أو أبكيك يا شام
ما عرف الحب قلبي
إلا بعدما عشقك يا دمشق
أنا إنسان لا يرى قدره
رعى الغنم في جبل حبشي
و هو يرى من تحت سطح البحر
في ساحة الأموي اليمام
و قبل أن تشرق شمس منتصف الليل
أوى بقلبه العاشق
إلى جبل قاسيون
لقد ذهبت للفرح عمن قصد
في ربيع العمر
عبرت أودية و صعدت جبالا
لفيت الدنيا و لفيت
و أنا أنام الليل كله
تحت نجوم السماء
و كلما أشرقت شمس
أدمع صدري غبارا
من بناء المساجد
مر الزمان و كلما
ارتفعت مئذنة مسجد
أخذ هذا القلب
بالإرتفاع في صدري
ألا و الفرحة تزور طفولتي
لست من الذين أهمتهم أنفسهم
أنا إنسان عرف الحب
بعد عد الأنفاس
و بغمصة عين
و الليل يودع بعضه
سافر من تعز إلى فاس
و ترك على النيل علاماته
يوجعني قلبي
و الأعين تبكي الدمع
كلما رمقت في مستشفى
وجوها كوجوه الفرح
يغلفها الحزن
و يوجعني قلبي
و الحزن يمزق شرايني
كلما رأيت طفلا يبكي
و أبا لا يقدر على توفير الدواء
أقول أوجعنا الدهر
و الدينا غلقت الأبواب
اليوم أنا يا ناس
حزين على الشام
الأماكن تذرف دمعة المقهور
و الورود التي كانت تعبق بعطرها
تذرف دمعة الحزن الأكيد
الصخور التي كانت تلوح للفرح
حطها السيل من علا
و الطرقات التي كانت
تتزين مع كل مرور
غلفتها الرمال بألف حزن
و الوردة الحمراء التي كانت
تنشر الفرح و الحب و الألوان
من غالي الدموع تذرف
و كل أوراق الشجر
تكاد تكون سقوطا
و أقول اتركنا يا درب بداية المشوار
اتركنا للفرح نذهب
و نلعب فوق سقف الدار
سلام على الدنيا
إن لم أر الشام
واقفة على قاسيون
و تعانق اليمن