لعلنا نحن جيل الثمانينات جيلا محظوظا إذ أدركنا شطرا من المسابقات التي لا تمحى من الذاكرة .."بمبم بيقدم جوائز" و"جوائز الشمعدان" ومسابقات الكوكاكولا والبيبسي للفوز بدراجة وأكياس الكاراتيه المحتوية على نقود والمسابقات الثقافية بمجلات ماجد وعلاء الدين ..
قديما كانت المسابقات كما عشناها في المشاهد السابقة مع بعض الاختلافات البسيطة ..
أكثر المسابقات القديمة تشويقا تلك التي كانت تقيمها المجلات بشأن أجمل عيون أو أجمل طفل أو أجمل سيدة ..
ومن أشهرها مسابقة مجلة المصور عام 1925 لأجمل طفل في مصر والتي فاز بها ثلاثة أطفال هم : هيام نور كريمة محمود بك نور بحلوان وزينب أحمد نجيب كريمة أحمد بك نجيب بكوبري القبة وهارولد متري نجل شكري أفندي متري بمصر والجوائز كانت آلة سينما توغرافية مع ستة أشرطة لروايات مختلفة من محل شيكوريل ودستة صور من تصوير المسيو هنزلمان وعلبتا بسكويت وعلبة توفي وصندوق شيكولاته مكنتوش من الشركة المصرية البريطانية نيولاند ومفرج .الجميل في هذه المسابقة هو إتاحة فرص الفوز للقراء ممن توقعوا أسماء الفائزين وترتيبهم وتنوعت الجوائز بين مالية واشتراك لسنة في إحدى المجلات المصور أو كل شىء أو الفكاهة...
من مسابقات الجمال بين الأطفال كانت مسابقة مجلة العروسة لصغار البنين والبنات وجوائزها عشرون جنيها مصريا وبدأتها المجلة في اغسطس 1928 وحتى نوفمبر من العام ذاته وتعطينا المجلة نبذة يسيرة عن اللجنة التي تشكلت للمفاضلة بين الأطفال والمؤلفة من مصور وطبيب ومحام !!!
لم تقتصر إعلانات مسابقات الجمال بين الأطفال على الصحف والمجلات والواضح أنها كانت صيحة في هذه الآونة فتحت عنوان "أجمل فتاة في مصر " نشرت مجلة المصور في عام 1925 عن مسابقة للأطفال والأولاد الصغار أقيم في معرض المصنوعات الدائم في لونابارك في هليوبوليس فقصده كثير من الأمهات مع أولادهن ونالت الجائزة الأولى بين البنات من (9-10 سنوات) الآنسة رينيه حمو واحتلت صورتها الصفحة الأولى من تصوير هنزلمان...
نأتي لمسابقة تصويرية حملت اسم "أين الحمار " نظمتها مجلة اللطائف المصورة في عام 1917 حيث صور المصور الحمار وقطعه إربا إربا والمطلوب من المتسابقين إعادة تركيب الصورة والجائزة 1500 قرش صاغ توزع بالتساوي على الفائزين وجاءت نتيجة المسابقة وفاز بها سليمان أفندي سليمان بالإسكندرية ..
هل جربت أن تنظم مسابقة في أفضل هجاء لشخصك ؟!!
هذا ما فعلته مجلة سركيس وكان يصدرها الأديب اللبناني سليم سركيس عام 1922 حينما نظمت مسابقة لأفضل قصيدة هجاء موجهة لصاحبها وقيمة الجائزة أربعة جنيهات وكانت القصيدة الفائزة في هجو سركيس للشاعر الياس فياض..تقول القصيدة :
"عجباً تحاولُ أَن تنال هجاءَ ...أَتراكَ قبلَ اليوم نلتَ ثناءَ
أَينَ المشيرُ وأَين أَيامٌ مضت ...فيها ملأتَ الخافقَين عداءَ
أَنسيتَ تلك الحرب حين أَثرتها ...وحملتَ تلك الحملةَ الشعواءَ
وإِذ الورى يتجنبونك مثلما...يتجنَّبون العنزةَ الجرباءَ
وإِذا اسمكَ الملعون كافٍ وحدهُ ...لينيلَ لافظَهُ العذابَ جزاءَ"
ومن الهجاء إلى المديح و نحط رحالنا ومسابقة البطولة ولقب للبطل حيث أعلنت مجلة الإثنين بعد ثورة 1952 عن مسابقة بين قرائها للقب الذي يمنحونه لمحمد نجيب وجاء تقديم المسابقة على النحو التالي : " منذ بدأت حركة الجيش المباركة وارتفع اسم محمد نجيب إلى أعلى سارية في التاريخ المصري الحديث والشعب كل يوم يطلق عليه لقبا جديدا..
فمن قائل محطم الطغيان ومن قائل بطل التحرير ومن قائل ساحق الظلم إلى آخر ما جادت به قريحة الشعب وعبرت عنه عواطفه من ألقاب يعتز بها محمد نجيب. .ولقد رفض محمد نجيب رتبة الفريق وأصر أن يبقى كما هو اللواء محمد نجيب لا أكثر والإثنين تفتح مسابقة لقرائها...إن الشعب مصدر السلطات ويجب تبعا لذلك أن يكون مانح الألقاب والرتب..فما هو اللقب الذي تمنحه لمحمد نجيب ؟وكانت الجوائز للأول عشرة جنيهات والثاني خمسة جنيهات ومن الثالث للسابع جنيها واحدا .
كما كانت الصحف والمجلات تمنح أموالا نظير النكت كما في إعلان اللطائف المصورة في عام 1917 أن من يرسل للمجلة نكتة أو فكاهة أو لطيفة أو ملحة أو ظريفة أو نادرة أو قطعة فيها ما يسرى الهموم ويزيل الغموم ويجعل القارىء حين قراءتها يضحك بملء شدقيه شريطة حصريتها ترسل إليه المجلة عشرة قروش صاغ !!