تحركات أمريكية وأممية ؛ لجولة مفاوضات جديدة بين السلطة الشرعية والمليشيات الحوثية ، تأتي بعد رفض المليشيات الحوثية تجديد الهدنة ، وبعد قرار مجلس الدفاع الوطني تصنيف المليشيات الحوثية جماعة إرهابية ، أمريكا والمجتمع الدولي لا يعنيهما تصنيف السلطة الشرعية الحوثيين جماعة إرهابية ، ولا يلقيان بالا لقرار كهذا ، جاء بعد قبول السلطة الشرعية الجلوس مع المليشيات الحوثية على طاولات التفاوض ، منذ مفاوضات جنيف مرورا بالكويت وصولا لاتفاق استكهولم ؛ ما منح المليشيات الحوثية اعترافا ضمنيا بأن تكن ندا لسلطة شرعية ، تنازعها في واجباتها الدستورية والقانونية ، وتخرج الانقلاب الحوثي من دائرة التمرد والانقلاب لدائرة أزمة بين طرفين ، وكأن معركة الشعب اليمني والسلطة الشرعية ضد المليشيات الحوثية معركة بين أطراف متنازعة على السلطة ، لا معركة شعب وشرعية مع فلول مليشيات انقلابية ، انقلبت بقوة السلاح على مؤسسات الدولة ، وقتلت مئات الآلاف من اليمنيين ، وجعلت الأمن والسلم الإقليمي والدولي في خطر ، من خلال تهديداتها المتكررة للملاحة الدولية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي ، الأمر الذي جعل السلطة الشرعية تفقد أوراقا دستورية وسياسية ، بمبرر المرونة المطلوبة لتحقيق السلام المزعوم والمتخيل لدى أمريكا والمجتمع الدولي .
التحركات الأخيرة من قبل مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن هانس جرودينبيرج وممثل الولايات المتحدة الأمريكية تيم ليندركينج للمنطقة ؛ لإحياء المفاوضات بين الشرعية والمليشيات الحوثية ؛ لتجديد الهدنة أو الدخول في مفاوضات تمهيدية لتسوية للصراع ، تدل على أن المجتمع الدولي ، يرى أنه لا قيمة ولا معنى لتصنيف السلطة الشرعية المليشيات الحوثية جماعة إرهابية ، والذي تاخر كثيرا ؛ إذ كان أوانه قبل دخول السلطة الشرعية في مفاوضات مع المليشيات الحوثية ، ما كان سيمنح السلطة الشرعية قوة سياسية ، تصد أي محاولات من قبل المجتمع الدولي ؛ لتمييع المعركة ، التي تقودها الشرعية ؛ لإسقاط الإنقلاب الحوثي .
خطت السلطة الشرعية خطوة متقدمة في تصنيفها المليشيات الحوثية جماعة إرهابية ، لكن هذه الخطوة لن تكسبها أي أوراق قوة ، طالما لم تسند بتأييد وإسناد دولي ، وهو ما لم ولن يتحقق ، بل إن هذه الخطوة ستفقد بريقها وقوتها تدريجيا ، مع استحالة رفض السلطة الشرعية لأي مفاوضات قادمة مع المليشيات الحوثية مباشرة أو غير مباشرة ؛ ولذلك سنشهد في الأيام القادمة استجابة السلطة الشرعية للتحركات الدولية ، وتراجعها للوراء قليلا ، مبررة ذلك بأن تصنيفها المليشيات الحوثية جماعة إرهابية ، لا يعني إقفال باب التفاوض معها ، طالما سيسهم ذلك في إحلال السلام وفق المرجعيات الوطنية ، بهذه الإسطوانة ستحاول السلطة الشرعية التبرير للضغوط التي تتلقاها من المجتمع الدولي ، لكن ذلك سيؤثر على مدى ثقة الشارع اليمني بصوابية مواقف السلطة الشرعية ، ناهيك عن استقلال قرارها وانسجامه مع ما يعزز من عوامل معركة اليمنيين الجمهورية ضد فلول الإمامة والسلالة .